الاول من ايار نستذكر بفخر التاريخ المنير للطبقة العاملة

بقلم: عباس الجمعة

في الاول من ايار من كل عام نحتفي بعيد العمال العالمي، العيد الاممي للتضامن الكفاحي وللنضال في سبيل عالم خال من استغلال الانسان للانسان، ومن التمييز والاضطهاد، وفي الوقت نفسه نحيي عيد ايار كمناسبة وطنية، لا لاستذكار بطولات العمال البواسل وتضحياتهم فقط، بل ولتعزيز نضالهم سوية مع شغيلة العالم بأسره، من اجل حقوقهم في العمل والاجور المجزية، وفي الضمانات الاجتماعية، وتوفير مستلزمات العيش الكريم، وصولا الى اقامة مجتمع انساني تنتهي فيه الى الابد كل اشكال الاستغلال والتمييز والاستبداد والقهر.

ان هذا العيد الاممي لعمال العالم جاء نتيجة النضال المتفاني والتضحيات الكبرى للطبقة العاملة وحلفائها ونقاباتها المكافحة واحزابها السياسية في مختلف البلدان، ونحن نستذكر بفخر التاريخ المنير لطبقتنا العاملة الفلسطينية والعربية والعالمية، بمآثرها وتضحياتها ، ولا ننسى ان نحيي في هذه المناسبة الاسيرات والاسرى ابطال الطبقة العاملة في سجون الاحتلال الصهيوني.

امام هذه الظروف ان عطاء الطبقة العاملة في ميادين السعي نحو التغييروالاصلاح، ولابعاد الفاشلين والفاسدين عن مراكز القرار، وفي سبيل الاستخدام الامثل لموارد البلدان بما يحقق تنمية مستدامة متوازنة، تؤمّن مستلزمات حياة كريمة لائقة للطبقة العاملة ولمختلف فئات وطبقات الشعوب، وفي هذا السياق يتوجب التأكيد ان دور الطبقة العاملة المهم في الظرف الراهن المعقد وخاصة على المستوى الفلسطيني، ونحن نتطلع الى المجلس الوطني الفلسطيني من اجل وضع تصور واضح بشأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضمان تلاحم النسيج الوطني الفلسطيني وضرورة ضمان مساواة المرأة مع الرجل في الأجور قانونا وواقعا، وضمان تكافؤ الفرص أمام النساء في ميادين العمل كافة، إضافة إلى تذليل المعوقات القانونية التي تعرقل مشاركة المرأة في العمل وفي جميع القطاعات الاقتصادية، وتوفير بيئة وظروف عمل مناسبة للشباب.

في ظل هذه الاوضاع ان عيد الاول من ايار يحل هذه السنة حيث ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني واجراء انتخابات للمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، كما تجري الانتخابات الانتخابات البرلمانية في لبنان والعراق والانتخابات البلدية في تونس، وهذا يؤكد على تغيير ميزان القوى، من اجل بناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، فنحن نتطلع الى هذه الانتخابات الى خط شروع وبداية انعطاف في مسيرة الشعوب، نحو مواجهة المخاطر والعمل على التنمية والتطور والتقدم والرخاء.

ان شعب فلسطين المناضل هو أحد هذه الشعوب المناضلة الذي يواجه بلحمه الحي جبروت الاحتلال الصهيوني الغاشم حيث ترسم مسيرات العودة منارة مضيئة في مواجهة الاحتلال الذي ارتكب بحق الطبقة العاملة العديد من المجازر على ارض فلسطين ، بينما الطبقه العمالية تحاول انتزاع المكتسبات النقابية والعمالية بتضحيات مؤسساتها المدنية والشعبية وفي مقدمتها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.. أهم تلك المكتسبات هو الاحتفاء بيوم عيد العمال وإحياء المسيرات العمالية والجماهيرية في يوم الأول من ايار وتنظيمها بما يليق بنضالات الطبقة العاملة والتضامن مع اسرى الحرية خاصة.

ان رسالتنا للاول من ايار هو التمسك بكافة اشكال النضال ضد الاحتلال ، لاننا على ثقة بأن قوة الشعب العربي الفلسطيني ستحطم الجدار وستهدم المستوطنات وستقوم الدولة الفلسطينية العربية المستقلة وعاصمتها القدس, هذا هو نضال الطبقة العاملة من اجل تلبية حقوقها ضد الظلم والاستبداد.

ختاما : لا بد من التأكيد على أن صمود الشعب الفلسطيني لم يكن يوما بضاعة تجارية تشترى بالأموال، حيث اكد هذا الشعب العظيم بفضل تضحياته خلال سبعون عاما من النكبة وقبلها، انه سجل بطولات يومية لم توثق في غالبيتها الساحقة، ولم تجد من يوثقها، ونحن هنا نتطلع الى استمرار تلك الأجيال التي حملت المشروع الذي يواجه عقلية النكبة، من خلال التمسك بحق العودة التي هو جوهر القضية الفلسطينية وبالقدس عاصمة دولة فلسطين ، ونحن اليوم مع شعوب ضد الاستبداد ومن اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وان نضالنا من اجل البقاء والهوية والحقوق يجب ان تبقى بوصلتنا .

عاش الاول من ايار عيد العمال عيد الاحرار, عاشت الطبقة العاملة.

بقلم/ عباس الجمعة