ايار شهر يحمل في طياته الخير لجميع الناس البسطاء الطيبين ، وكان موسم طقوس العبادة في بابل ومصر القديمة .وايار شهرالمناسبات الانسانية العظيمة المجيدة ، وشهر الكفاح والثورة العمالية الطبقية الحمراء، وشهر العمال والكادحين والمضطهدين ومحبي السلام العالمي ، الذين يحيون ذكرى الانتصار على النازية والفاشية كأسوأ افرازات المجتمع الراسمالي في سني انحطاطه.
وايار شهر التضامن مع المشردين والمهجرين من ابناء شعبنا الفلسطيني ، وفيه نحيي ذكرى النكبة والتشريد من الوطن .
وايار شهر "الاتحاد" اعرق الصحف الفلسطينية التقدمية ، وسنديانة شعبنا الباقية ، التي تحتفل فيه بعيدها المتجدد .
وفي الأول من ايار تحتفل الطبقة العاملة الكادحة وجميع قوى التحرر والتغيير والأحزاب الديمقراطية والتقدمية والنقابات العمالية اليسارية بعيد العمال العالمي، تعبيراً عن فرحتها بالنضالات الطبقية والانجازات الهائلة التي حققتها انتفاضة وثورة عمال شيكاغو . هذه الثورة التي احدثت تراكمات كثيرة وافرزت تراثاً ثورياً سيظل زاداً وزوادة لكل الطامحين والحالمين بالعدالة والحرية والمستقبل والتقدم الاجتماعي. وكذلك تكريماً للطبقة العاملة ، أكثر طبقات المجتمع ثورية واستعداداً للتضحية والمشاركة في العمل الثوري والنضالي التحرري بغية التخلص من الظلم والقهر والاضطهاد القومي الطبقي والاستغلال البشع الفاحش ، وتجسيداً لوحدة اهداف ومصالح العمال في كل مكان . ووفاءً لكل الذين سقطوا على مذبح النضالات الطبقية والثورية ، التي لا تعرف الحدود والفواصل ، رغم تعدد الانتماءات القومية والوطنية .
ولا شك ان راس المال لا يعرف حدوداً له في مرحلة الامبريالية ، ولا يهمه سوى تحقيق المزيد من جني الأرباح على اكتاف العمال ومن عرقهم وكدهم ، ما يجعل أبناء الطبقة العاملة وأمل الكادحين في خندق موحد، وفي الخط الأمامي لمواجهة وحش الاستغلال وغول الفقر والجوع والفاقه والاستعباد وسلب انسانية الانسان.
لقد اثبت التاريخ ان الطبقة العاملة عندما تكون موحدة ومتعاضدة وتقف على رأسها قوى طبقية طليعية فعلاً لا يمكن قهرها وهزمها ، وان الضربات التي وجهت لها صلبّت عمودها الفقري واصبحت نضجاً وتماسكاً من ذي قبل، واضافت تجربة جديدة في قاموس وتراث الطبقة العاملة العالمية . والتراث الثوري الانساني التقدمي الذي تمتلكه، وسجلها الحافل بالمعارك الطبقية والعمالية ، لا يمكن لأي قوة ان تجاريها او تنافسها . انها الطبقة الوحيدة المؤهلة لقيادة التغيير وتحويل المجتمع من صورة لأخرى أكثر تقدماً وتطوراً .
فتحية للطبقة العاملة الفلسطينية ولجميع عمال العالم بعيدهم ويوم كفاحهم الطبقي العنيد من اجل مستقبل افضل، أكثر عدلاً وجمالاً ، وفي سبيل تصفية كل مظاهر الفقر والجهل والتخلف ، والقضاء على جميع اشكال الظلم والاستغلال الطبقي ، وتحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار وصولاً الى مجتمع انساني مدني علماني وديمقراطي تعددي يجمع كل مظاهر الرقي الحضاري.
بقلم/ شاكر فريد حسن