هل يكون الرد الإيراني على إسرائيل عبر جبهة الجولان أو غزة؟

يفرد الإعلام الإسرائيلي منذ يومين مساحات واسعة للهجوم على مواقع إيرانية متواجدة على الأراضي السورية، وصفت بأنها "الأكبر والأقوى".

في إسرائيل هناك قلق متزايد من خشية أن يكون رد إيراني بصورة مفاجأة و غير متوقعة، مع استبعاد وقوعها في الوقت القريب، إلا أن الرد سيأتي عاجلا أم آجلا.

الجيش الإيراني لديه حساباته الخاصة والتي لا يتعامل مع الواقع بمجرد ردات الفعل، وفي إسرائيل يقيمون الموقف الإيراني بكل دقة لمحاولة قراءة أين تتجه جبهة الشمال.

قانون الحرب

وصادق الكنيست الإسرائيلي بالأمس على قانون يخول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان وحدهما إعلان الحرب، وذلك في وقت تتصاعد فيه نذر المواجهة بين إسرائيل وإيران.

وكان نتنياهو يدفع منذ العام الماضي باتجاه تخويل المجلس الوزاري المصغر بإعلان الحرب، بدلا من الحكومة بجميع وزرائها.

وتأتي مصادقة الكنيست على التعديل في وقت تتأهب فيه إسرائيل لهجوم إيراني محتمل ردا على قصف إسرائيلي لمطار التيفور السوري حيث قتل إيرانيون في وقت سابق من الشهر الجاري.

كما أنها جاءت بالتزامن مع اتهام نتنياهو لإيران بالكذب على المجتمع الدولي بشأن الاتفاق النووي، معززا ذلك بوثائق قال إنها أصلية، في خطوة تصعيدية ينظر إليها على أنها تأتي للضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق أو تعديله.

جرأة إسرائيل على ضرب إيران

وتعقيبا على الأحداث المتصاعدة بين إسرائيل و إيران قال الباحث و المختص بالشأن الإسرائيلي د.صالح النعامي: "إن انعقاد المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي لشؤون الأمن بشكل عاجل بالأمس وبدون سابق إنذار، وعودة ليبرمان من واشنطن على عجل تدلل على أن إسرائيل تتحوط للأسوأ وضمنها مواجهة مع إيران، مع أنها تقدر حتى الآن أن دافعية طهران لهذه المواجهة ليست كبيرة.

وأوضح النعامي وفق تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، أن هناك عدة أسباب وراء جرأة إسرائيل على ضرب المصالح الإيرانية في سوريا على هذا النحو الكبير والمهين، على رأسها افتراضها عدم رغبة طهران في مواجهة شاملة لأنها لا تملك ردودا على التفوق الجوي الإسرائيلي وبعد إيران جغرافيا عن سوريا، والذي يمنح إسرائيل التشويش على نقل الأسلحة في حال نشبت مواجهة.

وأشار إلى أن رهان إسرائيل على دور روسيا في منع طهران على الرد،لأن موسكو تخشى أن تفضي مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران إلى المس بمصالحها، سيما وأن أمريكا أوضحت للروس بأنها لن تدع إسرائيل لوحدها في أية مواجهة.

وذكر النعامي بأن تل أبيب تفترض اقتراب موعد صدور قرار ترامب بشأن مصير الاتفاق النووي، الأمر الذي يجعل إيران أقل حماسا للرد بشكل يفضي إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل، وتقلص من قدرة طهران على تحشيد المجتمع الدولي ضد تبعات قرار ترامب المتوقع بالانسحاب من الاتفاق.

وأضاف أن إسرائيل تقدر بأن التورط الإيراني في سوريا يقابل برفض كبير داخل إيران، بسبب كلفته العالية وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، مما يقلص من رغبة طهران في المواجهة.

الخطوط الحمراء

ورفض وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مقابلة مع إذاعة الجيش تأكيد أو نفي مسؤولية إسرائيل عن الهجوم، لكنه قال بشكل مقتضب: "سياستنا واضحة، والخطوط الحمراء لدينا أوضح ومعروفة للجميع، لن نسمح بإقامة قواعد إيرانية في سوريا".

بينما قال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، أن لدى إيران حساب مفتوح مع إسرائيل وقبل أن تغلق هذا الحساب وتتمكن من الرد تم مهاجمتها مرةً أخرى.

بينما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه قبل الهجوم بنحو ساعة جرى اتصالا هاتفيا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إيران وتواجدها في سوريا.

وأشار الموقع إلى أن نتنياهو زار مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قبل ساعتين من الهجوم قاعدة كيرياه الرئيسية للجيش الإسرائيلي في تل أبيب، بعد لقائهما المشترك في مقر رئاسة الوزراء بالقدس تطرقا خلاله للحديث عن إيران وتعزيز تواجدها في سوريا.

جبهة الجولان أو غزة

ومن الأسئلة التي تطرح او التحليلات السياسية عن طبيعة الرد الإيراني وكيف سيكون، وهل فعلا إيران معنية بالرد أم لا، يجيب على ذلك الكاتب و المحلل السياسي د.علاء أبو عامر قائلا:" إسرائيل تستدرج إيران للرد، وإيران لن تقدم على ذلك الآن فلديها حساباتها اللبنانية والسورية والنووية ، ولكن استمرار القصف الإسرائيلي قد يجعلها تستخدم جبهة الجولان أو غزة لرد محدود لن يرقى لمستوى الاعتداءات الإسرائيلية .

ونوه أبو عامر وفق تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، إلى أن الغارات الإسرائيلية لن تكون الأخيرة ، و ستتكرر في الأيام القادمة، و الغريب أن روسيا لا تمانع من ضرب الأهداف الإيرانية والدليل عدم حماية المواقع الإيرانية بالمنظومات المضادة للطائرات والصواريخ عند الاعتداءات الإسرائيلية .

وأضاف، وعلى ما يبدو أن هناك اتفاقاً إقليمياً ودولياً على منع استمرار الوجود العسكري الإيراني في سوريا ، لذلك تتصرف إسرائيل بحرية لتوفر حماية إقليمية ودولية لفعلها ضد إيران في سوريا.

مواجهة جديدة مع إسرائيل

وقالت مصادر في حركة حماس، إن الحركة لا تسعى إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل، ولن تنجر إلى مثل هذه المواجهة بالوكالة.

وأضافت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "قرار الحرب تتخذه الحركة بالتشاور مع فصائل المقاومة، وتحدده ظروف الفلسطينيين وحدهم".

وكان المصدر يرد على سؤال حول إمكانية أن تشارك "حماس" في مواجهة قد تندلع بين إيران وإسرائيل.حسب الصحيفة

وأكد المصدر أن الحركة تركز الآن على دعم وإنجاح المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة، وتستعد لمسيرة منتصف مايو (آيار) المقبل الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.

وبحسب المصدر، يجري التركيز الآن على توسيع هذه المسيرات السلمية إلى الضفة الغربية والداخل.

وجاءت هذه التأكيدات فيما تستعد إسرائيل لاحتمال مواجهة مع إيران، بعد قتلها إيرانيين في ضربات على سوريا. ويسود الاعتقاد في إسرائيل بأن إيران قد تلجأ إلى رد مباشر من سوريا؛ لكن استخدامها أذرعاً أخرى في المنطقة، مثل "حزب الله" احتمال وارد. وفق الصحيفة

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -