هناك تكامل ادوار بين إسرائيل وأمريكا في إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد . فشلت الحرب على العراق في تحقيق هدفها لعزل إيران حيث ازداد التواجد الإيراني في العراق . وفشل المخطط الصهيو أمريكي في مشروعه التآمري على سوريا وتقسيم سوريا وأصبحت إيران على الحدود مع إسرائيل في الجولان السوري المحتل وفي الشمال مع حدود فلسطين حيث وجود حزب الله ,
المحور الإيراني السوري وحزب الله بالتحالف مع روسيا يشكل مصدر قلق لإسرائيل , وإسرائيل تسعى بكل ثقلها من خلال الايباك الصهيوني والمتصهينيين الأمريكيين الجدد لإيجاد الذرائع لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران ومحاولة إيجاد المبرر لضرب إيران كما حصل في حرب أمريكا على العراق ضمن مسرحية الاسلحه المحرمة دوليا وثبت فيما بعد عدم صحتها وأنها مسرحيه اختلقتها أمريكا باعتراف وزير الدفاع ووزير الخارجية كولن باول أيام حكم جورج بوش الابن
السيناريو يعود ليتصدر مسرح الأحداث من جديد بشان الاتفاق النووي مع إيران ليستغلها نتنياهو ليجعل ترمب ينسحب من الاتفاق النووي مع إيران بعد أن فشل في إقناع إدارة اوباما لعدم توقيع الاتفاق .
بهذا الصدد قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقال للكاتب "جوليان بورغر" قال فيه إن البيت الأبيض استغل العرض المسرحي الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخصوص إيران مؤخراً للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران رغم المعارضة الأوروبية.
وأضافت الصحيفة أنه إذا كان "ما تردد صحيحاً فإنها ستكون سرقة القرن" موضحاً أن جواسيس إسرائيليين اخترقوا مبنى سري في قلب العاصمة الإيرانية طهران في يناير/ كانون الثاني الماضي وحصلوا على نحو نصف طن من الوثائق فائقة السرية قبل أن ينقلوها إلى إسرائيل في نفس الليلة.
وذكرت الصحيفة أن الرواية التي نشرتها جريدة نيويورك تايمز الأمريكية تلقي مزيداً من الضوء على الوثائق التي قدمها نتنياهو في عرضه الاثنين الماضي كدليل على عدم أمانة الإيرانيين وتلاعبهم ببنود الاتفاق النووي مع الغرب وبرنامجهم النووي.
وتساءلت الصحيفة لماذا لم يقم الإيرانيون بتوفير تأمين أكبر لمخزن الأسرار الهام لدولتهم وهل كان الاختراق الإسرائيلي خشناً بمجموعة مسلحة أم كان عن طريق عملاء،
وتساءل الكاتب لماذا لم يقدم نتنياهو حتى وثيقة جديدة صحيحة واحدة تثبت إدانة طهران لكنه قدم وثائق كلها قديمة أعلنت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011؟
واعتبرت الصحيفة أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران وهو الأمر الذي يبدو ترامب عازماً عليه سيخلق فجوة بين واشنطن وحلفائها في أوروبا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهم من الأطراف الموقعة على الاتفاق ويدعمونه بقوة.
نتنياهو باستعراضه للوثائق بشان النووي الإيراني أعاد تسليط الأضواء على ما تمتلكه إسرائيل من مخزون نووي وهي التي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الاسلحه النووية , وكما يبدوا من تسلسل الأحداث أن هناك توجه حقيقي نحو مطالبة إسرائيل للتخلص من ترسانتها النووية وهذا ما يؤكد حقيقة الخلافات بين صناع القرار في أمريكا , حيث فاجأ مذيع أمريكي في قناة " سي ان ان " نتنياهو بسؤال حول امتلاك إسرائيل أسلحة نووية وظهرت علامات الارتباك على نتنياهو عندما فاجأه المذيع بسؤال وطلب منه أن يجيب بنعم أم لا, هل لديكم أسلحة نووية نعم أم لا؟.
حاول نتنياهو الالتفاف على السؤال لكن المذيع كرر السؤال أكثر من مرة وطرح السؤال بصيغة أخرى “كل العالم يقول أن لديكم أسلحة نووية وأنتم تنكرون وما دام لديكم أسلحة نووية لماذا انتم متحاملين على إيران؟.
فرد نتنياهو قائلا “لا استطيع أن أتحدث في ذلك وتستطيع أنت التخمين كما تريد… وإسرائيل لا تشكل تهديداً على أحد، لكن إيران تشكل تهديدا للمنطقة”.
وكما يبدو ان واشنطن باتت تشترط مناقشة نزع النووي الإسرائيلي كشرط باعتراف كل دول الشرق الأوسط بإسرائيل , حيث اشترطت الإدارة الأميركية مؤخرا مناقشة نزع أسلحة إسرائيل النووية باعتراف كل دول الشرق الأوسط بـ"شرعيتها وحقها في الوجود كدولة سيادية".
ويأتي ذلك بينما تجري في جنيف محادثات تمهيدية لمؤتمر بشأن منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) والذي سيعقد في العام 2020، علما أنه يعقد مرة كل خمس سنوات، ويتناول فحص انتشار الأسلحة النووية ومنع انتشارها.
يشار في هذا السياق إلى أن إسرائيل لم توقع على الميثاق، بينما تنشط مصر منذ سنوات في كافة الهيئات الدولية لاتخاذ قرار يطالب بمناقشة الترسانة النووية لإسرائيل.
وفي العام 2010، في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، صدر قرار، خلافا لموقف الحكومة الإسرائيلية، بعقد مؤتمر لنزع الأسلحة النووية من الشرق الأوسط. وتم توكيل فنلندا باستضافة المؤتمر وتنظيمه، إلا أن الوسيط الفنلندي لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن عقد المؤتمر بعد عدة جولات من المحادثات. وفي العام 2015 عرقلت الولايات المتحدة اقتراحا مصريا يفرض على إسرائيل عقد المؤتمر، وكان موقف الإدارة الأميركية في حينه أن نزع الأسلحة النووية يجب أن يكون عن طريق الحوار مع إسرائيل.
ومن خلال المحادثات مع الوسيط الفنلندي، ادعت إسرائيل أنه لا يمكن فصل مسألة السلاح النووي عن مجمل القضايا الأمنية في المنطقة، وحالة الحرب بين إسرائيل وبين دول أخرى. كما ادعت إسرائيل أنها غير موقعة على الاتفاق، في حين أن دولا موقعة عليه، مثل إيران وسورية وليبيا، تخرق الميثاق، وتحاول تطوير أسلحة نووية.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت ورقة موقف، الأسبوع الماضي، إلى اللجنة المنظمة للاجتماع. وتتبنى واشنطن في هذه الوثائق موقف إسرائيل بالكامل.
وكررت الولايات المتحدة، في ورقة الموقف هذه، التزامها بجعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية، وأضافت أن "هناك عدم رغبة من قبل دول معينة بمناقشة هذا الشأن بشكل بناء. وبدلا من مناقشة ذلك في محادثات مباشرة، فإن عدة دول تحاول استغلال هذه المناقشات، التي تجري مرة كل خمس سنوات، من أجل فرض عمل ما. هذه الجهود هي خطأ وليست مجدية".
وأضافت الولايات المتحدة أن جولة المحادثات بين السنوات 2010 حتى 2015، بوساطة فنلندا، كانت مثالا على محدودية التركيز على السلاح النووي دون التعامل مع القضايا السياسية والأمنية في المنطقة.
كما جاء أن "الشرق الأوسط يعاني من عدم ثقة بين الأطراف بسبب عقود من المواجهات المسلحة. وأن الجهود من أجل بناء الثقة معقدة، خاصة بسبب رفض عدة دول الاعتراف بإسرائيل كدولة سيادية.. وبدلا من ذلك فإن هذه الدول تحاول عزل إسرائيل. وإضافة على ذلك، فإن عدم الثقة ينبع من محاولة عدة دول الحصول على أسلحة دمار شامل من خلال خرق التزامات الرقابة على السلاح. وتعمل إيران على خرق الاستقرار في المنطقة، ودعم منظمات إرهابية، ونشر أسلحة بالستية. وقد تفاقم ذلك منذ العام 2010".
وتضمن الموقف الأميركي أيضا، كتوصية للمستقبل، أن المسؤولية المركزية تقع على الدول في المنطقة. وأن "الحوار الإقليمي لا يمكن أن يكون منفصلا عن المباحثات حول أمن المنطقة. والولايات المتحدة على قناعة بأن الدفع باتجاه منطقة خالية من السلاح النووي يجب أن يكون على أساس حوار بين الأطراف. كما أن دول المنطقة يجب أن تدعم المعايير العالية لعدم نشر أسلحة بموجب محضر (بروتوكول) الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
مسرحية نتنياهو حول النووي الإيراني تعيد تسليط الضوء على النووي الإسرائيلي حيث ان دول ذات وزن إقليمي باتت تطالب بإخضاع ترسانة إسرائيل للرقابة وتصر على إزالة إسرائيل لترسانتها النووية ضمن شرق أوسط خالي من السلاح النووي والكيماوي والذي يشكل خطر على امن المنطقة والسلم العالمي.
بقلم/ علي ابوحبله