اليوم العالمي لحرية الصحافة بالدم نكتب لفلسطين

بقلم: عباس الجمعة

يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة كتقليد سنوي يهدف إلى التذكير بالدور المهم والفاعل الذي تضطلع به الصحافة تحديدا ووسائل الإعلام بصفة عامة في تعزيز حرية الرأي والتعبير والديمقراطية البناءة التي تشجع التنمية والتطور في كافة أرجاء العالم، وفي البداية لا بد من تدوين تحية للذين اختاروا القلم سلاحا في عالم الإعلام الواسع بمختلف وسائله ، الذين انتهجوا نهج الكلمة الحرة لوضع بصماتهم في هذه الحياة، وإيصال المعلومة بكل أمانة وصدق ومسؤولية، على كل الجهود التي يبذلونها لتطوير الأداء الإعلامي ونشر الوعي بحرية حقوق التعبير في أوساط الجماهير، باعتبار أن معيار حرية الصحافة في المجتمع يعد مؤشرا على الحريات العامة للشعب.

ويعتبر هذا اليوم الاحتفائي فرصة مناسبة لإلقاء الضوء على أوضاع حرية الصحافة العربية ومسيرة حرية الإعلام العربي لاستحضار تلك المهام والأدوار الشاقة والخطيرة التي يؤديها الصحفي والإعلامي العربي وهو يقوم بدوره في تقصي الحقائق من أجل تزويد القارئ أو المستمع أو المشاهد العربي بالأخبار اليومية مهما كلفه ذلك من تضحيات.

من هنا يعد هذا اليوم، الذي يحتفل به العالم منذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 تسميته بيوم الصحافة العالمي، مناسبة للتعريف بالدور الذي يمكن لوسائل الإعلام القيام به تحقيقا لمصلحة الجماهير ولتعريف الشعوب العربية والعالمية بانتهاكات حرية الصحافة وحق التعبير عن الرأي.

وبإلقاء نظرة عن قرب لحال الإعلام العربي وعلى مدى سنوات بعد قيام ما يسمى الربيع العربي التي ارادته القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية لتعميم الفوضى الخلاقة ونشر الارهاب، نجد أن الإعلام قد صنف نفسه بنفسه إلى قسمين لا ثالث لهما، فإما إعلام ينقل ويغطي الحدث ويفضح المشاريع المعادية التي تستهدف المنطقة والقضية الفلسطينية أو إعلام مركب هدفه تضليل الشعوب العربية في المنطقة.

من هنا نرى ان على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، بضرورة التدخل الفوري والسريع والوفاء بالتزاماتها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وممتلكاته مطالباً جميع الهيئات والمؤسسات الصحفية الدولية، بالاستمرار في متابعة ما يتعرض له الصحفيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبذل كافة الجهود على المستوى الدولي لضمان ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام، وجرائمها بحق الصحفيين على نحو خاص، والعمل من قبل الاتحاد الدولي للصحافيين وسائر النقابات والأطر الساهرة على حرية الصحافة على إطلاق سراح الصحافيين الفلسطينيين ، القابعين في سجون الاحتلال دون قيد أو شرط.

في ظل هذه الاوضاع نرى مسيرات العودة الذي يواكب الصحافيين تغطيتها على ارض فلسطين حيث يؤكدون "بالدم نكتب لفلسطين" مما يشكّل لنا جميعاً حافزاً قوياً للنضال الدؤوب والمستمر للدفاع عن الحريات الصحفية في فلسطين .

لا يسعنا في هذا اليوم إلا أن نتوجه بتحية الفخار والاعتزاز بالصحافيين والإعلاميين الذين دفعوا ثمناً باهظاً في دفاعهم عن الكلمة الحرة والحقيقة الغائبة من خلال انحيازهم لقضايا شعبهم، مما يستدعي من الصحافيين ونحن امام قرارات هامة في دورة المجلس الوطني الفلسطيني لتعزيز لغة الوحدة في خطابهم الإعلامي والامتناع عن لغة التحريض والتشكيك ليبقي الصحفي الفلسطيني يلعب دوراً إيجابياً في تعزيز الوحدة، ومعول بناء في مسيرة النضال الوطني

ختاما : إن الإعلام العربي الفعال قد حقق مكاسب جمة، ربما سلبا أو إيجابا، على صعيد حرية الرأي والتعبير، ، ولعب دورا سياسيا وإعلاميا وإنسانيا مقدرا على الصعيد الدولي في حشد وبلورة الرأي العام العالمي من أجل الوقوف مع القضية الفلسطينية.

بقلم / عباس الجمعة

كاتب سياسي