أزيلوا العوامل التي تمهّد لصفقة القرن

بقلم: جاك يوسف خزمو

هل استمرار الانقسام الفلسطيني سيساهم في تمرير "صفقة القرن"؟ وهل هذا الانقسام متعمد ومستمر لخدمة أعداء الوطن وأعداء القضية؟ وهل من يعرقل المصالحة يقدم خدمات مجانية للسياسة الاميركية في المنطقة؟ هذه التساؤلات وغيرها تطرح الآن. وهناك تخوّف من أن الوضع في القطاع سيؤدي الى تسهيل عملية فرض أو تطبيق أو تمرير صفقة القرن! والغريب أن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الداعمة والمؤيدة لكل المواقف الاسرائيلية، عقدت مؤخراً اجتماعاً مهماً في البيت الأبيض بحضور دول عربية من أجل بحث الاوضاع الانسانية في قطاع غزة، وتم خلال هذا المؤتمر دراسة كيفية انهاء هذا الوضع الانساني من وجهة نظر اميركية اسرائيلية مشتركة! ولم يتم خلال هذا المؤتمر التطرق الى ضرورة انهاء الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.. وهذا يؤكد على ان ما يعانيه القطاع وما يجري فيه هو ضمن سياسة ممارسة المزيد من الضغط على قيادة "حماس" من أجل التوصل الى حالة اليأس، وقبول صفقة القرن؟ وهناك محاولات خطيرة لاغراء "حماس" في ذلك، ومنها توسيع مساحة اراضي القطاع ليحتضن الدولة الفلسطينية، وليكون هو مركز الدولة وليست الضفة الغربية!

إن القيود العديدة المفروضة على أبناء القطاع قد تأتي، من وجهة نظر بعض المراقبين والمحللين السياسيين، لصالح الصفقة الخطيرة التي هي تصفية لجوهر وأساس القضية الفلسطينية. وتهدف الصفقة الى التركيز على اقامة الدولة في القطاع، مقابل نسيان الحقوق المشروعة الثابتة والاساسية ومنها التخلي عن القدس، والتخلي عن حق العودة، والتخلي عن السيادة الفلسطينية الكاملة على الضفة الغربية!

يبدو أن القيادة الفلسطينية بدأت تدرك خطورة الوضع الانساني في القطاع، ولذلك قررت صرف ولو 50 بالمائة من رواتب العاملين بناءً على تعليمات الرئيس عباس، وذلك للتخفيف من المعاناة، وكذلك للتأكيد على أن لا دولة فلسطينية من دون القطاع والضفة معاً، ولا دولة من دون القدس، وهذا شعار يجب تطبيقه، لا أن يكون مجرد دعاية وحبر على ورق!

فيجب على جميع قادة النضال الوطني الفلسطيني العمل على ازالة أي عامل قد يمهد أو يسهل الطريق لفرض صفقة هي صفعة للجميع، وذلك عبر وضع خطة عمل مشتركة مبنية على مصلحة القضية وليست مبنية على مصالح فئوية وحزبية خاصة.

 

بقلم: جاك يوسف خزمو

الناشر ورئيس التحرير /مجلة البيادر السياسي

القدس: 7/5/2018