لغز عدم تنفيذ قرار الرئيس بصرف الرواتب في اجتماعات المجلس الوطني

بقلم: سهيله عمر

الشعب حائر .. لماذا لم ينفذ قرار الرئيس بصرف الرواتب في اجتماعات المجلس الوطني.

هناك من راى ان هناك انقلاب على قراراته. وهناك من يرى ان قراره كان مشروطا بتسليم قطاع غزه وتمكين الحكومه به تمكينا امنيا شاملا.

بالنسبه لي لست بحاجه للتحليل. انا توقعت عدم الصرف من اول اعلان الرئيس ان الرواتب ستدفع وذكرت هذا في مقال لي في اليوم التالي. ذكرت في مقالي ان من مرر قرار مصيري كارثي كعدم دفع موظفي السلطه في غزه لن يسمح ابدا بالاستسلام والتراجع عنه. وهذا عمليا يعني عدم الالتزام مع موظفي السلطه كما تم وعدهم لدى انقلاب حماس حيث التزموا بقرار السلطه بعدم التعاون مع حماس للضغط عليها للتراجع عن انقلابها

وقلت قبل ذلك انني اخشى انه هناك اتفاق في المصالحه ان يتم التخلص من عبا موظفي السلطه ليتم دمج موظفي حماس بدون عوائق في نفس مناصبهم. وهذا يبرر صمت الفصائل خاصه حركة حماس.

الخلاصه ان العوده عن القرار سيكون صعبا جدا حسب رؤيتي لان الرئيس لم يتخذه الا بضغط كبير ممن حوله ومن قوى دوليه. وانا متاكده ان الرئيس نفسه ضده ويدرك ظلمه على الموظفين الذين التزموا بشرعيته في غزه.

اريد ان اذكر ان الشهيد الرئيس عرفات لم يستسلم قط لاي ضغوط خارجيه وحوصر وبقت كلمته العليا لا يكسرها احد في السلطه مع انه محاصر. ووجدنا ان اكبر القيادات تنحوا واستقالوا عن محاوله معارضته لادراكهم انه لا يستطيع احدا ان يقف في وجهه. وعندما سمم ودع شعبه بقبله. وكانت اخر وصيه له لوزير الماليه سلام فياض، ان ادفع رواتب الموظفين قبل حلول رمضان لانه كان بخشى على الناس الجوع خاصه لو حدث مكروه له. اراد ان يموت والشعب يذكر حسناته. وكان الرئيس عرفات يدرك ان حماس قوه كبرى في غزه، لكن عزز نضالها ضد الاحتلال ولم يقف في وجهها لان تحرير فلسطين مطلب وطني. وكان يعارضها في الخطأ فقط.

اي ان الرئيس ياسر عرفات عمليا حاول استيعاب حركة حماس مع مخاوفه منها ومن مشروعها ولهذا لم تجرا حركة حماس على الانقلاب على الرئيس عرفات مع ان ذلك كان بيدها بحكم قوتها المسلحه في القطاع وحصاره في الضفه. واذكر ان الرئيس عرفات سؤل في برنامج تلفزيوني، لماذا لا سبيل له على فصائل المقاومه، فغضب بشده لفطنته من خبث السؤال ورد انه الرئيس وجميع فصائل المقاومه تنضوي لسلطته.

واذكر مره ان سألت سؤال في ندوه احد قياديي حماس، لماذا يبررون الخوف على المقاومه لعدم تسليم معبر رفح مع ان السلطه سمحت لهم بالمقاومه بعد اوسلو، فرد احد المحللين الحمساويين، اي سلطه تقصدين ؟؟

حماس اخطأت في الانقلاب على السلطه، لكن كان الاقتتال الداخلي بين الاجهزه الامنيه واجهزه حماس من اقوى الاسباب لهذا الانقلاب. وسبب اخر ان حماس ترى انها انتخبت لان الشعب يرفض اوسلو ويريد تحرير كل فلسطين، وحتى تعزز الامن في القطاع الذي كان يعاني من فوضى امنيه والاقتتال الدائم بين العائلات المسلحه لدى اي نزاعات، فذهبت للانقلاب لتفرض سيطرتها على القطاع بدون ان يهمها العواقب و ان الشعب سيحاصر وينقسم نتيجه انقلابها. كما خشت انه مع حصارها الدولي، ستفقد انجازها بالفوز بالانتخابات التشريعيه والوصول للسلطه المطلقه.

اذن مجمل اسباب انقلاب حماس، تتنوع بين الجشع بالسلطه المطلقه ورغبتها بتحقيق الامن الذي وعدت به بالانتخابات وتعزيز برنامج المقاومه.

اذن في النهايه سنجد ان طريقه اداره الصراع مع حركه حماس هي التي اختلفت بين سياستي الرئيس عرفات والرئيس ابو مازن. الرئيس عرفات كان يرى حماس مكمل له في صراعه مع الاحتلال وان اختلف مع مشروعها ونواياها ولهذا لم يصطدموا، بينما الرئيس ابو مازن يرى من حماس خطر على المشروع الوطني بسبب انقلابها ومناوراتها ورغبتها بالسلطه المطلقه.

اعتقد الرئيس محمود عباس يملك قلبا كبيرا وافق سياسي ونزاهه مطلقه كالرئيس عرفات خاصه انه رفيق دربه. وارجو ان تكون وصلت الرساله حسب رؤيتي.

سهيله عمر
[email protected]