انتصرت ارادة الناس في الانتخابات اللبنانية في لبنان وشكلت نموذجا بغض النظر عن الخروقات ، الا ان الشعب اللبناني انحاز لكتل الوفاء والمقاومة والتيار المدني ، ورفض كل المغريات ، لذلك كانت المعركة معركة الالتزام بالخط السياسي، ومعركة البحث عن طريق للدخول إلى أقلام الاقتراع.
نعم لبنان اقترع لمن سيقف الى جانب خياراته رغم الخطاب السياسي والإعلامي والتسويقي الذي سبق الانتخابات، الا ان المنتخبين انحازوا الى لائحة الامل والوفاء والى لائحة كل الناس والى اللوائح التي تعبر عن ارادة الناس ، رغم كل ذلك تؤكد الأحداث حول لبنان أن النموذج اللبناني التعددي وغير القمعي لا يزال أصلح مثل تعايش في المنطقة العربية لا بل في الشرق الأوسط، وهذا يؤكد على التمسك الشعبي الكامل بخياراته وبالحريات مما يجعل البلد في حالة استقرار نسبي يمكن البناء عليه وإصلاح العيوب الكثيرة التي تشوبه، خاصة ان الانتخابات النيابية جرت وتمكنت من إنتاج بعض التغيير في الوجوه.
من هنا وبغض النظر عما حققته باقي اللوائح المنافسة ، وما اجتذبته من تعاطف ، حقيقة واحدة لن يستطيع حجبها، في الحضور السياسي، لذلك نرى أن الانتخابات هي محطة مهمة على طريق التغيير والتجديد،وستشكل بداية حقبة سياسية جديدة لأن الناس اقترعت لمن ارادته ان يكون معبرا عنها ، حيث نجح اللبنانيون في إنتاج بعض التغيير ، وهذه رسالة مهمة إلى باقي الشعوب العربية ويمكن أن تبدأ كرة التغيير الحقيقي من عندها.
ان منطق التاريخ وبالاستناد الى قانون التطور الاجتماعي الذي يؤكد صحته يوما بعد اخر وينجذب اليه الناس اكثر فاكثر، حيث لم تعد تجدي حتى اساليب التضليل والخداع .
امام كل ذلك ان انتصار لوائح الامل والوفاء و كل الناس وغيرها من اللوائح في زغرتا وبيروت والشمال والبقاع الغربي، يؤكد ان الشعب اللبناني انحازا الى المقاومة، مما يؤكد على ممارسة الحياة الديمقراطية ، حيث اضفت فوز هذه اللوائح قيمة اضافية لقيم الديمقراطيه المجتمعية المترسخة في وجدان الشعب اللبناني، وذلك من خلال بناء قيم واعراف وتقاليد للديمقراطيه اللبنانية ، مما يساعد في التاثير الايجابي لقيام مجلس الشعب اللبناني بواجباته العمليه ، رغم ان طموح الجميع من اجل التغيير نحو الافضل .
ان الانتصار الذي تحقق هو استمرار للنهج الذي يعطيه اولويته دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري من اجل التنمية ، ونحن نعتبر ان اجراء الانتخابات والتي تتزامن مع ذكرى النكبة والتحرير ، وهي حكاية الارض مع السماء لترسم صفحات مشرقة في تاريخ شعبنا وامتنا ، حيث تستولد هذه الذكريات والانتصارات ثقافة المقاومة التي تصب في مجرى النضال الذي لم يتوقف، ولن يتوقف حتى يتحقق حلم العودة للشعب الفلسطيني، حيث كان انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية صرحاً من العزة بعد جيل طويل من الإنكسارات ، فأعادت لنا المقاومة ماضاع منا قبل سنين طويلة على طريق استكمال تحرير فلسطين.
لذلك لا بد من القول، ان النتائج النهائية للانتخابات هي نتائج نعول عليها لاستنهاض مشروع التنمية التي بدأت بوادره تلوح. والف تحية لكل من دعم وساهم في فوز لائحة البرج الشمالي التوافقية ومبروك لكل المرشحين المنسحبين الذين سيكون لهم دور عملي في لجان البلدية القادمة مع تمنياتنا للبلدية التي فازت بالتركية ورئيسها الاخ الاستاذ الحاج علي ديب بالنجاخ والتقدم وهم يحملون مشروع التنمية الحقيقي من اجل خدمة شعبنا .
ان واقعنا في لبنان ليس استثناء فهو جزء لا يتجزأ من العالم يؤثر ويتأثر، ومثلما كان مشعلا من مشاعل الحضارة العالمية، يقف اليوم على مفترق الطرق بعد الانتخابات النيابية، وخاصة ان الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب اللبناني من الكادحين والمعدمين والطلاب الجامعيين الذين يتطلعون الى ارساء حياة حرة كريمة تؤمن العيش الرغيد ، كما يتطلع الجميع من اجل انقاذ البلاد من حالة الديون المتراكمة على هذا البلد .
ختاما : يبقى الامل على مجلس النواب الجديد ليشكل مسارا جيدا لسياسة السنوات الاربع القادمة على أمل ان تتمكن الوجوه الجديدة في السير بقارب الحكومة الى شاطئ النزاهة والامان.
بقلم/ عباس دبوق "الجمعة "