عقود النكبة ... وتزييف التاريخ !!!!

بقلم: وفيق زنداح

لا تحتفلوا ... ولا يغمركم الفرح ... ولا تشربوا من نخب جماجمنا ... ودماء اطفالنا ... نساءنا وشيوخنا وشبابنا ... لا تشربوا بكأس من قتلتموهم ... وشردتموهم ... وهجرتموهم ... فالواقع وزمن التاريخ والعقود السبعة لن تثبت الحقوق ... ولن تعزز من قوة الكيان ... ولن تجعل من السفارات ورفع الاعلام والاحتفالات ... علامات وجود ... وفرحة .
التاريخ لا يزيف ... وحتى ان تم التزييف ... هناك من يكتشف الحقائق ويعبر عنها ... ويسجلها بتاريخ الحقيقة والوجود ... الذي لا ينتزع أرض تشربت بدماء اهلها ... واحتضنت جثامين الاجداد ... واشتعلت نارا ولهيبا تحت اقدام الغزاة على مدار قرون طويلة ... وحتى على مدار عقود سبعة من الاغتصاب الصهيوني ... والسلب .. والقتل والتشريد لشعب بأكمله .
لا تفرحوا كثيرا ... ولا يغركم سطوة القوة ... بنقل سفارة امريكا وحتى ذكرى تأسيسكم القائم على حقوق شعب بأكمله ... وعلى ارض عربية فلسطينية كنعانية يشهد لها التاريخ ... كما يشهد لها الواقع ... وما سوف يؤكده المستقبل بفعل اجيال متتالية لا زالت على نضالها وصمودها ثباتها ورباطها .
دولة الكيان التي تحتفل بذكرى التأسيس ... كما وتحتفل بذات الوقت بذكرى نقل السفارة الامريكية الي القدس ... يسجل في التاريخ جريمة متراكمة ... وخطيئة سياسية قانونية لا تغتفر ... ولن تقبل ... ولن تمر والتاريخ بيننا وهو الفيصل والحاسم لما قلتم ... ولما نقوله .
قلتم عبر زعمائكم ... بأن ليس هناك شيء اسمه الشعب الفلسطيني ... وقلتم بأنه ليس هناك شئ اسمه فلسطين ... وقلتم ان كبارهم سيموتون ... وصغارهم سينسون ... قلتم الكثير ... وها نحن باقون ... وعائدون ... وبكافة الاماكن وبكافة الجغرافيا من رأس الناقورة حتى رفح ... ومن نهر الاردن حتى البحر المتوسط ... باقون وعائدون من مخيمات الشتات واللجوء ومن كافة اصقاع الارض .
12 مليون من الشعب الفلسطيني يزدادون على مدار اللحظة ... ويزدادون قناعة وايمانا بحقوقهم المسلوبة ... وحقهم بعودتهم الى ارضهم التي سلبت منهم بقوة السلاح ... وبمؤامرة دولية صهيونية ... لا زالت على حالها ... لإنهاء وجودهم ... وشطب قضيتهم ... ووضعهم في اطار الاقليات المحكومة من قبل الاخريين وعلى قاعدة الاسياد والعبيد ... وهذا لن يكون بفعل ارادة شعب اراد حريته واستقلاله .... ويواجه عدوه المحتل بصدوره العارية ومن خلال كافة المنابر الدولية وعبر كافة الساحات وبكافة المناسبات .
لن نتركهم يفرحون ... ونحن نبكي الدم والحرمان والعذاب ... لن نجعلهم يفرحون ويعيشون بأمن واستقرار .... ونحن نحرم من كل ذلك ... لن نجعلهم يعيشون ويتمتعون بخيرات بلادنا ... ونحن نحرم من كل شئ .
ليس هذه هي العدالة ... وليس هذا هو القانون الدولي الانساني ... وليس هذا تعبرا عن الشرعية الدولية ... وليس هذا تعبيرا عن الامن والسلم العالمي .
نحن ندفع دفعا باتجاهات المواجهة ... نكون او لا نكون ... نموت او نحيا احرارا كرماء على ارضنا .
لا تفرحوا .. ولا تعيشوا الغرور والمكابرة ... وكأنكم القوة التي لا غالب لها ... بل هناك قوة الضعفاء المحرومين المعذبين ... والتي تزداد شدة بأكثر مما تتصورون ... وبأعلى مما تتوقعون .
مهما عملتم على تزييف التاريخ .. ومهما حاولتم ان تصنعوا أثاركم وتاريخكم المزيف ... ومهما حاولتم ان تدعوا حول هيكلكم المزعوم ... ومهما حاولتم ان تجعلوا من ارضنا ... ارضا وحقا لكم .
فنحن الكنعانيين الاوائل ... اصحاب الارض والتاريخ ... اصحاب هذا التراث الكبير والعظيم ... لا يمكن لقوتكم الغاشمة ان تزيف التاريخ .. وذاكرة الاجيال .
وجدتم منذ سبعة عقود .. وتحتفلون بوجودكم وبكيانكم الغاصب ... وتريدون ان تحتفلوا بنقل سفارة امريكا المنحازة لكم ... والمعادية لنا ... لكن هذا لا يغير من التاريخ ... ولا يغير من الواقع ... ولن يغير المستقبل .
سبعة عقود وانتم تحاولون ... تشردون ... تهجرون ... تقتلون .... ترتكبون الجرائم تلو الجرائم ... والمجازر تلو المجازر ... وتلاحقوننا في كل ارض ومكان... وتقومون بالاغتيال والقتل ... وتدعون وتكذبون بأنكم بخطر شديد ... وان أمنكم مهدد ... وانكم محاطون بالعرب .... الذين يريدون قذفكم بالبحر ... كذبتم وخدعتم وضللتم العالم بأسره ... وانتم على مدار سبعة عقود قتلتم عشرات الالاف ... وهجرتم الملايين ... واعتقلتم مئات الالاف ... ومارستم عنصريتكم وارهابكم تحت غطاء أمريكا الداعمة لكم ... والمتحالفة معكم ... والتي تغطي على جرائمكم ... والتي تنقل سفارتها الى قدسنا .... وتحاول ان تسلب ما تبقى من حقوقنا ... وان تزيد من معاناة شعبنا ...
فماذا تريدون منا ان نفعل ؟ّ!!!
سبعة عقود وانتم تحاولون الاستماع الى صوت الاستسلام ... فلم تسمعوا ... ولن تسمعوا ... نحن شعب الجبارين المرابطين بأرضنا .. والمؤمنين بقضيتنا ... والمدركين لطبيعة عدونا ومنطلقاته ... وايدلوجياته .. وعنصريته ... والداعمين له ... لكن رغم كل المعرفة التي لدينا ... ورغم كل الضعف الذي فينا ... الا اننا اقوى منكم بايماننا بعدالة قضيتنا ... وحقوقنا ... وثوابت قضيتنا ... أقوياء بتاريخنا الذي حاولتم تزييفه ... فلم تستطيعوا ... ولن تستطيعوا لانه التاريخ الذي تناقلته الاجيال عبر عقود طويلة ما قبل وجودكم على ارضنا ... وحتى ما بعد وجودكم ... والذي يشعرنا بالقوة المعنوية ... والارادة الحديدية ... التي تجعلنا نواجهكم ... ونتصدى لكم بصدورنا العارية .
انتم لم تتعلموا الدرس وعبر التاريخ .... ولا زلتم على عنادكم وغروركم ... واغتصابكم لارضنا ....لا زلتم على تجاهل حقوقنا وادارة الظهر لنا ... لكننا سنواصل ملاحقتكم بالميدان ... وعبر كافة المؤسسات الدولية ... سنواصل ملاحقتكم ومحاكمة المجرمين منكم ... ومن ارتكبوا المذابح والقتل ضد شبابنا واطفالنا ونساءنا ...
لن تفلتوا من العدالة ... ولن تستطيعوا ان تتهربوا من الوقوف في قفص الاتهام وسيكون مصيركم مصير القتلة والمجرمين والعنصريين ... والذين لا يؤمنون بحقوق الاخرين ... وانسانيتهم ... وحقوقهم التاريخية والوطنية .
حاولتم منذ تأسيسكم لكيانكم الغاصب ان تزيفوا التاريخ ... وان تستغلوا حالة الضعف العربي ... وحالة الدعم الدولي لكم .
اليوم وبعد سبعة عقود من النكبة التي المت بنا .. ومن الفرحة المزيفة التي تحتفلون بها ... لم تستطيعوا تزييف التاريخ ... ولم تستطيعوا اثبات حق الباطل .. ولم تحققوا الامن والاستقرار ... ولا زالت معظم دول العالم ومؤسساته تدعم حقوقنا ... وتؤيد حق تقرير مصيرنا وحقنا بالحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
اجرمتم .... وخالفتم القانون الدولي الانساني ... كما اجرمت امريكا بقرارها الظالم والذي يزيد من عزلتها ... ويزيد من عزلة دولة الكيان الغاصب ... والذي يزيد من قوتنا .... ودعم دول العالم لنا .... هذه هي الحقيقة التي تتجاهلونها ... لكن تجاهلكم سيجعلكم بالمجهول...وبعزلة ما بعدها عزلة .
الكاتب : وفيق زنداح