دروب المحنة السورية

بقلم: علي بدوان

"من له بقية عمر لاتقتله شدة"، اليوم الأربعاء التاسع من ايار/مايو 2018، وعند الساعة الحادية عشرة والنصف تقريباً، وقع انفجار سيارة ملغومة في احدى زوايا ساحة الميسات، وعلى بعد أقل من عشرين متر مني شخصياً، أثناء وجودي في تلك المنطقة، ذاهباً باتجاه الجسر الأبيض لقضاء حوائج عائلية. الصوت كان مرعب جداً جداً ... الحمد لله لم اصب حتى بخدش بالرغم من تطاير الشظايا من السيارة المُنفجرة ومن الباص القريب منها الذي اشتعل بدورة وتناثرت اجزاء منه. الحمد لله، وكما قال رسول الله صلى الله عليه  وسلم : أحفظ الله يحفظك، واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ، وما أصابَكَ لم يَكُن، ليُخطِئَكَ (صدق رسول الله).

أما آن لهذا العبث بارواح الناس أن يتوقف ... جميعنا من هذه الزيتونة الشامية السورية. سورية تبكي دماً، وفلسطين تشاطرها الدم والآلم، فسورية من فلسطين، وفلسطين منها، ماضٍ، وحاضرٍ، ومستقبل.. وفرج قريب باذن الله

حارس العمر الأجل، كم وكم تعرضت للاخطار في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني منذ كنت فتى يافعاً، كنت اضطر للدخول في متاهاتٍ قاتلة، وفي كل مرة كنت أردد القول : (عمر الشقي بقي) أو (من له بقي عمر لاتقتله شدة).

علي بدوان