نقف امام الذكرى السنوية لغياب مناضلا وقائدا ورمزا من رموز جبهتنا انه الشهيد القائد عمر شبلي " ابو احمد حلب " الذي كرس كل حياته في النضال والكفاح من أجل قضية فلسطين ومن أجل القضية القومية العربية، حيث افتقده شعبنا وجبهة التحرير الفلسطينية في احلك الظروف قبل احد عشرة عاما .
من هنا تأتي الذكرى السنوية لضمير فلسطين ابو احمد حلب الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي تواجه قضيتنا الوطنية، حيث شكّل على الدوام صمّام أمان في كل مراحل العمل الوطني، وعزّز العمق القومي العربي والدولي الأممي لصالح القضيّة الفلسطينية، وتحقيق تطلُّعات شعبه في الحريّة والعودة والاستقلال، مناضلاً صلباً وقائداً ثورياً شجاعاً.
إنّ الشعب الفلسطيني لن ينسى لهذا القائد مآثره ومناقبه ودروه الوطني، حيث حرص على تعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة دربه لتحقيق الأهداف التي قضى من أجلها القادة والشهداء.
نعم ابو احمد مناضل فلسطيني كرّس حياته للعمل الدؤوب والمتواصل من أجل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل أفضل للأمة العربية ، مؤمناً بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض العربية.
امام كل الظروف وقف الشهيد القائد ابو احمد الى جانب رفيق دربه الامين العام ابو العباس مدافعا عن منظمة التحرير الفلسطينية والوحدة الوطنية ، ومعارضا لاتفاق اوسلو ولكل الاتفاقات التي لم تلبي الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة فوق تراب فلسطين وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
ابو احمد كرس حياته منذ النكبة الى مواصلة النضال فانتمى لجبهة التحرير الفلسطينية منذ تاسيسها ، وخاض كافة المعارك دفاع عن الثورة وحقوق الشعب الفلسطيني حيث عرفناه عن قرب في كافة المواقع النضالية.
من هنا نرى إننا نعيش لحظات سياسية مفصلية ومصيرية في الساحة الفلسطينية، ونحن في الذكرى السبعين للنكبة، ابتداءً بالقرار الأمريكي للأحمق ترامب بخصوص القدس، والذي جاء ليؤكد من جديد على عداء الولايات المتحدة الأمريكية لشعبنا كما لكل الشعوب المقهورة والمستضعفة في العالم، هذا القرار الذي جاء في إطار المحاولات الأمريكية المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية، وضمان أمن الاحتلال واستمراريته عبر ما يُروج له من حديث عن صفقة القرن والإجهاز على ممكنات وطاقات الأمة بحروب صفرية وتغذية نعرات طائفية واثنية لا هدف لها سواء الإجهاز على الجيوش وتفتيت الشعوب، وتمكين الرجعية العربية وحلفاء العدو الصهيوني من رقاب العباد
والبلاد في الوطن العربي، الا ان رد الشعب الفلسطيني سيكون واضح ستبقى القدس قبلة الأمة وأحرار العالم عاصمتنا الأبدية، فقد أرادوا من هذا القرار أن ينطلقوا في مسيرة إنهاء مشروعنا الوطني وتصفية قضيتنا العادلة، ونريدها كما أرادها العالم وشعوبنا العربية بداية النهاية لمشروعهم الامبريالي الاحتلالي المتمثل في دولتهم المزعومة.
رحل عنا الشهيد القائد ابو احمد قبل احدى عشرة عاما في وقت نحن بأشد الحاجة اليه..وقت تعصف فيه حالة من التشرذم تعيشها الساحة الفلسطينية لم تشهد لها القضية الوطنية ، وحيث تتوالى المؤامرات الامريكية والصهيونية والرجعية ، الا ان ارادة الشعب الفلسطيني وتضحياته الغالية تقف بالمرصاد، لنؤكد عزمه على مواصلة نضاله مهما غلت التضحيات .
ختاما لا بد من القول ان سيرة الشهيد القائد ابو احمد ورفاقه القادة العظام الامناء العامون طلعت يعقوب وابو العباس ورفاقهم القادة فؤاد زيدان وحفظي قاسم وسعيد اليوسف وابو العز وكل الشهداء الجبهة والثورة والشعب ستبقى منارة تسترشد بها الأجيال المتعاقبة في مسيرة الكفاح من أجل تحرير الأرض والإنسان.
بقلم/ عباس الجمعة