من المنطق أن ننظر لمسيرات العودة، بمنظور مختلف، حيث أنها وبكل موضوعية حركت المياه الساكنة، وأخرجت القضية الفلسطينية من أدراج الإهمال في الأروقة العربية والدولية ، وأعادت القضية الفلسطينية إلى مربع الاهتمام الأول ، وخاصة بعد سيناريوهات إهمال وتهميش غزة ، وحصارها من المنظومة الصهيوامريكية.. وباعتقادنا أن انطلاق صافرات مسيرة العودة التي انطلقت يوم الحمعة ٣٠- ٣ ، سيكون لها تبعيات ستختلف عما قبل هذا التاريخ .
يسأل العديد من المراقبين ، بل والمواطن العادي عن السيناريوهات الآنية والبعدية لمسيرة العودة، ونرى وبقراءة متعمقة أن عدة سيناريوهات مطروحة ليس لمستقبل مسيرة العودة، بل لإيجاد حلول بعض منها ترقيعية لقطاع غزة نلخصها بالتالي :
اجتياح إسرائيلي تكتيكي شامل لغزة وضرب بعض من مفاصل غزيه ، تهدف إلى خلط الأوراق وحرف الأهداف ، و تغير بعض من المعادلات الصعبة ، في ظل صمت عربي ودولي مقصود ، بل وداعم أحيانا
- رسم خطة إقليمية وعربية تهدف إلى ( إما تدجين حركة حماس، او شطبها سياسيا )، وهنا غير المقصود الشطب الوجودي
إيجاد حل اقتصادي لمشاكل الفلسطينيين في غزة ، تأخذ عدة مراحل ، بداية من خلخلة جدار الحصار، مرورا بفتح المعابر بشكل شبه منتظم ، بهدف إطفاء حرائق جزئية ، مع بعض تسهيلات في الأمور المعيشية ، تمهيدا لإيجاد حلول ترقيعية اقتصادية ، بعيدة عن الحلول الأمنية السياسية
سعي إسرائيل لإنجاز هدنة طويلة الأمد مع حماس ، مشفوعة بوعودات اقتصادية عمرانية ، وتطوير البنية التحتية الحياتية ، والسماح لكافة المنظمات الدولية ضخ مشاريعها المدنية قي غزة ، مقابل ضمانات إقليمية ودولية ، بتجميد حماس والفصائل الفلسطينية أنشطتها في غزة ، من إعدادات وتجهيزات وتدريبات ومناوشات وتجارب صواريخ محلية الصنع ...
تأسيسا لماسبق :
نرى أن المخرج الوحيد للخروج من مشكلاتنا هو التخندق نحو رؤية جمعية واحدة والاستفادة – رغم طول الأمد- من تجارب حركات التحرر العالمية المشابهة لواقعنا وظروفنا بكل المعايير ..
بقلم/ د. ناصر اليافاوي