الشهيد سامي حسن خرطبيل، فلسطيني سوري، مواليد مدينة طبريا في فلسطين عام 1941، هو المناضل المنسي، الذي استشهد يوم الأحد الواقع في الثاني عشر من أيار/مايو 2018، برصاص قناصٍ غادر قرب الحاجز الفاصل بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا، واستشهد معه أيضاً الياس حنا الأشقر مواليد 1957، ومحمد عبد العزيز مواليد 1955، عندما كانوا يحاولون مع مجموعة كبيرة من مواطني اليرموك مغادرة اليرموك بعد إشتداد العمليات العسكرية.
الشهيد سامي حسن خرطبيل، المثقف والجامعي، مناضل مجهول، فهو من الرعيل الأول في العمل الفدائي الفلسطيني، قضى سنواته فتوته وشبابه في إطارِ فصيلٍ يساري فلسطيني، وخاض في صفوفه معارك الثورة الفلسطينية المعاصرة، من الساحة الأردنية الى كل التفاصيل في فترات العمل الفلسطيني في الجولان والساحة اللبنانية.
الشهيد سامي خرطبيل، غادر فصيله اليساري بعد العام 1982، وبقي وحيداً في حياته، حيث حساسيته المُفرطة، ومناقبيته العالية، وعصاميته غير المعهودة في الزمن الماضي والحاضر، دفعته للخروج من الإطار الفصائلي، فاعتكف العمل السياسي والتنظيمي، وبقي وحيداً في منزله في اليرموك حتى لحظاته الأخيرة.
كنت الوحيد تقريباً، ممن واصل وتواصل معه خلال السنوات الطويلة الماضية، بزيارته من حينٍ لأخر، في منزله الواقع بالقرب من مؤسسة الكهرباء في اليرموك، وكان على ذات المنوال في زياراتهِ له، أيضاً الشهيد الراحل (عامر ن) قبل وفاته عام 2008.
الشهيد سامي خرطبيل، المناضل، والمثقف، والكاتب القصصي، والمفوض والموجه السياسي بين المقاتلين زمن غابة البنادق، أصدر عدة دراسات، وكراسات تثقفية، وعدة محاولات قصصية، كان منها كتابين من القياس الوسط، حَمَلَ الأول عنوان : الطريق الى وطني. وحَمَلَ الثاني عنوان الطريق الى معالوت. وهما من الكتب التي كنت احتفظ بنسخة منها، لكنها اندثرت وماتت تحت الدمار في بنايتنا المدمرة على مدخل شارع اليرموك. وأصدر الكتابين التاليين عن دار ابن خلدون في بيروت عام 1979، والعام الذي تلاه : أسطورة الحلاج، والفلسفة الماركسية اللينينية.
الشهيد سامي حسن خرطبيل، الفلسطيني السوري، الطبراني الأصيل، أستشهد، ولا أدري إن كان فصيله وحزبه اليساري على علمٍ بخبرٍ استشهاده، إو بالأحرى إن كان على علمٍ بوجوده أصلاً داخل مخيم اليرموك.
رحل ابو سامي، وهو أسمه الحركي، ودفن في مقبرة بيت سحم المجاورة لبلدة يلدا واليرموك، بعيداً عن مثوى شهداء فلسطين في اليرموك حيث يرقد المئات من رفاقه الشهداء. رحمه الله وكل الشهداء، واسكنهم فسيح جناته، وطيب ثراهم.
بقلم علي بدوان