النكبة تتحول الى شعلة النضال

بقلم: عباس الجمعة

في جو مشحون بحراك ثوري على المستوى الفلسطيني، وفي ذكرى اكبر عملية سطو سياسي في التاريخ، ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، التي شكلت باعثا وحافزا لحراك الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة، تأكيدا على الهوية الوطنية، والحقوق المشروعة، وبحق العودة ، والنضال من أجل تحقيق هذا الحق التاريخي مها كلف الثمن وغلت التضحيات.

إن الشعب العربي الفلسطيني ومعه كل شعوب امتنا العربية وكل أحرار العالم الذين يواجهون اليوم المشروع الامبريالي الامريكي الصهيوني، يقفون امام ذكرى النكبة السبعين، وهم يتذكرون حجم الفاشية والهمجية الصهيونية، وعنف التآمر الامبريالي لا على شعبنا الفلسطيني فقط بل على امة العرب جميعا، فقد تكالبت الامبريالية بكل جبروتها لإقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين، حماية لعمليات نهب الثروات العربية والسيطرة على مقدرات الأمة، وتكريس الفرقة والتجزئة، بما يمنع تطور امتنا وتقدمها، وبما يجعلها فريسة للتبعية، التخلف والدكتاتورية ، ولهذا فان مقاومة المشروع الصهيوني، إن كانت رأس حربته شعب فلسطين، فان أعواد رماحه امة عربية كاملة، إذا ما اجتمعت وتوحدت، استطاعت أن تحقق النصر الأكيد.

ان حق العودة لا يسقط بالتقادم كونه حقا شخصيا لا يملك أي كان التنازل عنه أو التصرف فيه ،وان الرد على وعد ترامب وصفقة القرن تكون بالوحدة الوطنية والعمل من اجل الوقوف على المشهد الفلسطيني والتمسك بالثوابت الفلسطينية وقرارات الاجماع الوطني والمجلس الوطني ، وتعزيز مسيرات العودة والانتفاضة والمقاومة الشعبية بكافة اشكالها لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية ،في سبيل لاستشراف المستقبل الفلسطيني للوصول إلى حقوقنا الوطنية وفي مقدمتها حق العودة.

من هنا نرى ان ذكرى النكبة ذكرى قاسية وأليمة، ذكرى تشريد شعبنا من أرضه ووطنه بقوة البطش ،والإرهاب الصهيوني ، فإذا كانت ذكرى النكبة قاسية لأنها بدأت بالمهاجر والشتات , فإنها بقيت تُسقى بدماء الشهداء،واستمرت قوافل أجيال شعب فلسطين تتوالد , ويتوالد فيها حلم القدس والعودة .

في ظل هذه الاوضاع نؤكد ان تعاظم التحديات التي تحيق بقضيتنا ، حيث يشق الصخر بعزيمة المناضلين الأحرار ويجتاز الشعب الفلسطيني في نضاله مخاضات صعبة , وقاسية ولكنها ليست عقيمة ،حيث توالدت من داخل الرّحم مسيرات وانتفاضات وهبات شعبية تؤكد عل بوارق الانتصار القادم لا محالة على الرغم من اندفاع بعض الحكام العرب إلى سياقات التساوق للتطبيع مع العدو الصهيوني.

إن مسيرة شعبنا وأمتنا لن تتوقف إلا بالنصر أو الشهادة ..وهي تطلق رسائل لا تقبل الاجتهاد بكونها حقائق ووقائع سياسية بأن لا أمن ولا استقرار في المنطقة على حساب الحقوق المشروعة

والتاريخية للشعب الفلسطيني أو الأمة العربية وإن شعبنا الفلسطيني شعباً موحداً داخل فلسطين التاريخية وفي كل بلدان الشتات , رغم كل الظروف والتحديات .

إن الشعب الفلسطيني سيكون بإرادته وتضحياته وصموده قادراً على قطع الطريق على كل محاولات الإجهاض والطمس والتجاوز لأهدافه الوطنية وصولاً لتجسيد الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

ختاما : لا بد من القول ان ما تتعرض له المنطقة يلقي بمزيد من الأعباء الجسام على شعبنا ..وعلى كل الديمقراطيين ، والتقدميين في الوطن العربي ممها يتطلب الوقوف بجانب سوريا وقوى المقاومة من خلال جبهة شعبية عربية لمواجهة الإمبريالية المتوحشة والتي تطبق أبشع صور العولمة في سلب وغزو وقهر حرية وإرادة الشعوب ، وما تفعله حكومة الاحتلال في فلسطين , تجعل إرادة الشعوب وقواها الحية إرادة صلبة وعزيمة لا تلين وهي بذلك تطلق صرخة مدوية لأحلام الحرية والعدالة , والديمقراطية في وجه ظلام العصر , وإمبرياليي العالم وأعوانهم ، حيث اكد الشعب الفلسطيني على ان القدس عاصمة لدولة فلسطين ، وهم يحملون راية النضال بوجه قرار ترامب بافتتاح السفارة الامريكية في القدس ، ليؤكد للعالم ان الحقوق لا تهدر ومن أجل الأسرى والمعتقلين ومن أجل الشهداء ومن أجل الحقوق المشروعة لن تنطفئ مسيرة النضال ولن تتوقف إلا بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وبعودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها .

بقلم/ عباس الجمعة