من ذكريات واقعه مجزره اليوم الاسود

بقلم: سهيله عمر

كنت قد حذرت قبل مجزرة اليوم الاسود من التوجه للحدود ومواجهة احتلال مجرم بصدور عاريه. فجميع سناريوهات رده التي اعلن عنها دمويه
كنت جالسه على المنزل. والكهرباء مقطوعه. والناس تترقب كيف سيكون شكل المجزرة باليوم الاسود..
فتحت الراديو فلم اجد الا اعلاميين محرضين للناس للتوجه للحدود ومواجهه الاحتلال ولقاء حتفهم. فاغلقت الراديو من الهلع.

بحثت في النت، فلم اجد أي خبر او تغطيه عن وجود أي قيادي من قيادات الفصائل في موقع الحدث، فزاد عجبي. لماذا يطلبون من الناس الخروج للحدود وهم ليسوا في الحدود.
.
اخذت تتوالى سيارات الاسعاف وتقرع الاجراس ، أي ان عدد الضحايا بلغ مداه؟
شعرت بالهلع. فتحت النت لاتفاجا ان عدد الضحايا وصل عشرين. لم اعرف ماذا ممكن فعله لايقاف المجزره.
كتبت مقالي "كذبه اسمها المقاومه الشعبيه .. اوقفوا اراقه الدماء".

عنونت المقال هكذا لاوصل للناس باسرع طريقه انهم يقادون الى كذبه وخدعه مجهوله المعالم.
ناشدت فيه جميع من لديه شيء من الصمير بايقاف المجزره وتحسين اوضاعنا في غزه.

حاولت الرجوع لصفحات افضل المحللين، فلم اجد أي منهم قادر ان ينطق من هول المشهد. لم اجد الا اياد السعدي قد كتب مقالا في نفس الوقت الذي نزل فيه مقالي يحاول ان يحلل موقف حركة حماس ونواياها من المسيره سعيا منه لايقاف المجزره.

وبعد ساعه خفت اصوات سيارات الاسعاف فشعرت بالاطمئنان. الا ان عدد الضحايا وصلوا خمسين.
نمت لاستيقظ على افتتاح السفاره وخطاب الرئيس وخطاب الحيه وكلمة شلح. والناس تطالب بالانتقام لارواح الشهداء من المقاومه. والكتاب يعتذرون من سوا تقديرهم للموقف والعواقب.
لم افهم شيء سوى ان المسيره الغيت غير مباشر وان الرئيس سيدرس تخفيف العقوبات عن غزه
وكما كانت البدايه انتهينا لكن بعد ان فقدنا ستين شهيدا.
وانتظار الفرج ما زال سيد الموقف عند اهل غزه
الى اين ستاخذوننا؟؟
هل لكم ان تصارحوننا ولو مره واحده بدون استهبال او استغباء لعقولنا ؟؟
ان كانت هناك صفقه او تهديدات وصلت لقيادات غزه عن طريق مصر. فلماذا اخذتم الناس للحدود ولم تتراجعوا عن المسيره قبل وقوع الواقعه وسقوط الشهداء
اليوم اثبت للعالم اجمع، اننا لسنا نحن الكتاب المعارضون لاراقه الدماء المتخاذلون، بل انتم من خذلتم اهل غزه بصفقات مشبوهه على حساب دمائه.
نحن الوطنيون، وانتم بياع الوطن.

سهيله عمر
[email protected]