بعد ايام،او اسابيع،او اشهر،سيكتب او ستكتب" ماريو فارغاس يوسا" او "راشيل كوشنير" او "عميرة هاس" او "جدعون ليفي" ولن يكتب هاني المصري" او "الياس خوري" مقالا عن معركة كسب الصورة في غزة بجدارة،وخسارة اسرائيل.
سيكتبون عن امتعاض "القيادة الفلسطينية" من انتصار وتفوق مشاهد بطولة وانتصار الصور في غزة، لانها تعتبر تلك المشاهد،احراجا لها،او هزيمة لها لانها شاركت وتشارك في حصار،وتشويه صورة غزة،في الوعي العام الفلسطيني.
سيكتبون عن عشرات الشهداء،وآلاف الجرحى،وعن حالات الموت السريري،وحالات الشلل النصفي،او الكلي.
سيكتبون كيف تخترق الارادة كثافة ازيز الرصاص والقصف المدفعي،وسحب القنابل الخانقة المسيلة للدموع، وزخات المياه العادمة.
سيكتبون عن استخدام الطائرات الغير مأهولة، وعن اسراب النحل،وقطعان الكلاب الضالة المتوحشة،وعن الافاعي السامة.
اسرائيل اعترفت بخسارة الصور،من خلال تدفق واندفاع بشري سلمي "غزي" غير مسبوق، خسرت من مشهد فتية "يصعدون الى حلمهم الصعب، باسمين.
او من خلال صلاة لفتية تحت النار الاسرائيلية،او لفتية يتقدمون تحت غطاء دخان "الدواليب المحروقة" وغطاء "الطائرات الورقية" وسيكتبون عن فتية فقدت اطرافهم لكنهم اصروا ان يتقدموا ليدخلوا من ثغرات فتحت في "السلك" ويستشهدون.
سيكتبون عن عدم مبالاة الغزيين لتهديدات الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" ولا للإغراءات القطرية لوقف التدفق نحو الحدود الفاصلة مع الاحتلال، شمال شرق غزة.
وسيكتبون ايضا كيف خسرت امريكا،وإسرائيل المعركة في القدس،من خلال تقديم مشهد "صلاة يهودية مسيحية مشتركة" وكيف كسب المقدسيين هذا المشهد من خلال الصمود المشترك الاسلامي المسيحي،للدفاع عن القدس.
اما لماذا سيكتب "فارغاس" او "كوشنير" او "ليفي" او "هاس" بموضوعية ومهنية عن كسب الغزيين معركة الصورة؟
فلانهم لايخضعون للكتابة الى لاي معايير كانت، سياسية او تنظيمية فئوية، ولا لمنعهم من دخول بلدان كتبوا او سيكتبون ضدهم بموضوعية،او لحجب كتاباتهم وحذفها عن وسائل التواصل الاجتماعي.
سيكتبون لانهم يريدون او يقدموا الحقيقة كاملة للقراء، وسيبرون ضمائرهم،من خلال كتابة نظيفة،مهنية وموضوعية،تخضع للضمير والمهنية،والحيادية، وليس للرقابة او للمواقف السياسية والتنظيمية الفئوية الضيقة.
باختصار؟سيكتبون بصدق لانهم يحترمون الراي العام والجمهور والقراء.
نعم لقد انتصرت غزة،بمعركة الصورة،وهزمت اسرائيل،وهزمت كل من اردا او يريد لها ان تنهزم.
والمعركة في بدايتها.
بقلم/ يوسف شرقاوي