أيها العربي، إن تهت عن الطريق، والتبس عليك المشهد الفلسطيني، فدقق النظر في سلوك المخابرات الإسرائيلية، واعرف من هم أصدقاؤها، الذين تتعاون أمنياً معهم؟ واعرف من هم أعداؤها الذين تطاردهم حتى آخر الدنيا، وتتآمر عليهم ليل نهار؟
معادلة بسيطة جداً لمن يستخدم عقلة الوطني، ويريد أن يدرك الدرب السوي.
معادلة بسيطة تستخدم التشخيص الحسي، وتحدد من هم أعداء فلسطين؟ ومن هم عشاقها؟
فلا تقل لي بعد هذا التشخيص للوطنية الفلسطينية: إن الدرب هو الدرب، والعهد هو العهد، والقسم هو القسم، ولا تقل لي بعد هذا الوضوح في المشهد: إن المسلمين إخوة، وإن هدفنا واحد!!
المسلمون إخوة في عدائهم للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بكل أذرعها من الشين بيت وحتى الموساد وصولاً إلى الاستخبارات العسكرية.
والمسلمون إخوة في التقائهم على هدف واحد معلوم، يقوم على محاربة المحتلين للأرض، والغاصبين للتاريخ، بعيداً عن التعاون الأمني الذي يصب ماءه في خزان المخابرات الإسرائيلية.
وهدف الفلسطينيين يكون واحداً إذا لم يكن بين بعضهم وبين المخابرات الإسرائيلية تعاوناً أمنياً ينسف الوجود الفلسطيني، ويزعزع أركان التطلعات الوطنية، ويزلزل الأرض تحت أقدام العلاقات الاجتماعية التي يجب أن تستند على عداء الفلسطينيين المطلق للمخابرات الإسرائيلية.
إن الدرب والعهد والقسم والوفاء للشهداء لهو قرين العداء للمخابرات الإسرائيلية، وإن العداء لفلسطين الشعب والقضية لقرين التعان الأمني مع المخابرات الإسرائيلية.
فهل يحتاج المشهد الفلسطيني إلى مزيد من التوضيح، أم يكتفي عقلاء شعبنا بالتلميح؟!
د. فايز أبو شمالة