غيب الموت يوم السبت الأخير الشاعر الباقاوي خيري أحمد الحاج ابراهيم مواسي، بكوفيته وعقاله، بعد حياة حافلة بالعمل والكدح وزاخرة بالعطاء الشعري والعمل الوطني والأهلي.
والراحل مواسي من مواليد باقة الغربية العام ١٩٤٢، انهى تعليمه الابتدائي فيها، والثانوية في الطيبة.
عاش ردحًا من الزمن في أحد الكيبوتسات اليهودية، وكان أحد أعضاء حركة الشبيبة العربية الطلائعية.
ثم عاد للسكن والاقامة في مسقط رأسه، ليتزوج ويعمل في التجارة.
نشط الراحل في الحزب الشيوعي ومن ثم في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وفي حركة الشباب مع مؤسسها المرحوم جلال أبو طعمة،رئيس مجلس باقة الغربية المحلي.
كتب الشعر منذ شبابه المبكر، وتمتع بذائقة شعرية رفبعة، وعرف بأشعاره الرقيقة التي تغنى من خلالها ببلده باقة الغربية وتاريخها وتراثها العريق.
نشر بعضًا من قصائده في الصحف والمجلات المحلية، ولم يصدر اي ديوان شعري بسبب انشغالاته في التجارة لكسب لقمة العيش، وضاع الكثير من أشعاره بين ردهات المنزل وفي الادراج، ولم يتبق منها سوى ما اخترنه في ذاكرته الحادة.
نال لقب " الشاعر " بجدارة، بين أقرانه وأهل بلدة ومعارفه، ويشهد له الشاعر والناقد ب. فاروق مواسي بشاعريته وحسه المرهف وأذنه الموسيقية المتقنة، مستشهدًا ببيت شعر له:
تجرر ذيلها نحو القوافي
وتسجد ربة الشعر احترامًا
تغنى الراحل خبري مواسي بالوطن، وتتاول أوصاع وقضايا وهموم أبناء شعبه الفلسطيني، وسخر قلمه في سبيل الدفاع عن حقوق هذا الشعب، وما مر به من عذابات وآلام بفعل ممارسات الاحتلال.
وتميزت كتابته الشعرية بالجودة والشفافية وقوة الكلمة وجرالة الألفاظ وصدق التجربة والأصالة والاحساس العفوي، والتزامه بالشعر الكلاسيكي القديم وشكله الهندسي البنائي.
وكان لسان حال المضطهدين والمسحوقين، منحازًا لقضيتهم الطبقية، ومنتصرًا لها.
وتدل قصائده على مدى عمق ارتباطه بالهم الفلسطيني والمحلي والانساني العام.
خيري مواسي شاعر كتب للحب وللانسانية ًوالناس والربيع والجمال والحياة، وحمل على كتفه وطنًا ضائعًا ينتظره، وعلى كتغه الآخر قصيدة مفقودة يبحث عنها.
فيا أيها الراحل خيري مواسي: ستبقى باقة التي ذرفت عليك الدمع تحبك، وسيظل شعبك الذي أحببت وانتميت اليه يذكرك، وستظل أنت كما كنت تعانق صمتك.
بقلم/ شاكر فريد حسن