ضمن ما يتم طرحه وتداوله على مستوى الندوات السياسيه وندوات الفكر على مستوى النظيمات والفصائل الفلسطينية ومراكز مؤسسات المجتمع المدني الانجوز ومؤسسات فكريه حول المقاومه والمفاوضات وهذا الطرح ان صح التعبير فيه الكثير من التحليلات السياسيه وكذالك الكثير من الاجتهادات .
فالمجتمع الفلسطيني مل كل هذه الاطروحات ومل هذا الفكر والطرح السياسي لافتقاده للمصداقيه لان مثل هذه الاطروحات ليست الا لتسويق هذا الطرح وذاك وفق مصلحيه انيه وخصوصيه هي بحقيقتها بعيده كل البعد عن ما يتطلع اليه الشعب الفلسطيني وما يسعى لتحقيقه طيله عشرات السنين من عمر ثورته الفلسطينيه وتمسكه بالمقاومه كخيار استراتيجي حتى تحقيق ونيل اهدافه بالحريه وحق تقرير مصيره واقامه دولته المستقله وعاصمتها القدس .
ولا نغالي القول ان الشعب الفلسطيني هو الان بغاية الاحباط من هذا الطرح السياسي وهذا الفكر السياسي وهذا الانقسام الفلسطيني وهذا التمحور والتخندق الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم .
ونحن نستعرض ما يطرحه البعض اليوم من مانشتيتات ومن فكر يتساوق مع مخططات ابعد ما تكون عن فكر شعبنا وتمسكه بحق المقاومه
المفاوضات التي اعتبرها البعض هي اقصر الطرق للوصول للحق الفلسطيني لم توصلنا الى ذلك للاسف بل المفاوضات العبثيه استغلت من اجل استكمال المشروع الصهيوني لضم القدس والتوسع الاستيطاني
ونحن نختلف في المواقف والرؤى ما بين المفاوضات والمقاومه علينا العوده الى التاريخ ومسلسل الاحداث وصولا الى ما يجب ان يكون عليه الموقف الفلسطيني ولنبدأ من تاريخ الانتداب البريطاني على فلسطين ولنعود الى نص الماده السادسه من قانون صك الانتداب البريطاني والتي جاء فيها ( يجب وضع البلاد تحت ازمه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه واخلاقيه خانقه لتكريس اقامة الوطن الاسرائيلي فوق فلسطين ) من هنا بدات مؤامرة تهويد فلسطين ومن هنا بدات ملامح اقامة اسرائيل على ارض فلسطين ونحن نستعرض التاريخ الفلسطيني ونستعرض الخلافات الفلسطينية التي انهت المقاومه الفلسطينية في الثلاثينات والاربعينات والتي ابتدأ ت بالوحده وانتهت بالخلافات ولنا في المجلسيين والمعارضين كاكبر مثال على ذالك حيت تحولت المقاومه الى ما اصبح يسمى نشاشيبي وحسيني ووصل الحال الى ما وصل حيث استقر الامر باليهود وبتملكهم لفلسطين الى ان انتهت حكومة عموم فلسطين بقرار عربي وبرفض المساعده العربيه لهذه الحكومه والتي ادت في النهايه الى ضم قطاع غزه تحت الاداره المصريه وضم الضفة الغربيه الى المملكة الاردنيه الهاشميه
وها هو التاريخ يعيد نفسه بهذا الشرخ وهذا الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية ودعونا نعود الى تاريخ خروج المقاومه الفلسطينية من بيروت والانشقاقات التي تمت في حركة فتح ثم تلك الانشقاقات التي تمت في بعض التنظيمات الفلسطينية وجميعها ادت الى اصدار وثيقة الاستقلال في مؤتمر الجزائر عام 1988
وهذه ادت بنا وصولا الى مفاوضات اوسلوا وصولا لاتفاق اوسلو
ظن البعض ان اوسلوا سيحقق الهدف والغاية الفلسطينية بعد عملية الالتفاف على مدريد حيث وجد الاردن ضالته بعقد اتفاق وادي عربه ودخلت سوريا بمفاوضات انتهت بخلافات ودخل الفلسطينيون باوسلوا
وتم انشاء اول سلطه وطنيه فلسطينيه بعد نكبة فلسطين عام 1995 وتم بعد ذالك مسلسل الاتفاقات التي تفرعت عن اوسلوا التي ابتدأت بغزه اريحا اولا ثم تفرعت باتفاقات القاهره الامنيه والتنسيق الامني الى اعادة الانتشار وصولا الى طريق مسدود بعد معركه النفق اثر الحفريات تحت المسجد الاقصى انهاه المرحوم الملك حسين باتفاق واي ريفير
وبعد ذالك واي بلانتيشين الى كامب ديفيد الى طابا الى تقرير ميتشيل وصولا اليوم الى ما اصبح يعرف بخارطة الطريق وما تفرع عنها مؤتمر انابوليس
وصولا الى ما اصبح يعرف بصفقه القرن التي تعكف اداره ترمب الى اعدادها وبموجبها تنهي الاداره الامريكيه القضيه الفلسطينيه وتنهي الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بارض وطنه فلسطين وان امريكا ترمب لا تتعامل مع اسرائيل ككيان قائم على حساب حقوق الغير بقدر ما تعتبره ولايه امريكيه يجب تقديم الدعم لها لتصبح لها اليد الطولى للارهاب الامريكي في المنطقه
ونحن نستعرض تلك المحطات هذه نجد اننا قد وقعنا في فخ الصراع الاقليمي والموقف العربي المتخاذل والمطبع مع اسرائيل والموقف الامريكي الداعم لاسرائيل بقرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمه اسرائيل ونقل السفاره الامريكيه للقدس
هذه المواقف جميعها تجعلنا فعلا في متاهة كبيره وتجعلنا امام حقيقه ما وصلنا اليه من خذلان عربي ولحالة الانقسام والتشرذم في المواقف الفلسطينيه بنتيجة الانقسام والتخندق في المواقف والفصائل
هذا الوضع اعادنا بالفعل الى التاريخ الفلسطيني تاريخ الخلافات والتمحور والتخندق بدءامن ثورة 36 والى يومنا هذا
بحيث وجدت اسرائيل ضالتها اليوم في هذا الخلاف ونحن نجسد الوضع السياسي ونكيفه على ارض الواقع نجد اننا دخلنا الى مفترق طريق منذ اوسلوا ولغاية الان من خلال :-
اولا:- ان القبول بامر واقع الاستيطان في الضفة الغربيه وقبولنا بان تبحث القدس والاستيطان وحق العوده للمرحله النهائيه من المفاوضات اعطى اسرائيل الضوء الاخضر لتجسيد هذا الواقع على الارض والذي تجسد بامر مصادرة الاراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وصولا الى قرار ترمب اعتبار القدس عاصمه اسرائيل ونقل السفاره الامريكيه للقدس .
وهذا الوضع دعا السفير الامريكي لان يتهدد ويتوعد الفلسطينيين للعوده الى المفاوضات. بحيث نجم نفاوض اسرائيل على حقوقنا وبالتالي تحويل القضية الفلسطينية من قضية حقوق الى قضية تنازع على الاراضي وهذا هو اخطر ما في ما يسعى. السفير الامريكي فريدمان لتحقيقه من عملية التفاوض
اسرائيل اتخذت من وسائل محاصرتها للفلسطينيين واقامة الحواجز وكذالك من قضية المعتقلين والانقسام الحاصل بين الفلسطينيين ومحاصره غزه وسيله من وسائل تهربها من الاستحقاقات المطلوبه وجنوحها الى التفاوض على تلك التي اتخذتها ذريعة في اجراءاتها التعسفيه والغير قانونيه كما وان فرض الامر الواقع للجدار العنصري ما جعلها تتمتع بميزه فرض اجندتها على هذا الواقع الجغرافي والديموغرافي للاستيطان الغير شرعي
ثانيا:- ان قبولنا بخارطة الطريق كاساس للتفاوض بعد ان تم نسخ جميع الاتفاقات ولنقل تجاوزها وضعنا امام معادلة الامن الاسرائيلي وبتجاوز الامن الفلسطيني ووضعنا في زاوية ان المقاومه ارهاب ما جعل السلطه الوطنية الفلسطينية تحت عبئ الضغط الامريكي والاسرائيلي تحت مسمى محاربة الارهاب وتحقيق الامن للاسرائيليين ما اضاف عبئ جديد على السلطه الوطنيه والمفاوض الفلسطيني وهذا جميعه اوصلنا للمراد والمبتغى والمسعى الامريكي لما بات يعرف بصفقه القرن
رابعا:- دخولنا لعملية التفاوض وبدون برنامج محدد ما جعل اسرائيل تتمتع بميزة فرض اجندتها في عملية التفاوض ودخولنا الى مؤتمر انابوليس ورفض اسرائيل ومساندة امريكا لاسرائيل في موقفها الرافض للتوصل لوثيقة اطار محدده بجدول زمني للمفاوضات وتحديد شروط التفاوض منح اسرائيل وبعد انابوليس حرية المناوره والاستمرار في اجراءاتها التهويديه لاجزاء كبيره من الاراضي الفلسطينية المحتله
خامسا:- ان محاولة امريكا من خلال مبعوث الرباعيه الدوليه توني بلير بمقايضة السياسه بالاقتصاد ومقايضة الحقوق بالمال امر تم رفضه وتعود النغمه من جديد لفرض مقايضه الحقوق بالاقتصاد والاصرار. الامريكي الاسرائيلي وفق ما يروج له عبر خطه القرن وهو استنساخ للقرارات والمواقف السابقه وجميعها تتطلب من الفلسطينيين الإذعان لشروط العملية السلمية المتمثلة. بمقايضه الحقوق الوطنيه الفلسطينية بتحسين شروط المعيشه ورفض اسرائيل الانسحاب التام والكامل من كافة الاراضي التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 67
سادسا:- هذا الموقف الامريكي من عملية التفاوض وإصراره من خلال تصريحات سابقه لوزيره الخارجيه الامريكيه السابقه رايس والتي تقضي بتحسين الحياة للفلسطينيين والتي تتكرر فيها المواقف من قبل وزير الخارجيه الامريكي بومبيو الامر الذي على الجانب الفلسطيني رفضه. ومقاومته ورفض مقايضة حقوقه الاساسيه بمثل هذه التصريحات التي. باتت مخطط صهيو امريكي يعبر عن نفسه بمخطط ومضمون صفقه القرن وتهدف الى فصل القدس والاستيطان عن المفاوضات ضمن سياسه فرض امر واقع
من هنا وعلى ضوء كل ذالك والى ما وصلنا اليه من استمرار للعدوان والقتل واستباحة الأرض والدم الفلسطيني فلا بد من موقف فلسطيني موقف جاد وملتزم تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتتمثل في :-
اولا:- ضرورة انهاء هذا الخلاف والانقسام الفلسطيني وبضرورة توحيد الوطن بكل ما يعني التوحيد من كلمه وبوقف كل الحملات المغرضه وتغيير لهجة الخطاب الفلسطيني لتصب في قناة الوحده الوطنيه الفلسطينية
ثانيا:- ضرورة الاتفاق بين كافه القوى والفصائل الفلسطينيه على برنامج سياسي شامل يضمن عملية الاصلاح الداخلي وترتيب البيت الفلسطيني وفق معيار المصلحه الوطنيه وليست المصلحة الفصائليه او الحزبيه وبناء المؤسسات التي انتمائها لكل الوطن وليس لهذا الفصيل او ذاك على ضوء ما حصل من انقسام
ثالثا:- العوده بالحوار الوطني واعادة بناء منظمة التحرير ومشاركة الجميع فيها وفق معيار المصلحة الوطنيه
رابعا:- لا بد من رفض كل تلك المحاولات التي تصف المقاومة بالإرهاب والإصرار على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الإرهاب بكل الوسائل والسبل طالما بقي الاحتلال جاثم على صدورنا وأرضنا .
خامسا:- لا بد وبعد كل ذالك من وضع الاستراتجية الفلسطينية هذه ألاستراتجيه التي تضع المصالح الوطنية الفلسطينية في سلم أولوياتها وتضع خطه وطنيه لكيفية مواجهة مخطط تصفيه القضيه الفلسطينيه.وفي مقدمتها افشال مخطط صفقه القرن ورفض التفاوض على بنودها وما تتضمنه من محاولات مقايضه الحقوق الوطنيه الفلسطينيه بشروط تحسين الحياه المعيشيه وتحسين الاقتصاد وفق الشروط للمحتل والذي يرغب بالابقاء على هيمنته على مقدرات شعبنا الفلسطيني
ان اي عوده للمفاوضات تتطلب وضع برنامج وطني فلسطيني يعتمد على كيفيه إدارة التفاوض مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تتطلب. كشرط مسبق العوده الى مقررات الشرعية الدولية والتي تعتبر القدس ارض محتله وتعتبر الاستيطان غير شرعي وضروره ازاله جدار الفصل العنصري هذه يجب ان تكون الشروط التي تسبق اي مفاوضات ومحدده جميعها بجدول زمني والا فان كافه الخيارات يجب ان لا تسقط من صانع القرار ضمن الاستراتجيه الفلسطينيه المنوه عنها ضمن الخطه الوطنيه الفلسطينيه المتفق عليها للخروج من مازق ما نعاني منه
المحامي علي ابوحبله