بعد مدة من الزمن لايعلمها الا الله،وتلك هي سنن الحياة،سننشغل بانتخاب "خليفة"للأخ ابي مازن،ولأن معظمنا يجمع"بضم الياء"بأن وهم ربع قرن من الوهم والفشل بحل يجسد ولو القليل من الحقوق الفلسطينية والتي تلاشت معظمها،وتاكلت بفعل الفردية التي اتسمت فيها حقبة "الأخ ابو مازن" فإن هذا المعظم والذي يهمس بانه يجب ان نتحلى بالجسارة الثورية،يجب ان ننقلب جذريا على نمط القيادة الفردية،والمتعالية بدون احراز اي انجازات تذكر اللهم انها تتدعي انها من بقايا ماكان يطلق عليه في الماضي "الشرعية الثورية"
بعد غياب الراحل "عرفات" اجمع نفر من المثقفين الفلسطينيين بأن "عرفات" كان الفصل الاطول من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية،وكانت رمزيته تطغى اي المؤسسة،لذلك انتقلت القيادة "ميكانيكيا" الى مايعرف "برقم 2" من تلك الشرعية الثورية الموروثة،للاستحواذ على قيادة الشعب،واستمرار للنظام "الابوات" اي نظام "البطريركي" الفوقي،نظام الانتخابات الشكلية،والذي يعتمد على "التسحيج والتصفيق"معتمدا ومستندا الى قطاع واسع من السذج المخدوعين،الذين اوهموا "بفوبيا"ضياع المكتسبات التنظيمية،التي اكتسبت نتيجة الانصياع الاعمى لمزاعم "ديكنوشوتيه" وهمية ما انزل الله بها من سلطان.
القضية الفلسطينية ومنذ اكثر من مئة عام خلت تفتقر الى قيادة تتمتع بالجسارة،تضع يدها على مكامن الهزيمة والفشل،وهذا هو سبب اجترار ذلك الفشل،وتلك الهزائم، وبدون اطاله للإنتماء الطبقي ،والتنظيمي، والبنيوي لتلك القيادات،وارتال وانساق المحيطين بهم،علينا إن كان بنيتنا،ورغبتنا وارادتنا ان نغادر دائرة الهزائم المتتالية،علينا ان نقلع عن القبول بقيادة تعتبر حركة "فتح" والشعب الفلسطيني ، قطيعا يجب ان تبقى "سكة الحرث" فوق ظهره لصالح أولئك المتغطرسين المتعالين المدعين ان من حقهم الاستحواذ على كل شيء في مايعرف "بالعزبة التنظيمية"التي ورثها الاباء لهم،ظلما وبهتانا.
صحيح ان "عرفات" هو الفصل"الاطول" في حياتنا،والاصح ان "عباس" هو الفصل "الصعب" من حياتنا،وعلى ضوء ماتتواتر من تسريبات بان "فلانا هو خير خلف لخير سلف" واغلب تلك الشخصيات هي شخصيات لها خلفية امنية،ومتورطة في التنسيق الامني المقزز،لابد من رفض قاطع نابعا من "حركة فتح" اولا،ومن الحركات والتنظيمات التي لم تشارك في اجتماعات جلسات "المجلس الوطني الفلسطيني" الاخيرة، اي حركتي "حماس والجهاد والجبهة الشعبية" والتوافق على شخصية "مستقلة" انتقالية تتولى "الرئاسة " وتدعوا الى انتخابات عامة،للمجلس التشريعي،والوطني،وانتخابات رئاسية لاينتمي "الرئيس " المزمع انتخابه لاي تنظيم فلسطيني،وان تكون شخصية "مستقلة" فعليا،وهذا يسهل مراقبة أدائه، وسلوكه،وان يعمل على نسف ما بني سابقا نسفا حقيقيا، وخاصة في مؤسسات القضاء والاعلام، واجراء اصلاحا ثوريا وجذريا في مؤسستي التعليم والصحة،والخروج التدريجي من التزامات اتفاقيات "اوسلو" وملحقاتة وتغيير وظيفة "السلطة" والتنصل من الاعتراف بشرعية اسرائيل والاحتلال،والشروع في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي،وان تكون غزة والضفة واحة حقيقية للديمقراطية في المنطقة،تفند "ديمقراطية اسرائيل المزعومة"
هذه فلسطين التي نريد،والا سنبقى نجتر المزيد من الفشل والهزائم .
بقلم يوسف شرقاوي