ظاهرة التسول .. هل من حلول؟!

بقلم: شاكر فريد حسن

رغم أن التسول مشهد متواصل على امتداد العام، الا أنه يتحول الى ظاهرة تزداد زخمًا في شهر رمضان المبارك، استغلالًا لميل الناس الى الاكثار من فعل الخير والصدقات تقربًا الى الله، حيث يعمد المتسولون الى استدرار عواطف الصائمين، ويتفنون في ابتكار أساليب ابتزاز للحصول على الأموال من خلال سرد وقائع وهمية أو عرض تقارير طبية مزيفة، من خلال القول أنهم يعيلون أسرًا كبيرة، أو أنهم فقدوا الوالدين، أو يعانون أمراضًا تستلزم نفقات كبيرة. فقد
تغيرت أساليب التسول وهي تخضع للتطوير باستمرار.
التسول ظاهرة سلبية في كل المجتمعات، ولكن بنسب متفاوتة، لكنها تكثر بشكل خاص في مجتمعنا الفلسطيني، والغزاوي بالذات.
وقد يكون التسول في الأماكن العامة، في المساجد، الأسواق التجارية، اشارات المرور، مواقف السيارات، أمام المصارف والبنوك والبريد، والتردد على البيوت بالمستندات التي يحملها المتسول مع تقارير طبية مجهولة المصدر، أو تنظيف زجاج السيارة، أو عرض أشياء صغيرة للبيع، ولو اعطيناه شاقلًا واحدًا لاكتفى بذلك وانصرف.
والكثير من المتسولين هم من المعاقين،وصغار السن، بعضهم يترك المدرسة ويهرب من البيت ليتسول، ومن نساء يرتدين الثياب البالية ويحملن اطفالًا رضع في الحضن.
وهؤلاء المتسولون يقوم بجلبهم وتوزيعهم في اماكن مختلفة ، مشغلين، ويكون الأجر وفق نسب معينة متفق عليها.
حقا لقد اختلط الحابل بالنابل، وبات المرء محتارًا بين المحتاج فعلًا وبين غير المحتاج، وهل يتصدق ام لا، لكثرة المتسولين والمتسولات.
ظاهرة التسول تحتاج الى حلول جذرية وعلاج، اولا بعدم التجاوب مع الايدي الممدودة وعدم اعطاء المتسولين المال، وحثهم وتشجيعهم على العمل بدلًا من اللجوء للتسول، فضلًا عن كفالة الايتام ورعايتهم في دور الرعاية، والتوعية بمخاطر التسول وعقوبته، وأثره السلبي على المجتمع، وتوعية الأهل على تشجيع أبنائهم لتجنب هذه الظاهرة، وكذلك من ضمن علاجها دراسة الأسباب التي أدت الى التسول ومد الايدي، وطرح حلول للحد منها، والتوعية من اجل القضاء عليها واجتثاثها، عدا عن دعم ومساعدة الجمعيات الخيرية بالمساعدات المالية والاوراق النقدية، لكي يتم كفاية المحتاجين وابعادهم عن التسول.

شاكر فريد حسن