جاء بيان القاهرة ما بعد اجتماع ثلاثي ..... لمصر والأردن وفلسطين ..... اجتماع سياسي وأمني ...وهذا يعني للوهلة الاولي أن هناك ملفين أساسيين على طاولة الاجتماع .... أولهما سياسي ....وثانيهما امني ..... ولا فاصل بينهما ...بل كل الارتباط الوثيق ما بين الملفين..... لعدم القدرة على الفصل والتباعد ما بين السياسي والامني خاصة بما يتعلق بالأمن القومي .... للدول الثلاثة .
جاء البيان بمضمونه السياسي .... والذي حمل معاني الدبلوماسية ..... كما جاء بمواقف التأييد على الحق الفلسطيني وما أكده البيان من رفض للعدوان الاسرائيلي ..... خاصة ما بعد سقوط الألاف من الشهداء والجرحي ....وما بعد الحديث حول صفقة القرن الامريكية ....والتي كانت بدايتها نقل السفارة الامريكية للقدس ..... وما يجري على تلك الصفقة من تغييرات متسارعة ..... في محاولة أمريكية حثيثة لادارة ترامب ..... لاقناع الاطراف ذات الصلة بامكانية طرحها ....وقبولها .....بما يحقق الامن الاقليمي .... والتسوية السياسية الفلسطينية الاسرائيلية .
الاجتماع الثلاثي يأتي في اطار التحرك الطبيعي والاستراتيجي .... لدول الجوار مع فلسطين ..... وللدول الاكثر علاقة وارتباط بالقضية الفلسطينية .....وهذا ما يمكن أن نلخصه ..... حول دوافع ومبررات ودلالات هذا اللقاء الثلاثي من خلال التالي :
أولا : مصر والاردن وفلسطين وضرورة التنسيق السياسي والامني وعلى كافة المستويات تعتبر ضرورة وطنية قومية ..... يراد تأكيدها عبر كافة المراحل باعتبارها رسالة واضحة للجميع .
ثانيا : مصر والاردن وفلسطين على علاقة مع دولة الكيان بحكم اتفاقيات موقعة..... وهذا ما يسهل فتح قنوات اتصال وممارسة ضغوط سياسية لأجل تحريك الملف السياسي والتفاوضي .... بصورة أسرع ..... قبل الانهيار التام لعملية التسوية ..... وخلط الاوراق بصورة يصعب لملمتها ....وترتيبها من جديد .
ثالثا : ما يجري داخل المنطقة تعبير عن مصالح دول اقليمية ....سواء ثنائية أو علاقاتها مع دول خارج الاقليم ..... وهذا ما يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون ....ما بين فلسطين ودول الجوار ...مصر والاردن
رابعا : لا يعقل تواصل التنسيق ما بين قوي اقليمية ...والتلاعب بالساحة الفلسطينية ...وحتى التدخل بالساحة المصرية والاردنية تحت عناوين متعددة ولأهداف وغايات مختلفة ....وعدم أخذ الحيطة والحذر من مغبة وأهداف هذا التلاعب .....الذي يحمل عناوين متعددة .... ومن عواصم معروفة للجميع .
خامسا : مصر والاردن لا يمكن أن يسمحوا بأي حال من الاحوال بانهيار السلطة الوطنية وانهيار النظام السياسي الفلسطيني تحت أي سبب من الاسباب .....ومهما تعددت الذرائع المباشرة والغير مباشرة .... وهذا ما تم تأكيده باعتبار أن الشعب الفلسطيني له عنوان شرعي ووطني واحد ووحيد .
سادسا : ما يجري من تسريبات حول صفقة القرن..... وحتى الصفقة المعدلة لارضاء بعض العواصم العربية ....وحتى يمكن التأثير والضغط على الموقف الرسمي الفلسطيني كان احد القضايا المطروحة .
سابعا : مصر والاردن وفلسطين لن يقبلوا باستمرار العدوان الاسرائيلي وقتل المدنيين الامنيين وأهمية الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ..... كما اهمية الاغاثة الانسانية وانهاء الحصار وفتح افاق المستقبل ..... في ظل العمل علي تحقيق تسوية سياسية تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية ..... وبمشاركة دولية .
ثامنا : الاطراف المجتمعة بالقاهرة أكدت على التنسيق السياسي على أعلى المستويات ...... كما أكدت على التنسيق الامني .... بأعلى درجاته .....حتى لا تتوفر اى امكانية لدخول عناصر ارهابية تكفيرية .... وتنقلها من مكان لأخر ..... بما يهدد الامن القومي لتلك الدول .
تاسعا : قوة التنسيق والتحالف والتشاور ما بين مصر والاردن وفلسطين .....سيكون قادرا على مواجهة أي تيارات وتحالفات خارجية تريد فرض مصالحها .... وأجندتها الخاصة ...بما يتعارض والامن القومي العربي .
عاشرا : مصر والاردن علاقاتهم بدولة الكيان ما بعد اتفاقيات السلام..... تمكنهم من فتح قنوات اتصال لازالة أي اخطار واحتمالات ....يمكن ان تؤدي الي نشوب عدوان جديد أو حرب عدوانية ....والعمل على اعادة المسار السياسي والتفاوضي على أرضية واضحة ..... ومحددة بسقفها الزمني .....في اطار شراكة دولية .
الحادي عشر: لا يمكن للأطراف الثلاثة مصر والاردن وفلسطين أن تصمت على استمرار بوابة الصراع ..... على كافة الاحتمالات والاتجاهات ومخاوف النتائج .... التي يمكن أن تحدث انعكاس سلبي على الامن الداخلي لتلك الدول .
الثاني عشر : مصر والاردن ورفضهم التام لاستمرار حالة الانقسام وضرورة طئ هذه الصفحة السوداء دون ابطاء ..... في ظل الوقت الذي لم يعد يسعف أحد ....وفي واقع الظروف القهرية التي لا تسمح باستمرار المماطلة والتسويف واختلاق الازمات .....وفتح الثغرات لتدخلات خارجية لصالح أجندات خاصة ..... تريد الابقاء على الانقسام .....ولا تريد تعزيز وحدة الصف وتقوية دعائم النظام السياسي الفلسطيني .
الرابع عشر : لا شك أن الاجتماع الثلاثي وفي بيانه الختامي الذي صدر لم يأتي على كل ما جري تداوله .... من مناقشات سياسية واستخباراتية وهذ1 في السياق الطبيعي والمطلوب ..... ان يكون البيان يحمل طابع العمومية والدبلوماسية ..... والذي لا يخلوا من تأكيد المواقف الثابتة .
الخامس عشر : شكل هذا الاجتماع الثلاثي أرضية ملائمة ..... للعديد من الموضوعات والتنسيق حولها ..... والتي سنأتي على نتائجها .... ما بعد عقد اجتماع للقادة الثلاثة في الوقت المناسب .
الكاتب : وفيق زنداح