الكيان الاسرائيلي وبدعم امريكي مطلق .... يسير باتجاه عدم تحقيق تسوية سياسية ..... بحسب المنظور الفلسطيني والمستند للحقوق الوطنية ..... ولقرارات الشرعية الدولية .... كما ان دولة الكيان لا تسير باتجاه الحرب .....لأنه لا يخدم الواقع والظروف والمناخ القائم داخليا ..وخارجيا ..... لتحقيق أهدافها الاستعمارية .... واضعافنا بأكثر مما يمكن أن ينتج عن حرب عدوانية ..... خاصة ما بعد 3 حروب عدوانية ..... وجدت دولة الكيان أن الابقاء على الاوضاع الحالية يحقق لها متطلبات أمنها ...... كما يحقق لها سمعة دولية ..... بأنها لا تقوم بشن حرب أو عدوان على القطاع ما بعد الانسحاب منه كما تم اشاعة واقناع العالم بذلك ....في اطار التضليل والخداع الاسرائيلي ...فدولة الكيان متحكمة ومسيطرة ...ومحتلة ...وليس هناك حرية وانسحاب بل عدوان في الوقت والزمان الذي تحدده تلك الدولة العنصرية الارهابية .
هذه السياسة الارهابية العنصرية الاسرائيلية والمدعمة بكافة الوسائل والمواقف الامريكية ..... تسير بخطئ واثقة من خلال الحديث عن ما يسمي بصفقة القرن .... والسلام الاقليمي ..... والحل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي ..... في اطار هذه الصفقة ....والذي لا يلبي الحد الادني من متطلبات حقوقنا الوطنية ..... بالحرية والاستقلال واقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس .
اذا دولة الكيان والولايات المتحدة يسيروا وفق خطة استراتيجية ....وتكتيكات انية ما بين فترة وأخري ..... ولا يجدون ما يقف أمامهم .... لمنع مخططاتهم .....لا الاستراتيجية ولا التكتيكية .....في ظل معادلة دولية واقليمية .... وحتى فلسطينية داخلية ..... ونحن بأسوأ أحوالنا .....وبأصعب الظروف الداخلية ....وبموقف لا نحسد عليه ..... لأننا لا زلنا بذات التفكير والمنهجية ...... والالية .....ولا نأخذ من التجربة الطويلة استخلاصاتها ...... بل نعزز الحديث مع أنفسنا ....ولا نجيد الحديث مع الاخرين .....بحالة عزلة عما يحيط بنا ..... وما يجري تحت أقدامنا ....وما ينتظرنا بقادم الايام .
عدونا المجرم والمتغطرس ...والذي يمارس الارهاب دون محاسبة ....والمحكوم بائتلافه اليميني المتطرف ....وعصابات المستوطنين ....وبدعم اللوبي الصهيوني العالمي والولايات المتحدة وجميعهم يسيرون وفق مخططاتهم.... التي تحول دون تحقيق التسوية ..... مع ابقاء الأبواب مفتوحة بكافة الاحتمالات ....حول مواجهات محدودة ....أو حرب واسعة ..... أو السعي لتهدئة طويلة المدي .... تكون فرصتها لتنفيذ كافة اجراءاتها العدوانية ..... على واقع الارض .....وما يمكن أن ينتج عن هذه الهدنة الطويلة من مخاطر لا نقدرها ....ولا نحسب لها ....ولا نعرف مقدار نتائجها ..... ليس بهذا القول .....أننا نريد أن نتخذ قرار حرب لا نمتلك مقوماتها ....لا العسكرية ....ولا حتى نمتلك جبهه داخلية تزداد صلابة وقوة بحكم توفر كافة متطلباتها .
دولة الكيان تتخذ القرار بالمكان والزمان التي تراه مناسبا ...وترتكب ما يحلوا لها من مجازر وجرائم .....دون عقاب ....ودون أدني محاسبة وحتى دون قرار أممي يمكن أن يثلج صدورنا ..... ما بعد سقوط الالاف من الشهداء والجرحي ..... وتدمير الكثير من البنية التحتية المتهالكة أصلا .
دولة الكيان وبدعم أمريكي مطلق ..... تمارس سياساتها .... وتنفذ مخططاتها ..... وتتخذ من القرارات ما يحلوا لها ..... دون رادع أو حساب..... لا للمجتمع الدولي .....ولا لمجلس الامن ....ولا للأمم المتحدة ..... ولا لكافة المؤسسات الدولية .
أي ان دولة الكيان تؤكد انها فوق القانون الدولي ....وترتكب من الجرائم والمجازر وتمارس من الارهاب كما يحلوا لها .....وبدعم امريكي لا محدود ....يجدد على مدار الوقت دعمه وتأييده ومساندته ....لهذه الدولة المارقة .... التي أصبحت خارج حدود القانون الدولي ....وخارج حدود المجتمع الدولي وقانونه الانساني والحضاري .
دولة الكيان بفعل معادلة قاسية مريرة ...... ووقائع اقليمية ودولية تجد نفسها صاحبة القرار..... والتي تمتلك تحديد الوقت والزمان لاجراء سلام..... أو اتخاذ قرار حرب ....استنادا لحق القوة ....وليس قوة الحق ..... واستنادا لترسانة أسلحة كبيرة ....ودعم لوجيستي أمريكي على مدار اللحظة ....وفي ظل انشغال عربي بارهاب تكفيري ....وبصراعات داخلية ..... وفتن طائفية ومذهبية .... أي أننا نسهل على عدونا التحكم والسيطرة .... واتخاذ ما يري من قرارات سواء قرار الحرب .....أو حتى قرار السلام..... بحسب مفهومه المنقوص ....والمتعارض .... مع حقوقنا وثوابتنا .
أمام هذا المشهد الدولي والاقليمي ...وما يجري من ممارسات اسرائيلية واعتداءات يومية وبدعم امريكي مطلق .
نجد أنفسنا أمام حالة تزداد صعوبة وتشابك وتعقيد ...فنحن لا نمتلك لا مقومات قرار السلام ..... وفرضه على العدو ..... ولا نمتلك مقومات قرار الحرب .... وفرض نتائجها على هذا العدو المتغطرس ....فكيف يمكن لنا أن نتخذ من القرارات ....وأن نسلك الطريق التي يمكن من خلالها أن نحقق أهدافنا الوطنية ......وأن نظهر بأنفسنا أمام العالم ليزداد احتراما لنا .....وتقديرا لمواقفنا ....ودعما لحقوقنا ..... هل نحن بالانقسام الذي نحن عليه سنجد من يدعمنا ....ويطالب بحقوقنا .... ويوقف هذا العدو الارهابي من الاعتداء علينا ؟؟!! ....نحن لا نقرأ الوقائع ....ولا نقرأ التاريخ ...ولا نريد أن نطلع على تجارب الشعوب ...حتى اننا لا نريد أن نعيد حساباتنا بدقة ....ولا نريد التعرف حتى عن الشقيق الحقيقي .....من صاحب المصالح والاجندات ....فالفارق شاسع ....ما بين شقيق الجوار والتاريخ....والداعم الحقيقي والذي أكد عبر عقود طويلة بمدي الاخلاص والتفاني والثبات ....على دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية ......وهذا الموقف المصري بامتياز وعبر عقود طويلة لا يستطيع أن ينافسه أحد ....كما لا يستطيع أن يزاود عليه أحد .....وهذا بعكس المواقف الاخري .....والتي تريد أن تجعل من أرضنا ملعبا لحرب الاجندات ....وحرب الوكالات والمواجهات المحسوبة..... وفق المصالح لهذه الدولة أو تلك .....وبطبيعة الحال فالثمن ليس كبيرا ....الي الحد الذي يزعجهم مزيدا من الدماء ....ومزيدا من سقوط الارواح ....والمزيد المزيد من الجوع والمرض..... والحياة القاسية التي لا ترتقي لمستوي البشر والادميين
.نحن على الدوام نطالب قادة فصائلنا ان تعرف ماذا تريد ؟!..... وليس ما يريد الاخرين ؟!..... وحتى لا نحملهم بأكثر من طاقتهم ....غزة هذا الجزء الجنوبي من الوطن والذي يتصدر وسائل الاعلام من خلال دماء أبنائه ....وشهدائه وجرحاه ....وبطولة شعبه العظيم هو جزء من مسئولية السلطة الوطنية الفلسطينية ...ومرجعيتهم منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ......هذا الجزء الجنوبي من الوطن يجب أن يكون محكوما بحكومة التوافق لتمارس عملها ..... وبكافة الاتجاهات...... لأجل التخفيف من الاعباء والمأساة والويلات والكوارث التي يعيشها سكان القطاع ....فهل يعقل أن يكون القطاع بسكانه وبهذا العدد الهائل والذي يقارب 2 مليون دون حكومة ؟!....ودون سلطة تنظم حياته وتتصرف بروح المسئولية؟! ....وتوفر متطلبات المعيشة ....وتعمل على معالجة الأزمات العديدة والمتزايدة ...والتي لا حصر لها كما هي ذاتها الحكومة ......التي لا بد أن تعمل على اعادة تأهيل البنية التحتية وتطويرها بعد أن تهالكت ....وبعد أن أصبحت غزة وبحسب التقارير الدولية غير قابلة للعيش الادمي....فالمياه ملوثة ....والمجاري طافحة ....والكهرباء مقطوعة..... والبطالة متزايدة ....ومعدل الفقر بازدياد .
أي اننا نتحدث عن غزة التي بالصدارة..... والتي على رأس المشهد الاعلامي ....بتضحيات أبنائها وشهدائها وجرحاها .....تتألم ....وتعاني وتطالب بحقوقها ....باعتبارها الجزء الاصيل من هذا الوطن ....والجزء الاصيل من هذه المسئولية الوطنية .
أما أن تبقي غزة تتأرجح ما بين حرب وأخري ....وما بين صفقة موعودة .....وسلام اقتصادي موعود ... وحالة انقاذ وانعاش...وكأن غزة قضيتها .... قضية حياة ....وتجاهل واضح وفاضح ....أن غزة قضية وطنية ....وجزء أصيل من الوطن الفلسطيني.
لأن غزة ليست للبيع ...ولا للشراء ...ويبدو أن هناك الكثير ممن لا يعرفون غزة واهلها ...وممن لا يقرأون تاريخ غزة.
غزة بصدارة المشهد الوطني ....وبصدارة الصمود والتحدي .....وأن ما يجري على أرضها .....وما يتم من عدوان عليها ....لأجل تركيعها ..... وتعزيز الانقسام بداخلها ...وتفتيت وحدة شعبها ....وهذا لن يكون ....ولن يتحقق .
نحن بحاجة ماسة ....والوقت لا يسعف أحد..... لمراجعة شاملة وتصويب طريقنا ..... ومساراتنا .... وأن تتوقف حالة المزايدات والمناكفات ...ومحاولة امتلاك ناصية الحقيقة ....والكل يحمل الأخر المسئولية .
لقد أن الاوان أن يعي الجميع مسئولياتهم .....وأن يخرج الجميع عن مواقفهم التقليدية ....والتي مللنا الاستماع اليها ....التي يحاولون من خلالها التستر على فشلهم وضعفهم ..... وعدم قدرتهم على قراءة الخارطة ومتغيراتها ....وما يمكن أن تكون عليه الايام القادمة .
نأمل بسرعة المراجعة الشاملة ....كما نأمل بأن يراجع كل فصيل مواقفه ..... وأن لا يتحدث مع نفسه .....بل يستمع الي ما يقوله الاخرين..... حتي يكتشف سلبياته وعيوبه ....وحتي يدرك ما يجب عمله وتصويبه .... نحن أمام مرحلة حساسة .....الوقت فيها ليس لصالحنا ....وكل من يعتقد أن الزمن لصالحنا ...يكون مخطئا..... وحساباته خاطئة ...لذا علينا أن نعيد الحسابات ...وأن نصوب المواقف .....حتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه .
الكاتب : وفيق زنداح