في الذكرى الواحد والخمسون لذكرى الخامس من حزيران 67 ، تطبيع وتهويد للقدس واستسلام للمخطط الصهيو امريكي

بقلم: علي ابوحبله

في الذكرى الواحد والخمسون لذكرى نكسة الخامس من حزيران 67 وصمة عار ترتسم على جبين النظام العربي الذي استسلم للهزيمة واقر بالواقع الحالي الذي ترسم معالمه أمريكا والغرب من خلال المخطط الصهيو أمريكي لليمين المتصهين أتباع الكنيسة الانجليكيه للمسيحيين المتزمتين ، وبدأت إدارة ترمب تنفيذ المخطط الصهيو أمريكي وفق المخطط المرسوم الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس وحراك في الكونغرس لضم الجولان للكيان الإسرائيلي الغاصب ،وتم إلغاء الاتفاق النووي مع إيران من جانب أمريكا ، وكل ذلك ضمن إعادة ترسيم المنطقة بما يخدم أهداف وتطلعات الكيان الإسرائيلي وتحقيق أمنه
المخطط الأمريكي الصهيوني ارتسمت معالمه بمخطط الاستيطان وتهويد إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة ، وان ما تتعرض له سوريا من إرهاب هو ضمن المخطط الذي يستهدف العديد من بلدان الشرق الأوسط وان مخطط ما يستهدف ألدوله السورية منذ ما يقارب الثماني سنوات ما زال مستمرا وهدفه حرف سوريا عن موضعها وتحالفها مع إيران وقوى المقاومة ،
ان ما يتعرض له عالمنا العربي اليوم من مخطط التقسيم وإشعال وإذكاء الحرب المذهبية والطائفية والوضعف والوهن الذي اصبح عليه حال العالم العربي هو ضمن مخطط تحقيق الأمن لإسرائيل ، وحتى حلفاء واشنطن للامس القريب لم يسلموا من المخطط التآمري الذي بات يستهدف الأمن القومي الأردني ، وفي تقرير لمراسل صحيفة يديعوت للشؤون العربية أشارت الصحيفة الى ان “أمرين حصلا في الأردن في الأيام الأخيرة، الأول؛ استثناء عمان من الاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر، في موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس″، أما الثاني، فهو “تظاهر الأردنيين في المدن الكبرى ضد رفع أسعار النفط والكهرباء ومشروع ضريبة الدخل الجديد، مشيرة الى انه “في الظاهر لا يوجد رابط بين الأمرين، فنقل السفارة سياسي، ومطالب الأردنيين تتعلق بالشأن الاقتصادي”، مؤكدة ان الرابط يكمن في ان “الأردن الذي يتصرف كدولة غنية، يعيش عملياً على الدعم والمساعدات الأجنبية منذ سنوات عديدة”.
وادعت الصحيفة أن “الضغط الإسرائيلي على واشنطن لحماية الأردن آخذ في الانخفاض وبالتالي؛ فإن على الأردن أن يقف على قدميه وأن يهتم بنفسه”.
إسرائيل منذ نكبة حزيران 67 وهي تسعى لتحقيق مشروعها لإنشاء وطن قومي لليهود تمتد حدوده من النيل للفرات ، وكانت اتفاقية كامب ديفيد مقدمه للاستسلام والخنوع للمخطط الامريكي الصهيوني لعزل مصر عن محيطها العربي ولإسقاط لاءات قمة الخرطوم " لا صلح ولا استسلام ولا اعتراف بإسرائيل " وفي المحصلة الارتماء في الأحضان الامريكيه الصهيونية من قبل النظام العربي لخدمة أهداف ومخططات إسرائيل التي كانت تطمح للسيطرة على مياه الحاصباني والليطاني في جنوب لبنان ، وكانت تستغل الضعف العربي بعد عزل مصر عن محيطها وإخراجها من دائرة الصراع مع إسرائيل حيث قامت باحتلال جنوب لبنان ووصلت قواتها في حرب 82 لمشارف بيروت ،
إن هزيمة إسرائيل كان في انتصار المقاومة اللبنانية عام 2000 وإجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب اللبناني ، بحيث فشل المخطط الإسرائيلي في السيطرة على المياه اللبنانية ، وان لبنان بصغر مساحته ومحدودية موارد سكانه قد الحق بالكيان الإسرائيلي هزيمة منكره في حرب تموز 2006 وفشل مخطط الكيان الإسرائيلي للقضاء على حزب الله المدعوم من سوريا وإيران ، وان عدوان إسرائيل على قطاع غزه عامي 2008 ، 2012 ،2014 قد بدد والى الأبد نظرية الأمن الإسرائيلي ،

اليوم تمر ذكرى الخامس من حزيران للعام الواحد والخمسون وكان شيئا لم يحدث وان العرب لم يتعرضوا للهزيمة وذلك في ظل ما يشهده العالم العربي من الانقسام والاستسلام للمخططات الامريكيه الصهيونية ، ان على القدس والقضية الفلسطينية ما كان ليتم لولا الوضع العربي المتردي وما كان لأمريكا ترمب التجرؤ على الاعتراف في القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس الا بفعل حالة الانبطاح للنظام العربي التي وصلت لحد الاستسلام والانخراط في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يروج له من خلال صفقة القرن
استمرار المؤامره على سوريا ضمن محاولات تقسيم سوريا وقد فشلت واستهداف قوى المقاومه اللبنانيه والفلسطينيه هو ضمن مخطط يستهدف القضاء على ما تبقى من امل للامه العربية من الخروج من مأزق ما تعاني منه ،
لقد مرت ذكرى نكسة حزيران في الذكرى الوحد والخمسين دون ان يذكرها الزعماء العرب ودون اي اهتمام جماهيري عربي كما سبق وان عهدتاه من سنوات سابقه ، ان الذين يهرولون للتطبيع مع إسرائيل وإقامة العلاقات الطبيعية مع الكيان الإسرائيلي انما هم منخرطون في مخطط التآمر الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر ما بات يعرف صفقة القرن ، وان كامب ديفيد ووادي عربه واتفاق اوسلو قد اعطت الكيان الاسرائيلي ما كانت تطمح لتحقيقه اسرائيل بترسيخ وجودها وإحكام سيطرتها على ما تبقى من ارض فلسطين ، لقد بدد السادات بتوقيعه لاتفاقية كامب ديفيد وزيارته للقدس واجتماعه مع الكنيست الاسرائيلي حلم العرب في الاستمرار بتوحيد جهودهم لتحرير القدس والأراضي الفلسطينيه والعربية المحتله ،
السادات عقد صلحا منفردا مع اسرائيل ومنذ ذاك التاريخ والعرب منقسمون على انفسهم وان في هذا الانقسام العربي مصلحة لإسرائيل ومخططها التوسعي ،
تمر الذكرى الواحد والخمسين لحرب حزيران ومخطط إسرائيل لتهويد ارض فلسطين تسير بوتيرة متسارعه ، حيث تهود مدينة القدس بالكامل بعد قرار ترمب الاعتراف فيها عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس وتهود الضفة الغربيه ، وذلك دونما موقف عربي يكون بمقدوره من ردع إسرائيل وتوقفها عن اعمال البناء الاستيطاني ،

لقد مر على المبادرة العربية للسلام ما يقارب ستة عشر عاما والعرب يلهثون وراء السراب الذي سموه سلاما مقابل الأرض علما أن الأرض جميعها قد هودت ، وان اللقاءات العربيه الاسرائيليه لم تنقطع وان ما شهدناه ونشهده من مناظرات بين مسؤولين سعوديين واسرائيليين تاكيد لحالة الوهن التي وصل اليها النظام العربي باستجدائه للسلام مع من يغتصب الارض ويستبيح الدم العربي والفلسطيني ،
حين يتآمر النظام العربي لإسقاط العراق واحتلاله من قبل المحتل الأمريكي ليتم تقسيمه وحل الجيش العربي العراقي وها هم يتآمرون على سوريا ويستجدون امريكا وحلفائها للتدخل العسكري في سوريا وقد سبق للجامعة العربية ان شرعنت لقوات حلف الاطلسي لإسقاط نظام القذافي في ليبيا ،
لا غرابة ولا استهجان ونحن نرى التنسيق بين النظام العربي المتامرك مع الاسرائيلي لإسقاط الدوله السوريه وتقسيم سوريا ، يبدوا ان العرب قد استسلموا وقبلوا بالهزيمة وقبلوا بالواقع الحالي واقروا لإسرائيل باغتصابها للأرض الفلسطينية وسلموا بتهويد القدس والأقصى والمقدسات في فلسطين واستسلموا لامر قرار ترمب ،
في ظل الوضع العربي المنهزم والانقسام العربي ضاعت فلسطين والقدس وهضبة الجولان وأراضي شبعا ، فلسطين ضاعت في غفلة من الزمن ، والنظام العربي أذعن لدولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال معاهدات ظالمه وهي متعارضة مع جوهر وحقيقة الصراع مع إسرائيل ، انحرف النظام العربي عن أولوياته وأصبحت أولى أولوياته الصراع على سوريا وإسقاط الدوله السوريه ضمن ما بات يعرف باولوية الصراع مع ايران ، ضمن مخطط أمريكي صهيوني يضمن لإسرائيل تحقيق الأمن وإحكام السيطرة على فلسطين وتصفية القضية الفلسطينيه ،
كامب ديفيد ووادي عربه واتفاقية أوسلو قد جسدت احتلال إسرائيل لفلسطين وحولت القضية الفلسطينية من حقوق تاريخيه إلى أراضي متنازع عليها ، وها هو عالمنا العربي وفي الذكرى الواحد والخمسين لاحتلال الضفة الغربيه وقطاع غزه على طريق الضياع ، أضعنا العراق وأفغانستان ولبنان والصومال والسودان وها هو الصراع على سوريا على أشده ضمن المؤامرة التي تستهدف تدمير سوريا وإضعاف مقدرات الجيش العربي السوري ،
الوضع العربي يسير من سيء لأسوأ وهو يلهث وراء السراب نحو التطبيع مع اسرائيل ، وإسرائيل تسير بوتيرة متسرعة لمخططها الاستيطاني ، ذكرى حزيران الواحد والخمسون هي ذكرى ليست فقط لضياع فلسطين وهزيمة العرب وإنما هي ذكرى الضياع العربي حيث تناسى العرب نكستهم وهم يتآمرون على بعضهم بعضا وحرب اليمن والصراع على سوريا واحداث ما يجري في الاردن وحالة الانقسام الفلسطيني وما يجري في ليبيا وصحراء سيناء هي ضمن الحاله التي وصل اليها العرب بفعل انخراطهم وقبولهم بالتامر على بعضهم بعضا ، وجل هدف المتامرين والمنخرطين في المشروع الصهيو امريكي تحقيق امن اسرائيل وهم يقايضون الارض بالسلام ،
لكن وبحقيقة الواقع فان الوضع العربي لن يبقى على حاله وان اسرائيل ومهما حاولت لن تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية وان المخطط الصهيو امريكي في طريقة للانهزام وان الحق الفلسطيني التاريخي في فلسطين حق متأصل لن يسقط بفعل تقادم الزمن وان فلسطين ارض مباركة بصك الهي وهي محمية برب العالمين ولن يتمكن الظالمون من الاستمرارية في احتلالها او البقاء فيها وفيها عقدت العهده العمريه ،وحسبنا القول أن للبيت رب يحميه وان فلسطين محمية بقرار رب العالمين حين خصها بالقول " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " فهذه ارض مقدسه مباركه لن ينال منها المتامرين والمنخرطون في المشروع الصهيو امريكي ونبشرهم طال الزمن او قصر ففلسطين ستنتصر لحقوقها وكرامتها وعروبتها واسلاميتها

بقلم المحامي علي ابوحبله