قصيدة ( وعجلتُ إليك)

بقلم: رأفت الميقاتي

سبّح إلهك بُكرةً وأصيلا
واسكب بدمعك ما كتمتَ طويلا
إن كان كل الكون يهوي ساجدا
طوعًا وكرهًا .. كَثْرةً وقليلا
فضلوع جسمي لن تنام محبّة
والروح تسجد لا تروم بديلا
إن يُنزع القلب المحبّ لربه
ظل الشغاف يعانق الترتيلا
نمْ تحت ميزاب التوكل ضارعا
وتوسَّد الصبر المرير جميلا
فالأنس كل الأنس في ملكوته
وبغير وَجْدٍ لن يكون سبيلا
إني على أعتاب عزِّك ساجدٌ
فالعزُّ حقا .. أن أكون ذليلا
أنا مَنْ أنا .. متضائلٌ في حضرة
الرحمن .. أقوى إذ أكون ضئيلا
أنا مَنْ أنا .. متضرع متوسل
أنت المليك ..وما ملكتُ فتيلا
أنت الذي برأ الخلائق كلها
هيهات غيرك أن يكون وكيلا
إني ارتحلت إلى رياض جلالكم
فاقبل إلهي خضعة ورحيلا
وسفينتي وُدٌّ أُرَجّي نوره
وبغير ظلك لن أكون ظليلا
يا ربُّ شفّع بي الحبيب محمدا
مالي سواه إلى الودود دليلا
إني نزلتُ بجودكم يا مُكرمي
ما خاب مَن بالله كان نزيلا
إني دخلتُ على رياض رجائكم
حاشاك تحجب من يكون دخيلا
ربّاه جئتك والذنوب تلفُني
هل لي بعفوِ أم أكون قتيلا
هل يُعتَقُ العبدُ الظلوم لنفسه
من نار هَجْرٍ .. من يكون كفيلا
إلاك ربي يا ودود تفضلا
والدَّيْنُ بعد العفو صار ثقيلا

ربّاه إني قد عجلتُ إلى الرضا
أبدًا يدوم ..وقد خُلقتُ عجولا
وعجلتُ أنجو من غَرورٍ فاتن
قد كان دومًا للعباد خذولا
ما كان للإنسان أن يرقى إذا
قطع الحبال وخالف التنزيلا
شوقي إلى الخلاّق يُشعل مهجتي
فأصيرُ شمسًا لا تُريد أفولا
وبغير قُرب الله أُمسي ظُلمةً
فلغير ربي لن أكون خليلا

د. رأفت محمد الميقاتي