لا يمكن فصل الأحداث التي يشهدها الأردن من احتجاجات بفعل الأوضاع ألاقتصاديه عن تطورات ومستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة ، ووفق محللون ومتابعون في إطار تفسير محاولات”تهميش” الأردن ودوره الإقليمي في ملفات المنطقة ، وخاصة المرتبط منها بالقضية الفلسطينية، وان هذا التهميش بات مرتبط بتمسك الأردن بعروبة القدس و بولايته على الأماكن المقدسة فيها ومناصرته للحقوق الوطنية الفلسطينية ورفضه الانخراط بصفقة القرن
يديعوت أحرونوت: السعودية والإمارات وإسرائيل ساهموا بتصاعد الاحتجاجات في الأردن ، وفي تقرير لمراسل الصحيفة للشؤون العربية أشارت الصحيفة الى ان “أمرين حصلا في الأردن في الأيام الأخيرة، الأول؛ استثناء عمان من الاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر، في موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس″، أما الثاني، فهو “تظاهر الأردنيين في المدن الكبرى ضد رفع أسعار النفط والكهرباء ومشروع ضريبة الدخل الجديد، مشيرة الى انه “في الظاهر لا يوجد رابط بين الأمرين، فنقل السفارة سياسي، ومطالب الأردنيين تتعلق بالشأن الاقتصادي”، مؤكدة ان الرابط يكمن في ان “الأردن الذي يتصرف كدولة غنية، يعيش عملياً على االدعم والمساعدات الأجنبية منذ سنوات عديدة”.
وأضافت الصحيفة: “ملك الأردن الراحل حسين، ومن بعده ابنه عبدالله، عرفا كيف يحصلان على (الدعم) من الخليج وأمريكا، وهكذا أدى الاقتصاد الأردني المتعثر دوره على مدى السنين”،ولكن “دفعة واحدة تفكك كل شيء، فالسعودية ولأسبابها، قررت التنازل عن الأردن في اتفاق مع الأمريكيين، ومصر التي ليس لديها مال زائد جرت خلفها، ومعهما الإمارات”.
وادعت الصحيفة أن “الضغط الإسرائيلي على واشنطن لحماية الأردن آخذ في الانخفاض وبالتالي؛ فإن على الأردن أن يقف على قدميه وأن يهتم بنفسه”.
وتطرقت الصحيفة إلى “تفجر غضب الولايات المتحدة، وإسرائيل والسعودية من مشاركة عاهل الاردن في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت بإسطنبول التركية الجمعة 18 أيار/مايو الماضي، والتي بحثت تطورات الوضع في فلسطين المحتلة عقب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.” ونتيجة لإجراءات الحكومة الأردنية الأخيرة، فقد “خرج الأردنيون الغاضبون إلى الاحتجاج في العديد من المناطق، في وقت قرر فيه ملك الأردن تجميد إجراءات رفع اسعار المحروقات الاخيرة لحين اتضاح الرؤيا .
وهذا يؤكد ان الأردن يتعرض لمؤامرة تحت " عنوان محاصرة وخنق الأردن اقتصاديا " لانتزاع مواقف سياسية منه ،تتعارض مع مواقفه الثابتة تجاه القدس والقضية الفلسطينية ، وبات عنوان المرحلة :لا مساعدات للأردن إلا بمواقف سياسية تتعارض مع نهجه، مما يترتب عليها نتائج تحمل أبعاد وأعباء ا أكثر سوءا من تحمل الحصار، خيار الأردن الثبات والصمود والاعتماد على الذات للحفاظ على الاستقلالية بالقرار ورفض سياسة الاستحواذ والهيمنة ومصادرة القرار الأردني المستقل المستند لشرعية الأردنيين
جلالة الملك عبد الله بقبوله استقالة حكومة هاني الملقي وتكليف الدكتور عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة تلبي رغبات الأردنيين بالإصلاح على أمل الخروج من ما يعاني منه الأردن من وضع اقتصادي صعب وان الموقف الأردني يبقى على ثوابته ومواقفه ودون التفريط بحقوق الأردنيين واستقلالية القرار السيادي المستند للشرعية الاردنيه.
بقلم/ علي ابوحبله