في جلسة صاخبة ، النائب العربي في " الكنيست " الدكتور أحمد الطيبي ، يُعري سياسة الإجرام " الإسرائيلي " ، بعد إعدام المسعفة الفلسطينية الشهيدة رزان النجار ، على يد قنّاص تبين فيما بعد أنها مجندة في جيش الإرهاب الصهيوني . النائب الطيبي الذي اعتلى منصة الخطابة وبدا عليه الغضب الشديد ، قد أبدع في توصيف مشهد الإجرام الذي يطبع قوات الاحتلال ونخبة القتل لديه ، وتساءل بأي ذنب تم قتلها ؟ ، وهي المسعفة التي لم ترتكب أية جريمة تبرر جريمة قتلها ، بعد أن رصدها القنّاص القاتل عن سابق تصور وتصميم ، حيث لم يشفع لها ثوب الإسعاف الأبيض ، المنقى من الدنس قبل استشهادها وبعده . وبالتالي هو أبدع في وصفه رزان بالملاك الأبيض ، وشهيدة الإنسانية الطاهرة والملائكية ... وأبدع حين وصف أعضاء في " الكنيست " بأنهم حفنة من المتخلفين والمتخلفات ، وبأنهم جزء أصيل من جوقة السياسة العنصرية المتحللة من أية قيم إنسانية ، أو إحساس بآلام الأخرين .
قرأ الطيبي وبصوته الجهوري على مسامع جوقة المتخلفين والمتخلفات داخل الكنيست ، ما كتبته رزان النجار ابنة الواحد والعشرين ربيعاً في أخر منشور لها ، تقول فيه : - " رايحة ومش حتراجع ... وارشقني برصاصك ومش خايفة " ، في إشارة واضحة أن رزان كانت تُدرك كما الكل الفلسطيني لمدى سادية ودموية مغتصب وطنها ، والمحاصر لقطاعها المقاوم ، فهي قررت أنها كما الكل الفلسطيني أيضاً ألاّ يتراجع أو أن ينكفأ عن ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني ، ومنذ اليوم الأول لمسيرات العودة الكبرى .
أحمد الطيبي وبجرأته المعهودة وبصلابة مواقفة ، توجه إلى الشهيدة الملاك الأبيض بالقول : - " يا رزان باسمي وباسم القائمة المشتركة ، وباسم كل أهلي في حيفا والطيبة والناصرة والنقب وعارة أضع وردة على جبينك الغالي " ، في إشارة إلى ما قالته والدة رزان :- " أن ابنتها وردة ، وهي وردة "
كلام الدكتور الطيبي مضبطة اتهام بحق " دولة الكيان الصهيوني " بكل مستوياتها وفئاتها ، التي خرج منها هذا القنّاص القاتل ، ومضبطة اتهام بحق الولايات المتحدة ، التي تحمي إرهاب القنّاصة في " إسرائيل " ، وتكافئ هؤلاء القتلة وتشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين ، من خلال حمايتها في كل المحافل الدولية ، وليس أخره استخدامها حق النقض الفتيو ضد مشروع القرار الكويتي من أجل حماية الشعب الفلسطيني ، والذي قالت عنه المندوبة الأمريكية نيكي هيلي : - " إنّ بلادها تعارض مشروع القرار الكويتي وتستخدم الفيتو ضده ، لأنه يضع كل اللوم على إسرائيل " . وهذا ما دفع الدكتور أحمد الطيبي إلى الرد على نيكي هيلي التي وصفت الفلسطينيين بالإرهابيين ، فقال :- " إنّ حذاء رزان النجار بيسوى راس نيكي هايلي " .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني