عندما تتوه الحقيقة.. فاعذروا شعبنا إذا غاب عن المشهد..!؟

بقلم: منذر ارشيد

من يملك الحقيقة ..!
للأسف ما عاد يعرف شعبنا شيء أمام ما يجري من خلال إدعاء البعض أنهم هم الحق وغيرهم الباطل ..
فتاه بين المدعين والأفاقين وحتى الصادقين ..
ولكن أين هم الصادقون.. إلا من رحم ربي..فاختلطت الالوان
واصبحت الرمادية التي تخفي تحتها كل شيء حتى الحقيقة .. وهو أمر مقصود ..
ولنتحدث على بلاطة فالمخفي بندوق كما يقال..

إنقسمت الناس بالمجمل بين فتح وحماس واصطفت الصفوف واحتشد الركب وأصبح في الوطن معسكرين وغاب المعسكر الذي كان هو الجامع لنا جميعا .والذي كان يوحدنا للأسف
وعندما غيبنا معسكر العدو أصبح لزاماً أن نتمحور ونشكل معسكرين لا ثالث لهما
وبدأنا ببذل الجهود من خلال أبواق أقل ما يقال عنها أنها أبواق فتنة
منها البباغاوات و الغربان ولا فرق بين الناعقين فالأول يردد الإملائات والاخر ينعق بالخراب
وانفصلت غزة عن الضفة وما عاد هناك أمل للعودة إلا بمعجزة ونحن في زمن ما عاد للمعجزة مكان
العدو يراقب عن كثب وقد أوفد لنا كل وسائل التدمير والخراب وإستلمناها بكل جوارحنا حتى اننا ومنا اغافلون والطيبون حتى هؤلاء إنخرطو في اللعبة وأقل ما يفعلوه هو ترديد ما يبثه العدو من أخبار ومعلومات صح غلط مش مهم فشعارهم ( العدو لا يكذب )
يا سبحان الله العدو لا يكذب ...وكلنا كاذبون.

من خلال مطالعتي واهتمامي ومتابعتي لكل صغيرة وكبيرة ولولا أني صاحب رسالة لأغلقت كل منافذ التواصل وأرحت نفسي وتفرغت لما هو أهم خاصة في هذه الليالي الفضيلة ولكن أعتبر تواصلي من ضمن عبادتي التي امرنا الله ورسوله أن نبقى على الحق ظاهرين لعدونا قاهرين ..
وعلينا ان نتحمل أعباء ذلك

أين الحقيقة ..!؟

فالحقيقة ليست حكرا على أحد أللهم أنها ظاهرة لكل صاحب قلب منيب وعقل مستنير ولا يمكن أن نغطي الشمس مهما كانت قدرتنا على الكذب والدجل والنفاق .

فالحق أحق ان يتبع والله جعل لكل منا كبشر حقيقة راسخة يعرفها الإنسان
(بل الإنسان على نفسه بصيرة )

نحن اليوم وقد تكشفت مجمل الحقائق بعد أن حاول البعض المراوغة والتسويف واعطاء الحجج التي تخلو من البراهين .

ربما ينطلي الأمر على السذج الذن يتقبلون أي شيء لأنهم مساكين طيبين وصادقين .

ولكن ما عادت تنطلي على أصحاب العقل والمنطق والإرادة
ففتح وحماس كلٌ منهما أخذوا الوطن إلى حيث مصالحهم وفصائلهم وأهوائهم .
وشعبنا في حال ذهول وابنائهم ينصارعون هذا فتحاوي وذاك حمساوي فانقسمت البيوت وتشرذمت العائلة خاصة في غزة الحبيبة فالويل كل الويل من شر قد اقترب..!
وكل حزب بما لديهم فرحووووووون

فتح على إعتبار أنها صاحبة الطلقة الأولى والتي مارست النضال فعلا منذ إنطلاقتها حتى خروجها من لبنان

وحماس التي جائت متأخرة ولكنها دخلت بزخم كبير وعمليات نوعية جعلتها منافسا قويا لفتح وأخذت شعارها الذي دغدغ عواطف الأمة (الإسلام هو الحل)

وبين هذين التنظيمين بدأ الصراع
ويا ليته صراع على من يحرر فلسطين
ولكنه صراع على من يحكم فلسطين .!

وفلسطين التي ما زالت محتله تقول يا ليتكم بدل كل هذا تحرروني أولا وبعدها تصارعوا كما تشاؤون يا أوغاد

إنقسم الوطن غزة تحت شعار انها محررة وهي ما زالت محاصرة
والضفة تحت شعار أنها ما زالت تحت الإحتلال والإستيطان أكلها

نحن اليوم في أسوأ حالاتنا التي مرت على قضيتنا منذ النكبة
وإسرائيل في أحسن أحوالها وهي تؤجج الصراع فيما بيننا
وتراقب كل صغيرة وكبيرة وشعبها يصفق لها ..

فنحن اليوم في نكبة أكبر من أي نكبة
وقد تجلت العداوة والبغضاء في قلوب الجميع ،
ولو خير أي فريق بين أن يحارب العدو الصهيوني وبين محاربة الفصيل الاخر لفضل محاربة الفصيل
اليست هذه كارثة ..!

أتهامات وإشاعات وأقاويل ومعلومات يتم نشرها عن جرائم ومؤامرات ودسائس
حماس توجه كل جبروتها للقضاء على فتح
وفتح لو كان بمقدورها لفجرت الوضع في وجه حماس في غزة ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وكذلك حماس تريدها حربا أهلية في الضفة .
حماس تتهم فتح بالخيانة ....

وحماس لا تعترف بأنها مخترقه حتى النخاع والحقائق الدامغة التي لا تحتاج لدليل تشير أن من بين صفوفها جواسيس قاموا بعمليات إجرامية قاتلة وهم بالعشرات الذين تم إكتشافهم خلال العام الماضي ولا أريد ان أعيد المعروف للقاصي والداني
وكل الدلائل تشير ان العدو جند المئات الذين إخترقوا حماس
وقاموا باغتيالات جهارا نهارا ..

وفتح تحكم الضفة والتنسيق الأمني واضح وضوح الشمس ولا أحد ينكره بتاتا
ويتحدثون عنه بكل صراحه
إذا أين نحن ذاهبون ..!
أين ذاهبون وشعبنا في غزة يعيش أسوأ حالاته سواء من خلال ضغط السلطة وقطع رواتب الموظفين الذين هم بعشرات الالاف
وضغط حماس التي لا ترحم إلا إبناء حماس وكما قال أحد قياداتهم والفيديو منشور قال ...
حماس تصرف على حماس ويأتينا مساعدات تكفينا وما يزيد نقتسمه مع أبناء شعبنا حتى اننا نقتسم رغيف الخبز (أي منطق هذا ).!
أي منطق والمساعدات والشاحنات تفرغ جهارا نهارا بسياراتهم وتوزع فقط على أبناء حماس وما يزيد يذهب إلى جيوبهم حتى إنتفخت كروشهم
(ويأكلون في بطونهم نارا)

أما السلطة وفتح فأين مشاعركم تجاه إخوانكم في غزة وانتم ترددون الخطأ الفني
او عدم كفاية الموارد ..ولو كان فعلا هذا لأقتسمنا مع إخواننا في غزة الراتب

على العموم ..أطرح هذا الامر في هذه الليالي المباركة والله من فوق سبع سموات ينظر ويرى وملائكته تراقب وتجمع وتراكم
وتعرض على ربها الأمر وملايين الناس تجهر بالدعاء إلى الله أن يأخذ على أيدي الظالمين وان يخرجهم من البلاء العظيم
وكأنكم لا تؤمنون بدعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب
فأقول لشعبنا ان كثروا من الدعاء هذه الليالي المباركة ان يأخذ لكم حقكم من كل ظالم ولا تقولوا فلان أو علان... بل ثقولوا الظامين فقط
وانت لستم بأعلم من الله من هم الظالمين ..

أللهم خلص شعبنا من البلاء والغلاء وسوء الأداء وجميع الأعداء


#منذرارشيد_رأي