إحذروا المؤامره...حمى الله الأردن وشعب الأردن

بقلم: فراس ياغي

راقبتُ جيدا المشهد الذي يحدث في بلدي الثاني الأردن وكان لا بدّ من التريث بعض الشيء لفهم ما يجري من أحداث ومحاولة تحليلها بعمق، فالمواطن الأردني الحبيب يعاني من أوضاع إقتصاديه صعبه ناتجه ليس فقط من سياسات الحكومات ولا فقط من بعض قضايا الفساد وإنما من توجهات إقليميه واضحه هدفها الضغط على المملكه الأردنيه الهاشميه للنيل من مواقفها السياسيه المشرفه تجاه القضية الفلسطينيه والقدس في بؤرتها.
لقد فام جلالة الملك عبد الله فوراً بالتجاوب مع مطالب المحتجين وقام بإقالة الحكومة ودعا إلى حوار وطني يقوم السيد الرزاز عليه وهو شخصية مرموقه في الأردن ولها ولعائلتها تاريخ مُشرف، ولكن مُجريات الأمور تستدعي من كل الحريصين على الأردن وعلى سلامته وعلى الأمن والأمان فيه أن يقول كلمة حق في وجه كل المتآمرين عليه وعلى إستقراره.
إن الحل الآن ليس بالإعتصام ولا بالمظاهرات الحاشدة التي يحاول البعض المأجور إستغلالها لضرب إستقرار بلد كان الحاضنه لكل اللاجئين الذين لجأوا إليه بسبب مما يجري من تخريب في بلدانهم، ويبدو أن مشهد العراق وسوريا يريدون أن ينقلوه للأردن الشقيق تحقيقاً لأغراض مشبوهه أساسها ما يسمى "صفقة القرن"، فالملك الأردني والحكومة الأردنيه رفضت وبإصرار ما يُخطط لفلسطين والقدس، وأعلنت رفضها كل المحاولات المشبوهه لثنيها عن هذا الموقف التاريخي الذي يُسجل لقيادتها الحكيمه، واليوم يحاول هؤلاء وبأسماء مختلفه إستغلال الضائقه الإقتصاديه للإنتقام من سياسة الأردن الشقيق.
إن إستقرار الأردن وأمنه جزء لا يتجزأ من أمن وإستقرار منطقة الشرق العربي ككل وأي محاولة للنيل من هذا الإستقرار هو إمتداد طبيعي وواضح لما يسمى "الفوضى الخلاقه" في الشرق الأوسط الهادفه لتصفية القضية الفلسطينيه ولتجزئة الوطن العربي ككل وفق مفاهيم غربيه أساسها دفن حل الدولتين لصالح طروحات الوطن البديل، وما يحدث من محاولات خلق الفوضى والإعتداء على شرطة الدرك الأردني ليست سوى البداية لخلق هكذا فوضى، لأن المطلوب خلق صراع دموي بين الجماهير الأردنيه وقواها الأمنية التي تسهر على حمايتها وحماية الوطن من العابثين المأجوريين للبترودولار.
أيها الشعب الأردني الحبيب: إنتبهوا للمخططات التآمريه ولا تلتفتوا للأقاويل والإشاعات وأعطوا فرصة للجكومة الجديده ولدولة الرزاز لكي يصحح المسار، وليكن الحوار الوطني وفقط الحوار هو الأساس في تناول القضايا المصيريه ولا تستعجلوا النتائج وكأن كل شيء يتم بين ليلة وضحاها، بل إنتبهوا جيدا وأنظروا ما حلّ بسوريا وما حلّ بالعراق وليبيا، والميادين في مصر كانت خير شاهد على ما يجري من مؤامرات تُحاك للنيل من إستقرارها ولتمزيقها ولفرض سياسات "ترامب" ومن معه على الحكومات وعلى الشعوب.
إن الأردن الشقيق لا بدّ أن يبقى قلعة حصينه عصية على كل المؤامرات ضدها، ولا بدّ من الوقوف في وجه كل من يحاول أن يمس أمنها وإستقرارها، والمطالب العادلة التي يطالب بها الشعب الأردني الشقيق لا بدّ من الإستجابه لها وهذا يتم بحكنة ووفق رؤيا شامله أعتقد جازماً أن جلالة الملك عبد الله بمواقفه وبتعينه للسيد الرزاز قد عبرّ بشكل واضح عن تعاطفه ووقوفه بجانب تلك المطالب، وما يحاول البعض مدفوع الأجر والمتآمر أن يقوم به من شعارات تؤكد أن الأمور تعدّت تلك المطالب وأصبح المقصود أمن الأردن وإستقراره، فكونوا يا أحبائنا عوناً وسندا لإستقرار الأردن وفوتوا الفرصه على أؤلئك المأجورين الذين يخدمون أهداف سياسة نابعه من البترودولار هدفها الأساس سياسي مرتبط بما يسمى "صفقة القرن".
إنها مؤامرة...إنها غرف من العار تقودها...إنها أموال مشبوهه تُدفع لتسعيرها...فإحذروا، إحذروا ولا تقعوا في المحظور الوطني...حمى الله الأردن وشعب الأردن وإستقرار الأردن.

بقلم: فراس ياغي