عالم النسيان ....والتناسي الوطني .... كما حالة الانفصام .... والازدواجية ....ربما يمكن اختصاره بمصطلح الزهايمر والانفصام السياسي .... رغم أنني لست بطبيب متخصص حتي اتعرف على الاسباب التي تقف وراء هذا المرض ..... كما أنني لست بمتخصص لمعرفة ملامح السلوك والتصرفات ....والية التفكير الملازمة لمثل هذا المرض ..... والذي يمكن أن يصيب الكثير من عامة الناس ....وليس بالتحديد كبارهم .....وربما صغارهم..... والذين يعتقدون أنهم اكثر يقظة ووعي ....ومقدرة على التفكير والتحليل .... واتخاذ ما يروه مناسبا من قرارات تخص حياتهم .
مرض الزهايمر والانفصام ....والازدواجية أمراض مستحدثة بتسميتها التي استمعنا لها من جديد ....وليس من وقت بعيد ..... حيث كنا نسمع بالخرف والشيخوخة ...كما كنا نتحدث ونحن شباب عن رجل كبير وطاعن بالسن..... عندما كان يتحدث حول ذكريات الماضي ....والخوف من الواقع ....وعدم ثقته بالمستقبل .....حتى تداخلت القضايا ....ما بين عالم النسيان .... والتناسي .... وحالة الانفصام والازدواجية .
كنا نستمع ولا ندرك جيدا معاني ما يقال ....وما نستمع اليه على قاعدة القوة والشباب ..... والقدرة على مواجهة التحديات .
كان تفكيرنا قاصرا..... ومجزأ .... وأحادي .... ولا يمتلك مقومات الشمولية والخبرة والقدرة على التحليل الاوسع والاشمل..... بعكس الرجل العجوز الذي امتلك بـأكثر منا ....وعرف أكثر مما نعرف .... بحكم تجربته الطويلة..... وتراكم تجاربه التي مكنته على مواجهة الحياة ...وظروفها وتقلباتها ....وأنوائها العاصفة .
ورغم ما شهدنا واستمعنا اليه ..... وما تعرفنا عليه بالصغر والشباب وبسن الرجولة وحتى اقتربنا من سن الشيخوخة ....واذا بنا نستمع الي هذا المرض الذي يصيب البعض .....والذي يجعل الانسان غير قادر على التركيز ويمتلكه النسيان ...حتى لأقرب الناس له ..... في ظل حالة انفصام وازدواجية ....متعارف عليها بعلم الطب ..... كما متعارف عليها بعلم السياسة .
الزهايمر ليس له علاقة بالسن ..... وربما يصيب صغار السن ...وربما كبارهم ....كما الحال بعالم السياسة ....وما نلاحظ من بعض التصرفات ....والسلوكيات ومنهجية التفكير وحالة التضارب والتناقض ..... وعدم الوقوف على حال ..... والذي بمجمله يدلل ويؤشر على ان الزهايمر أيضا مرضا سياسيا قد يصيب البعض .....وقد لا يصيب البعض الاخر باعتباره مرضا عضويا نفسيا .... يصيب أشخاص عاديين ليس لديهم مسئوليات كبري ....كما يصيب بعض الحالات لمن يتولوا المسئولية والغارقين بها ....والجاهلين لكيفية الخروج منها .... حتى تداخل الزهايمر .... مع حالة الانفصام .... والانفصال السياسي ... عنى مجريات الواقع .... وحقائقه الثابتة .
كنا بالزمن القديم نري الرجال وقد أصبحت بسن الشيخوخة .... وقد قاربت على المائة عام .....وما يزيد بينما بهذا الزمن نجد من هم بالثلاثينيات والأربعينات والخمسينيات قد أصابتهم الشيخوخة وربما اقتربوا مما يسمي الزهايمر ويتصرفون بحالة نسيان وتناسي ....وانفصام وانفصال عن الواقع الذي يعيشون به....وأحيانا يعيشون في حالة من الازدواجية الشخصية وعدم استقرارها على حال ....مما يصعب من مهمة التحليل ..... ويجعل المتابعين والمتخصصين في حيرة من أمرهم ..... ويتساءلون حول الحالة التي امامهم .... فهل هي زهايمر سياسي ؟! أم تضليل سياسي ؟! ...ام عالم النسيان والتناسي الوطني ؟! ..... ام حالة انفصام وانفصال وازدواجية لا نهاية لها ؟! .
حالة قائمة بنتائجها الوخيمة ....ومظاهرها البشعة .... وظروفها القاسية والتي تجعل من الانسان بحالة ارباك شديد ...وبحالة عدم توازن .... وتنافض مع الذات ...ومع الاخرين .
على مدار العام نشهد العديد من المناسبات .... وبطبيعة الحال بمجملها وغالبيتها هزائم ومصائب وكوارث .... والبعض الاخر نحاول من خلاله دفع المعنويات ..... واثارة حالة من الوفاء .....حتى لا نتهم بأننا بحالة زهايمر سياسي ووطني ....وأننا دخلنا بعالم النسيان والتناسي .....وان الانفصال والانفصام قد تمكن منا ...وأخذ يتلاعب بنا .... ويفقدنا الكثير من مقومات قوتنا .... دون أن ندري ..... ودون أن نمتلك قدرة الحساب.
أستغرب وفي أحيان أخري لا أستغرب .....أتساءل وفي احيان اخري لا أتساءل ....بمعظم الاوقات استغرب الكثير من المشهد واحداثه..... عندما يقال ذكري النكسة ...والتي لها 51 عام والتي كانت تأخذ منا ككتاب واعلاميين وحتي السياسيين مجرد مقال ..... او تصريح سياسي ..... يتحدث عن هذه الذكري باعتبارها قد أكملت على احتلال الارض الفلسطينية اضافة لهضبة الجولان السورية ..... وأنها قد جاءت نتيجة ظروف معينة ..... لكن نتائجها لا زالت قائمة باعتبار أن الاحتلال الغاشم برغم القرار 242 والذي صدر مع نهاية حرب الايام الستة والذي كانت بنوده تتحدث عن وقف اطلاق النار .....وعدم جوار الاستيلاء علي أرض الغير بالقوة ..... والانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي تم احتلاها ..... عشية الرابع من حزيران 67..... أي أن هذا القرار الأممي وعمره 51 عام لا زال قيد الأدراج ....وما جاء بعده القرار 338 بعد انتصارات أكتوبر 73 .....أي أن الانتصارات قد جاءت ما بعد الهزيمة..... والمفاوضات قد جاءت ما بعد الانتصار..... والاتفاقيات قد جاءت ما بعد هزيمة الاحتلال ....وهذا هو حال السياسة وتجارب التاريخ ..... وصراعاته .....ولم أستغرب ما تحدث به السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني أن لبنان لا يعارض التفاوض مع اسرائيل ....ولا أستغرب دويلة قطر التي تنسق وتتعاون مع اسرائيل ....ولا استغرب تركيا التي تنسق ووتتعاون مع اسرائيل ....أليس هذا بحالة مرضية سياسية ..... فيها من الانفصال والانفصام والازدواجية بالمواقف ... والي حد كبير والتي تتحكم بمواقف بعض الدول التي ذكرت وغيرها من الدول التي لم أذكرها ...... والتي تجري وراء مصالحها ..... ومنها ما يخفي تلك المصالح ....ومنها من يعلنها صرخة مدوية ....وليعجبه من يعجبه ...... ومهما كانت الردود والمواقف ....هذه هي السياسة التي تدفع بمجلس الوزراء المصغر الكابينت لمناقشة خطة أممية ضخمة يوم الاحد القادم لإعادة اعمار غزة ولحلحة ازماتها .... وبحسب صحيفة معاريف الاسرائيلية فان الكابينت وهو المجلس الامني المصغر سيناقش الخطة الاممية الذي أعدها المبعوث الدولي للمنطقة نيكولاي ملادينوف ...من اجل انعاش القطاع عبر رزمة المشاريع ....
الغريب بأمر هذا الخبر أن الخطة التي جاءت وفق ( عكا للشؤون الاسرائيلية ) انها نقلت عن مصادر اسرائيلية رفيعة المستوي أن الخطة تشتمل على اقامة مصانع وبنية تحتية لإعمار القطاع ..... سواء داخل سيناء ؟! ....أو داخل القطاع ؟! وهذا ما أثار استغرابي ودهشتي أن الكابينت يبحث هذه الخطة الدولية .....لأجل اطلاق مشاريع ...وانعاش اقتصادي .....فما علاقة سيناء المصرية وهي الجزء من أراضي مصر العربية الشقيقة بما يجري العمل عليه؟!..... بخصوص القطاع وهو الجزء الجنوبي من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية ..... هذا التداخل المقصود والمشبوه والمضلل يعني الكثير اذا ما ثبت صحته ..... وعلى الاقل أنه جزء أصيل مما يسمي بصفقة القرن .... وما يجري العمل عليه لحل القضية الفلسطينية وفق الطريقة الامريكية الاسرائيلية ...... ومحاولة جادة لاستمرار حالة الربيع الامريكي الاسرائيلي والذي لا زال مستمرا ..... عبر العديد من المناطق .
هناك الكثير مما نستمع اليه وما يجري الحديث حوله والذي يؤكد ان السياسة والسياسيين وأصحاب المؤامرات والمنتشرين بطول وعرض المنطقة.....ز وحتى على مستوي العالم ....وعلى رأسهم أمريكا واسرائيل قد أصابهم مثل هذا المرض ..... المسمي زهايمر وهم يحاولون ادخال التناسي لدينا..... والنسيان بعقولنا .....وانهم يحرصون علينا ....ويريدون تطوير احوالنا ..... ورفع الظلم عنا ..... وقد تناسوا وكان قد أصابهم النسيان نتيجة هذا المرض ....ان لنا مائة عام .....ونحن نعاني الويلات .....ولنا 7 عقود وقد تم تهجيرنا وتشريدنا عن أرضنا التي سلبت منا .....وأن لنا ما يزيد عن 5 عقود وقد تم احتلال ما تبقي من الارض الفلسطينية بالقطاع والضفة والقدس اضافة لهضبة الجولان السورية ..... وما جري عبر كل هذه العقود وحتى يومنا هذا من قتل للألاف وهدم منازلنا ..... وحصارنا وتجويعنا .... وارتكاب المجازر بحقنا ...... تاريخ أسود وحافل بالمجازر والجرائم ....كل هذا الوقت والزمن الطويل لم يذكرهم بنا ..... الا اليوم ..... فلماذا اليوم برأيكم ؟!!.... وهل ما يجري على الساحة الاردنية من أعمال شغب تحت عناوين عديدة ..... ومن خلال منطلقات سياسية .... تحمل في طياتها أيام ما يسمي بالربيع ...والذي أكد لنا أنه ربيع اسرائيلي امريكي لزعزعة استقرار دولة المنطقة .
أعتقد جازما ان الحالة المرضية المسماه بالزهايمر السياسي .....والانفصام والانفصال والازدواجية ....والاختلال العقلي ومحاولة النسيان والتناسي....قد أصابتهم وتمكنت منهم ....وهم بحالة صحوة .....لكنها الصحوة ما بعد تاريخ من الجرائم والمجازر .... وانتهاك حقوق الانسان .... ومخالفة كافة القواعد القانونية والانسانية ..... وكافة قرارات الشرعية الدولية .
الكاتب : وفيق زنداح