يوم ألجمعه الاخيره " ألجمعه اليتيمة "من شهر رمضان هو يوم القدس العالمي حيث دأبت دول عربيه وإسلاميه بالتظاهر في هذه ألجمعه الاخيره من اجل فلسطين وإحياء لذكرى القدس , وموكب الاحتفال بهذا اليوم نشأ لأول مرة في إيران بعد ثورة 1979 الإسلامية.الاحتفال اقترح من قبل اية الله الخميني،
وخلال السنوات الأخيرة، فقد انتشرت هذه المناسبة بين المسلمين والبلدان غير الإسلامية حتى في الولايات المتحدة. وفي أيامنا هذه المشاركة لا تقتصر على العرب أو المسلمين، ولكن بعض غير المسلمين أيضا يشاركون فيها بما في ذلك اليهود الأرثوذكس المعادون للصهيونية (ناطوري كارتا).
وإحياء الذكرى لهذا العام من ألجمعه الاخيره في رمضان تأتي والقدس متخمة بالجراح بفعل قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس , وفي ظل مواقف عربيه اقل ما يقال أنها تستسلم للأمر الواقع وتخضع للقرارات والاملاءات الصهيو امريكيه
المسيرات انطلقت منذ صباح هذا اليوم الواقع في الثالث والعشرين من رمضان الذي يصادف الثامن من حزيران 2018 من طهران إلى بغداد وبيروت والاهم هو المسيرة المليونية التي تعد لها القوى الوطنية والاسلاميه في غزه ضمن سلسله مسيرات وفعاليات شهدتها غزه تحت عنوان مسيره العودة سقط خلالها عشرات الشهداء وآلاف الجرحى تحرك الرأي العام الغربي واهتز لهول وقع جريمتها الضمير الإنساني
القدس عنوان فلسطين، وعنوان عروبتها، ومحور الصراع مع الحركة الصهيونية ، والدفاع عن القدس هو الدفاع عن کل الوطن العربي والإسلامي من أجل کرامته وحريته،
اليوم ألجمعه يحيي المسلمين في أنحاء المعمورة يوم القدس العالمي ، وليكن يوم ألجمعه الاخيره من رمضان حيث يحتفل المسلمون بيوم القدس العالمي يوم تصويب لبوصلة الصراع مع إسرائيل وليكن يوم القدس العالمي تحشيد الطاقات والهمم وشد الرحال إلى القدس ،
نعم ليكن يوم القدس العالمي لهذا العام يوم تطوى فيه الخلافات العربية والاسلاميه حيث تنتهي فيه الصراعات وتوأد الفتن المذهبية والطائفية وتستجمع فيه كل القوى من اجل تحرير القدس وفلسطين
في هذا اليوم الذي يحتفل فيه المسلمون في يوم القدس العالمي ، يرفع اسم بيت المقدس المسجد الأقصى عنوانا لشرف الأمة المهدد بالهدر والاستخفاف بمشاعر المسلمين بفعل القرارات والممارسات لإدارة ترمب الداعمة لإسرائيل وممارساتها العدوانية والتوسعيه .
يحتفل في اليوم العالمي للقدس لهذا العام و في مرحلة ربما تکون الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، وفي مرحلة تزداد فيها الهجمة الشرسة، والعجز عجزا، والتراجع تراجعا، والانقسام انقساما، وهذا ما يهدد قضية القدس، کحلقة أساسية من حلقات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي .
القدس تعيش محنة الهزيمة، کما يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي دول الشتات، فلم تعد القدس قضية تثير مشاعر الکثيرين بعد أن کأنت أولى أولويات القضايا وأهمها وتشكل اليوم أزمة الأزمات في النهج والفكر العربي والإسلامي ، فحلم التحرير والحرية والاستقلال في دولة عاصمتها القدس أصبح بعيدا مع الحالة المأساوية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وبعد حالة التراجع والانقسام التي أصابت الحرکة الوطنية الفلسطينية.
الخروج من المحنة يتطلب صدقا مع النفس، وثقة بالشعب، والتزاما بالمبادئ، وقدرة على العمل، فأين نحن ومعنا العرب جميعا من ذلک کله، فالعدو لم ينتصر إلا بسبب القصور والترهل والانقسام الذي برز في صفوفنا، فقد تفرقنا بدلا من أن نتحد، واعتمدنا الدعاوي بدلا من أن نرکن إلى العقل، وضخمنا الشعارات لنقزم المبادئ، واکتفينا بالخطابات الطنانة بدلا من أن نعد القوى ونستعد ليوم المواجهة العظيم الذي انقلب لمواجهة المسلمين بعضهم ببعض واقتتال وصراع عربي في سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا والوطن العربي كله يعيش الصراع ومواجهة الارهاب ،
الانقسام والانشقاق والتفرق في صفوف الفلسطينيين والعرب جميعا ابرز العناوين بدلا من البحث عن الوحدة. لقد ناضل الشعب الفلسطيني وقدم التضحيات والشهداء، ولکن نضاله لم يؤد إلى تحقيق الأهداف، لان الحشد العربي والفلسطيني لم ينظم ليوصلنا إلى النتائج المطلوبة، ولان خبرات النضال التي تراکمت لم تکن کافية لکسب المعارک الحاسمة.
ليكن يوم القدس العالمي لهذا العام يوم لمراجعة الحساب، وتقييم المرحلة، والوقوف عند متطلباتها، فالصراع حول القدس لم يکن يوما صراعا عاديا بل هو صراع عقائدي لان القدس جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلم ،
يوم القدس لهذا العام يتطلب المراجعة وجلد الذات ، بل هو يتطلب الحشد وتقديم التضحيات ويتطلب تعبئة صفوف المسلمين جميعا لان القدس هي قبلة المسلمين الأولى وهي مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واليها تشد الرحال لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين
القدس والأقصى مهددان من قبل الاحتلال الإسرائيلي وان حكومة الاحتلال وقواه مجتمعه تحشد القوى وتسير بخطى متسارعه نحو التهويد والاستيطان للقدس وان إجراءات الاحتلال تحظى بتأييد القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميرکية، وهذا يعني ضرورة الاصطفاف لكل المسلمين في كل أنحاء العالم للتصدي لمخطط التهويد للأقصى والقدس وحشد قوى الشعب الفلسطيني والوطن العربي وشعوب العالم الإسلامي، لأجل أن تنتصر للقدس في يوم القدس العالمي
إن الصراع من اجل القدس يقتضي قدرا عاليا من التنظيم وبناء القوى وتوحيد الجهود والمواقف ، الاحتلال الصهيوني يسعى لتهويد القدس وزرع كيان أصولي يهودي ويرفع شعار يهودية ألدوله ويعتبر القدس عاصمة للكيان الأصولي العنصري وكافاه ترمب بقرار نقل السفارة الامريكيه للقدس بعد الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل
وهنا تكمن المعضلة في أن يتخطى الاحتفال بيوم القدس العالمي الشعارات والخطب الرنانة وترجمة كل الشعارات والأقوال إلى أفعال تفضي لدعم المقدسيين وتدعيم صمودهم وبخطة إسلاميه للوقوف في وجه المخطط الصهيو أمريكي للتهويد وليكن هذا العام هو بالفعل يوم إنقاذ القدس والأقصى من براثن الاحتلال ورفع الصوت عاليا أمام كل المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين والقضية الفلسطينية وأولى أولوياتها تصفية القضية الفلسطينية والإقرار بالمخطط الصهيو أمريكي لتهويد القدس عبر ما بات يعرف صفقه القرن
العرب والمسلمون والفلسطينيون بحاجه لتوحيد الصفوف لأننا فعلا هزمنا في القدس وفي کل قضايا وكافة ميادين الصراع مع إسرائيل بفعل انقسامنا وتفرقنا بفعل صراع الفلسطيني والعربي بعضه ببعض ،
إن متطلبات المواجهة مع الكيان الإسرائيلي تتطلب توحيد القوى الفلسطينية ونبذ الخلافات وتوحيد القوى العربية والانتصار على الصراعات بوحدة الموقف وحشد القوى للتصدي للمخطط الأمريكي الصهيوني في تهويد القدس وفلسطين.
ستظل القدس عنوانا لکل فلسطين، وعنوانا لکرامة الأمة، وعنوانا للسيادة العربية على أرض العرب.. وعنوانا لمجد البشرية في زمن طغى عليه الظلم والعدوان. لذلک فالصراع حول القدس هو صراع الأمة مع عدوها، وهو صراع الشعب من أجل المحافظة على کرامته المهدورة على أرض فلسطين مادام الاحتلال يعيث فسادا وعدوانا في القدس والأقصى وكافة الجغرافيا الفلسطينية وليكن يوم الاحتفال بيوم القدس العالمي يوم تجسد فيه الاراده المتبوعة بالأفعال وليس بالأقوال متبوعة ببرنامج وطني للتحرير وليس بمهرجان ومسيرات وخطب أليست هي القدس التي كانت وما زالت محور الصراع العالمي
المحامي علي ابوحبله