أشعر على الدوام بمدي حاجتي ومحبتي للعودة لذاكرة أيام الزمن الجميل ..... وربما هذا ليس موقفا شخصيا أنفرد به ....بقدر أجيال عاشت هذا الزمن بكافة تفاصيله وعناوينه وظروفه ......والتي تري بالواقع الحالي ما هو عكس هذا الزمن الجميل ..... وما يتناقض معه..... بكافة ملامحه ومعالمه ومشاهداته .
حتى يبقي أمامنا السؤال المطروح والملح علينا حول العودة الدائمة بذاكرتنا للزمن الجميل..... والذي يوفر لنا الكثير من الراحة والاطمئنان ....على عكس الوضع الحالي الذي يثير فينا القلق والخوف ....ومشاعر الغضب والاستهجان..... وعدم الاطمئنان على الواقع ....ولا حتى على المستقبل .
غزة أيام زمان كان يسودها الكثير من المحبة والتسامح ..... في ظل أجواء غير ملوثة .....وعلاقات اجتماعية ووطنية وعائلية .....لا تشوبها شوائب ....ولا يتداخلها حقد أعمي .....او كراهية مصطنعة ....أو مصالح ضيقة .
كل شي بحياتنا كان طبيعيا وجميلا والي حد كبير ...ولا زال بذاكرة أجيالنا التي تستغرب وتستهجن الكثير من المشاهد والسلوكيات .....والتي لم تكن بالزمن الماضي .
كنا نعيش في هذا القطاع ....وبهذه المدينة الساحلية غزة ذات الرمال الصفراء ....والاشجار الخضراء والثمار الصفراء ....كل شي كان يزرع ...وكل شي كان يتم تربيته .....بحسب الاصول والصالح العام .... ولم يكن لدينا هذا الكم من الغش والنفاق والكذب
الجميع كان يعرف بعضه البعض وعلى كافة المستويات .....من عائلات ووجهاء وشخصيات سياسية ..... لانتماءات فكرية .....ذات توجهات عديدة من القوميين .... الوطنيين ...والشيوعيين والناصريين والبعثيين والاخوان المسلمين ..... كانت غزة بكافة أطيافها الفكرية تعيش بهذه البقعة الصغيرة ..... دون سلطة حاكمة ....ودون قوة مسلحة ..... غزة بكاملها تحكمها شرطة صغيرة لفرقة معروفة ومشهود لها ..... ببسط القانون وفرض النظام العام ....في ظل ادارة مصرية كان لها بصمتها وايجابياتها العديدة ...والتي يعرفها كل من عاش بتلك الفترة الماضية .
غزة الجميلة بأيامها القديمة ..... وبشخصياتها المعروفة وبكافة المهن .... والتخصصات والمواقع .... لابد من ذكر أسمائهم ...والاشارة اليهم ...والتأكيد على مراحل تاريخهم وعطائهم ....كما التأكيد على مدي قصورنا واهمالنا للوفاء لهم ....واعطائهم حقهم الذي يستحقونه .
ما سوف يتم سرده من أسماء لشخصيات لا تنسي بتاريخ غزة .....لا يعني أنها الاسماء الوحيدة دون أسماء أخري ....ربما لا تسعفني الذاكرة .....وربما لم أكن واعيا بوجودها بحكم السن ....والخبرة لكن من سأذكرهم ربما تعرفهم أجيالي ..... وتقدر جهودهم وعطائهم ..... كما هم لا زالوا بذاكرة أجيال عديدة تعايشت مع بعضهم ...واستمعت الي بعضهم الاخر .... لكنهم بالمجمل وبأغلبيتهم قد فارقوا الحياة .....وندعو لهم بالرحمة والعتق من النار بهذه الايام الفضيلة من شهر رمضان المبارك .....وسأذكر بعض الاسماء والتي لا تتناغم بمهامها ومهنيتها وترتيبها الاجتماعي..... لاعتبارات عديدة .....لكنهم بالمجمل شخصيات لا تنسي .....ولها تقديرها واحترامها لدي عامة السكان والاجيال ....وفي هذا المقام يحضرني بعض الاسماء التي سوف أقوم بكتابتها وسردها وعلى سبيل المثال وليس الحصر ... الدكتور حيدر عبد الشافي .... الحاج رشاد الشوا .... الحاج راغب العلمي ....منير الريس .... سلمان زارع الاسطل ..... كما كان هناك العديد من العلماء الاجلاء بهذه الفترة الزمنية ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر ...الشيخ اسماعيل جنينة ....والشيخ هاشم الخزندار ....الشيخ ناجي أبو شعبان ...والشيخ اسماعيل مدوخ ...والشيخ محمد عواد ... والشيخ أحمد ياسين ....وهناك من شغلوا المناصب العديدة بمجال التعليم وكان لهم بصمتهم وحضورهم ..... مثال الاستاذ بشير الريس .... والاستاذ رامز فاخرة ...والاستاذ محمد الجدي ..... كما كان هناك العديد من المدرسين والمناضلين والمعروفين لأجيالنا على سبيل المثال وليس الحصر ....الاستاذ عطا ابو كرش ....الاستاذ هشام زينه ....والاستاذ محمد ابو الفتح ...والاستاذ سامي أبو شعبان ....والاستاذ عارف عاشور .... والاستاذ فريد أبو وردة ....والاستاذ بديع قفه ...وغيرهم الكثير ممن تعلم الالاف على اياديهم ومن شغلوا مناصب تعليمية وأثروا الحياة الدراسية ....والتعليمية بالكثير من جهودهم .
كما كان هناك العديد من الشخصيات الاعتبارية التي مارست الحياة السياسية باختلاف أفكارهم وتوجهاتهم وعلى سبيل المثال وليس الحصر ....الدكتور حيدر عبد الشافي.... والحاج رشاد الشوا ...وابراهيم ابو ستة .... وحامد أبو ستة ...ومجدي أبو رمضان ....فايز أبو رحمة ...موسي الصوراني ...وجمال الصوراني .... ومعظمهم شغل مناصب عديدة بمنظمة التحرير الفلسطينية .
وهناك من شغلوا العديد من المناصب في المجال الصحي نذكر منهم على سبيل المثال ...الدكتور خيري أبو رمضان ....والدكتور رياض الزعنون ....والدكتور سيد بكر ... والدكتور غالب زمو ....والدكتور صالح مطر .
وهناك من شغلوا مناصب مهنية بمجالات عديدة في المحاماة الاستاذ فرج الصراف .... والاستاذ نور الدين بسيسو ...والاستاذ فايز ابو رحمة ....والاستاذ ابراهيم السقا وغيرهم الكثير ممن عملوا بسلك المحاماة والقضاء ....كما كانت غزة بوجهائها ومخاتيرها والذين عملوا على تنظيم الحياة الاجتماعية بها وعلى سبيل المثال وليس الحصر ...الحاج كامل مشتهي ...والحاج يونس دلول ....والحاج صالح طافش.... والحاج على السرساوي..... وغيرهم الكثيرين من الوجهاء والمخاتير الذين كان لهم دور هام في رأب الصدع وفي حل الخلافات ما بين الاشخاص والعائلات .
غزة ... كانت مليئة بكافة المهن والتخصصات.... والتي كانت تعمل بكل مهنية واخلاص وكان العديد منهم يعملون في سوق الخليج والسعودية والكويت .
كما كانت غزة فيها من الصحفيين ووسائل الاعلام على تواضعها لكنها كانت متخصصة ويعمل فيها عدد كبير من العاملين بمجال الصحافة ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر الاستاذ زهير الريس رئيس تحرير جريدة اخبار فلسطين ...والاستاذ محمد ال رضوان مدير تحرير الصحيفة .... وابو الخوالد السقا صاحب جريدة بصراحة..... كما كان هناك العديد من الكتاب والشعراء والشخصيات الوطنية وعلى سبيل المثال وليس الحصر هارون هاشم رشيد ...وعلى هاشم رشيد ...ومعين بسيسو ....ووديع ترزي ...وشفيق ترزي ...وكمال الطويل .....الاف الاسماء التي لا يتسع المجال لسردها والكتابة حولها .....لكنهم بمجملهم شخصيات وقامات لها احترامها ....وسجل تاريخها حافل ..... وهذا ما يجعلني أدفع باتجاه المتخصصين والباحثين وكتاب التاريخ ليسجلوا بأحرف من نور ....وحتى يتم التوثيق أن هذه المدينة الفلسطينية كان يعيش على أرضها شخصيات قيادية ....وذات باع طويل ...وبكافة المجالات والتخصصات ...والتي تحتاج الي المزيد من الاهتمام والتوثيق للأجيال ..... كما تحتاج الي المزيد من الوفاء والتقدير وأوسمة الشرف .....لأنها شخصيات تستحق .... وكان لها دور بالمجال الوطني والاجتماعي والاقتصادي ....ندعوا لجميعهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ....ونتمني أن نأخذ منهم العبر والدروس.... وأن نضع استخلاصاتهم ومجمل اعمالهم امام اعيننا حتى نهتدي بها ....وحتى نتعرف على مدي قصورنا وعجزنا ..... وحتي يعرف الجميع ان غزة ...كانت وستبقي اساس التاريخ الوطني الفلسطيني .
الكاتب : وفيق زنداح