دور الصهيونيين الماركسيين في إقامة إسرائيل ونكبة الشعب الفلسطيني

بقلم: نبيل عودة

  • صموئيل ميكونس سكرتير عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي قال عام 1958: "الأراضي التي احتلتها إسرائيل تجاوزا على قرار التقسيم انتهى أمرها ولم يعد ممكنا تغيير هذا الواقع القائم".
  • المؤرخ الفلسطيني ابن حيفا بولس فرح: "رفاق الحزب الشيوعي (اليهودي) كانوا اشتراكيين لا أشك في اشتراكيتهم ولكنهم صهاينة قبل كل شيء".
  • فؤاد نصار سكرتير عام الحزب الشيوعي الأردني: "صموئيل ميكونس أصر على الاحتلال والتوسع وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية.   
  •  

صدر قبل سنتين كتاب هام عنوانه "إسرائيل ـــــ مستقبل مشكوك فيه" (ישראל – עתיד מוטל בספק) عن منشورات "راسلينج" 2011 – باللغة العبرية مترجماً عن الفرنسية، وهو من تأليف باحثان يهوديان هما "ريشار لأوف"، باحث نشط في جامعتي "الحرة" في بريسيل (بلجيكا) ومعهد "كارنجي ميلون" في الولايات المتحدة، و"أوليفيه بوروكوفيتش" باحث من جامعة "لوفن" البلجيكية، وكان خلال عقد كامل محرراً للمجلة الشهرية البلجيكية "ريغاردز" المتخصصة بالحوار الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني. 

في مقدمة الكتاب للبروفسور ايلي بارــ نفي، المحاضر بقسم التاريخ في جامعة تل ابيب، ومدير اللجنة العلمية لمتحف أوروبا في بريسل، يكشف حقائق عن دور الحزب الشيوعي الفلسطيني اليهودي(تأسس عام 1919)، اضطر بأوامر من الكومنترن الشيوعي (وهو منظمة تضم كل الأحزاب الشيوعية في العالم ـ طبعا تحت سيطرة مطلقة لستالين) بتعريب الحزب الشيوعي الفلسطيني اليهودي، وخاصة تعريب القيادة، وعليه جرى انتخاب امين عام عربي، هو السيد رضوان الحلو الذي كان أول سكرتير عام عربي للحزب الشيوعي الفلسطيني بين سنوات (1934 -1943).

 باختصار: أوفد رضوان الحلو في عام 1928، في بعثة حزبية الى موسكو حيث دخل المعهد الشيوعي لمدة ثلاث سنوات، عاد بعدها ليشارك في أعمال المؤتمر السابع للحزب الشيوعي اليهودي، عمليا انتخب عضوا في اللجنة المركزية، وعضوا في المكتب السياسي ليصبح في عام 1934 أمينا عاما للحزب وذلك بموجب قرار تعريب الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي قرره الكومنترن الشيوعي، وفرضه على القيادة اليهودية للحزب، وبقي في منصبه حتى عام 1943-عمليا كان قائدا شكليا وكان أصحاب القرار هم الرفاق اليهود، وبالتأكيد دون ان يجري التشاور مع رضوان الحلو. الحزب كان بأكثرية يهودية، وانشق عام 1940 بسبب رفض اغلبية الحزب وجود قيادة عربية بينما العرب اقلية في الحزب، وكان لموضوع ثورة 1936 الفلسطينية ضد الاستعمار البريطاني ورفض الفلسطينيين لوعد بلفور بإقامة دولة يهودية في وطنهم أحد الأسباب الجوهرية للانشقاق. 

بعد إقامة إسرائيل توحد الحزبان الشيوعيان، عصبة التحرر الوطني الفلسطيني والحزب الشيوعي الفلسطيني (اليهودي) عام 1952 تحت اسم "الحزب الشيوعي الإسرائيلي"، أي ان فلسطين أصبحت في خبر كان، طبعا انتخبت سكرتير عام يهودي هو صموئيل ميكونس، العرب أصبحوا أقلية في وطنهم ولم تعد ضرورة ليفرض الكومنترن قيادة عربية.

 نعود الى صفحات التاريخ وما كشفه الباحثون من حقائق تتناقض مع كل الفكر الشيوعي، او حتى الإنساني البسيط: كان للحزب الشيوعي اليهودي نشاطا صهيونيا مباشرا لا يقل أهمية عن سائر التنظيمات الصهيونية السياسية والعسكرية، من اجل إقامة دولة يهودية، عمليا على حساب أرض الشعب الفلسطيني، وهدم بلداته (هدمت 540 بلدة) وتشريد الشعب الفلسطيني، وارتكبت مجازر عديدة ضده أبرزها مجزرة دير ياسين. لم تقع بيدي أي وثيقة شيوعية (من الحزب الشيوعي اليهودي) تستنكر تشريد الشعب الفلسطيني او رفض هدم بلداته او شجب المذابح التي ارتكبت بحقه. من يملك مثل تلك الوثائق آمل ان يكشفها، على الأقل حتى لا نظلم رفاقنا الشيوعيين العرب. كذلك لم يعد سرا ان الشيوعيين اليهود كانوا وراء عقد صفقات أسلحة من الاتحاد السوفييتي ودول المعسكر الاشتراكي، بكميات هائلة كان لها دورا هاما ومصيريا في تنفيذ المشروع الصهيوني، أي احتلال فلسطين وتشريد شعبها وإقامة دولة إسرائيل.    

بروفسور ايلي بار-نفي يكشف في مقدمته لكتاب "إسرائيل مستقبل مشكوك فيه"، أن الجميع يعرف أن الصهيونيـة السـياسـيـة انقسـمت منذ بدايتها إلى تيارات متنافسـة، تُمثل تيار المركز وتيار اليمين وبالأسـاس تيار اليسـار. كل تيار انقسـم إلى روافد أيديولوجية مختلفـة، ويُضيف أن كل تيار وجد لنفسـه أسـباب ارتباطـه بالصهيونيـة، التي يصفها أنها "أيديولوجية أوروبيـة" وأنها حسـب قول كورت بلومنفلد أحد قادة الحركة الصهيونيـة: "الصهيونية هي هديـة أوروبا لليهود"

يُصنف بروفسور ايلي بار-نفي التيارات الصهيونية التي برزت في ذلك الوقت ـــ عملياً الأحزاب الإسرائيلية اليوم هي استمرار لها، لكنه يبدو استمرار أقرب لصورة المسخ. يكتب:"الصهيونيون الماركسيون (أي الشيوعيين اليهود-نبيل) وصفوا الضرورة العاجلة لإيقاف الهرم الاجتماعي اليهودي على قدميه (أي بناء الدولة ــ نبيل) من أجل إفساح المجال لنشوء حرب الطبقات (الفكرة الماركسية للثورة الاشتراكية ــ نبيل)، هذا النشوء لا يمكن أن يتطور إلا بدولة قومية (في حالتنا إقامة دولة يهودية ــ أين ستقوم هذه الدولة؟ طبعا ليس في المريخ، وماذا عن مصير أصحاب الأرض وأصحاب الوطن الفلسطينيين؟ كان واضحا ان عملية التطهير العرقي هي الحل. راجعوا كتاب ايلان بابه "التطهير العرقي في فلسطين" -نبيل)، تيار الاشتراكيين غير الماركسيين رأوا أمراً عظيماً في العودة إلى العمل في الأرض والعمل اليدوي. اليمين القومي أراد التوحد من جديد مع الشرف المفقود للشعب المقاتل، الصهاينة الروحانيين أرادوا أن يُنقذوا اليهود من الذوبان داخل الشعوب بأن يؤمنوا لهم مركزاً روحانياً في وطن الآباء".

لا أرى استمراراً في إسرائيل لهذه التيارات حسب منشأها. الماركسيون الصهيونيون اليهود اتحدوا بحزب شيوعي إسرائيلي مع الشيوعيين العرب. ثم انشق الجناح اليهودي في الحزب الشيوعي بدوافع قومية (صهيونية) في بداية سنوات السبعين وكان بقيادة السكرتير العام صموئيل ميكونس وعضو المكتب السياسي موشيه سنيه وقسم كبير من قيادة الحزب اليهود.

 من الواضح تماما ان الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي اقيم عام 1919، من ماركسيين يهود، كان حزبا صهيونيا عمل ونشط بشكل واسع ومؤثر لإقامة دولة إسرائيل، وساهم قادته بتوفير صفقات السلاح الكبيرة من المعسكر الاشتراكي اثناء ما يسمى "حرب الاستقلال"، ويذكر ان الاتحاد السوفييتي ايد قرار التقسيم وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وجند الشيوعيين اليهود آنذاك الدعم السوفييتي واليساري الدولي لإقامة دولة إسرائيل. في الجانب الفلسطيني العربي نشطت عصبة التحرر الوطني الفلسطيني التي تعتبر الحزب الشيوعي العربي، ويجب عدم الخلط بين الحزبين، ولا اعرف ما هي علاقاتها مع الحزب الشيوعي اليهودي، وهل اعلان الوحدة بين عصبة التحرر الوطني والحزب الشيوعي اليهودي بعد إقامة اسرائيل، كان على معرفة من الشيوعيين العرب بدوره الصهيوني في إقامة إسرائيل ونكبة الشعب الفلسطيني، خاصة وان قادة الحزب الشيوعي اليهودي نشطوا بجلب السلاح من الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية الدائرة في فلكه، الذي شكل دعما عسكريا هاما وربما حاسما، في إقامة دولة إسرائيل وتشريد الشعب الفلسطيني، عدا ما ارتكب من مجازر وهدم 540 بلدة فلسطينية؟ او هي أوامر الكومنتيرن الشيوعي في موسكو، عمليا أوامر ستالين بأن يتحدوا؟

 رغم إني لا اعرف إذا كان هناك تعاون وثيق بينهما قبل الوحدة، كل هذه أحزاب اختفت عن الساحة السياسية، الحزب الشيوعي الإسرائيلي الحالي يُعتبر رسمياً حزباً يهودياً عربياً غير صهيوني (ربما شكليا فقط)، لكنه لم يوفر مناسبة استقلال إسرائيل دون تهنئة رسمية للشعب اليهودي بإقامة دولته، ولم أقرا باي تهنئة، ان استقلال إسرائيل هو نكبة الشعب الفلسطيني .. بل صيغة من نوع رفع العتب عن حق الفلسطينيين بدولة مستقلة، فهل يقبل الشيوعيين اليهود العودة لقرار التقسيم؟

بعد انشقاق الحزب الشيوعي الاسرائيلي عام 1975، لم اعد اقرأ تهاني باستقلال إسرائيل. فهل كان يفرضها التيار الصهيوني بقيادة صموئيل ميكونس وموشيه سنيه؟

  لا اعرف مدى رفض ما تبقى من رفاق يهود للصهيونية، ومجرد قدومهم الى إسرائيل هو تنفيذ للمشروع الصهيوني، اذ تبين لي من حوار مع رفيق شيوعي قديم، كان قائدا للشبيبة الشيوعية وعضو قيادة الحزب الشيوعي، بانه يرفض توجيه نقد لزعيم الاتحاد السوفييتي الأسبق ستالين، حول تشويهه للماركسية، وتنفيذه سياسة استبدادية لا تمت بصلة لفكر ماركس، بقوله لي مباشرة بلقاء قبل بضعة أشهر في ندوة بمدينة تل ابيب: "انه لولا ستالين لما قامت دولة إسرائيل" فهل كان شيوعيا لهذا السبب؟

المؤرخ الفلسطيني ابن حيفا بولس فرح، كان شيوعيا واختلف مع قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي وفصل على الأغلب لرفضه سياسة الحزب الشيوعي الصهيونية، يقول في كتابه "من العثمانية إلى الدولة العبرية" عن رفاق الحزب الشيوعي "كانوا اشتراكيين لا أشك في اشتراكيتهم ولكنهم صهاينة قبل كل شيء وكانوا مثلهم مثل الشيوعيين الصهاينة لم أشك في شيوعيتهم". ويضيف: "أن الشيوعيين الصهاينة لم يقبلوا بالصهيونية كأيديولوجية وممارسة، لكنهم رغبوا في النظام الشيوعي في دولة اليهود التي كانوا يترقبون ولادتها ليتخلصوا من تناقضاتهم التي كانت تتصارع في نفوسهم".

في كتاب "فؤاد نصار نضال ومواقف" للمناضل الشيوعي نعيم الأشهب (فؤاد نصار من قادة عصبة التحرر الوطني الفلسطيني ، وهو ابن مدينة الناصرة، ومؤسس الحزب الشيوعي الأردني بعد النكبة) كتب: " حاول السوفييت بعد العدوان الثلاثي على مصر خريف 1956 الذي لعبت فيه إسرائيل سنن الرمح وقد أدركوا خطورة الدور العدواني لإسرائيل في المنطقة، وخطره على سلام العالم، حاولوا اعتراض هذا الدور بتشجيع آفاق مقبولة لتسوية القضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر النزاع العربي ـ الإسرائيلي، فقاموا بترتيب لقاء في موسكو عام 1958، ضم "أبو خالد" فؤاد نصار، مؤسس وأمين أول الحزب الشيوعي الأردني  وصموئيل ميكونس، سكرتير عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي، لكن هذا الاجتماع فشل وانهار بسبب الخلاف على أساس التسوية للقضية الفلسطينية. فيما أصر فؤاد نصار آنذاك على ضرورة تنفيذ قرار التقسيم لعام 1947، فإن ميكونس اعتبر أن الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل تجاوزا على قرار التقسيم انتهى أمرها، حيث غدت مأهولة بمهاجرين يهود جدد، وبالتالي، لم يعد ممكنا تغيير هذا الواقع القائم". أي إصرار شيوعي على الاحتلال والتوسع وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية. المستهجن ان أخبار وتفاصيل ذلك الاجتماع لم تنشر، هذا ما قاله فؤاد نصار أيضا على مسمعي ومسمع رفاق آخرين حيث التقيناه في موسكو بالمدرسة الحزبية عام 1970، اعتقد انه لم يلتق بعد ذلك بصموئيل ميكونس اطلاقا قبل ان ينشق وبعد ان انشق. لكنه لم يضف أي انتقاد، بل شعرنا بمرارته ولم نستوعب وقتها الموضوع برمته، حتى قرأته في كتاب نعيم الأشهب بالتفصيل. لماذا تجاهلته الأدبيات الشيوعية عندنا، وإذا نشرت تفاصيل ذلك اللقاء اين نشرت؟

 بعد انشقاق التيار الصهيوني بقيادة ميكونس وسنيه عام 1975، عمليا جرى القضاء على مكانة الحزب الشيوعي في الوسط اليهودي، والسؤال الذي انتظر الإجابة عليه، هل كان الانشقاق بهدف تنظيف الحزب الشيوعي من رفاقه اليهود؟ أي خنق الأصوات اليهودية التي كانت تنادي بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة في المناطق التي احتلت عام 1967؟

من الواضح أن كل النظريات الصهيونية تطورت في فترة سيادة مبدأ الفكر القومي الذي أوجدته الثورة الفرنسية، وأصبح نموذجاً لكل المتعلمين، وكان التعريف السائد أن مميزات القومية هي اللغة، الأرض، الثقافة والذاكرة المشتركة، بفضل هذه المميزات يُصبح كل شعب جديراً "بحق تقرير المصير" في إطار دولة قومية هي التعبير القانوني الأعلى لوجوده. الم يكن للشعب الفلسطيني نفس تلك المركبات وأكثر تبلورا وجوهرية؟

بما أن اليهود كانت لهم عدة صفات مشـتركـة، أهمها لغـة مشـتركـة هي لغـة "الإيديـش" ـــــ منتشـرة في أوروبا والولايات المتحدة، و(إسـرائيل) طبعاً  الدين الذي يعتمد على أسـاطير منقولـة معظمها عن أسـاطير بلاد ما بين النهرين وتُشـكل جوهر التوراة اليهوديـة وعلى أسـاسـها نشـأت الذاكرة الجماعيـة حول فكرة "أرض الميعاد"، التي هي قصص خرافيـة، بينما نجد أن المجتمع اليهودي في (إسـرائيل) متناقض في تركيبتـه بمجالات أسـاسـيـة عديدة؛ الثقافـة تختلف حسـب اختلاف بلاد الهجرة، التقاليد تختلف، المسـتوى التعليمي يختلف، لا شـيء مشـترك مثلاً بين يهود الشـرق ويهود الغرب، لا لغـة، لا ثقافـة لا فنون لا مسـتوى تعليم ولا مسـتوى حياة ولا نهج اجتماعي. السـؤال: هل يمكن أن تُصبح الأسـطورة الدينيـة قاعدة لشـرعيـة طرد شـعب من أرضـه وإحضار شـعب آخر بدلاً منـه!؟

نجحت الصهيونية بدعم الدول الإمبريالية ودول المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي بإقامة دولة (إسرائيل)، لننتبه أن اليسار أيضاً بكل أحزابه بما فيها الأحزاب الشيوعية، الخاضعة للاتحاد السوفييتي دعموا وأيدوا بحماس إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، بظنهم أنها ستكون دولة اشتراكية، الأحزاب المسيطرة آنذاك هي أحزاب اشتراكية ديموقراطية (حزب مباي بقيادة بن غوريون) بل وبعضها يدعي الماركسية اللينينية مثل حزب مبام (حزب العمال الموحد) وطبعا الحزب الشيوعي اليهودي.

لا بد أن أُشير إلى أن تطوير اقتصاد مشترك وعلوم إلى جانب بناء جيش قوي، والتربية العنصرية بامتياز، كان وراء النجاح بتطوير قومية إسرائيلية ـــــ يهودية من يهود الشتات.

المقارنة مع البدايات الصهيونية تُظهر أن الحياة الحزبية في (إسرائيل) تفقد حيويتها، الأحزاب تفقد ما يُميزها، إن ظاهرة الوقوف الشامل لكل التيارات السياسية تقريباً، مع أي حكومة بدون تردد، في أي أزمة ناشئة، وخاصة بموضوع الأمن والحرب، أو من النزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني، بحيث تصبح جميع الأحزاب في "خُرج" واحد، من اليمين الفاشي والديني المتطرف وصولاً إلى من يدعي اليسار ـــــ ما عدا حزب (ميرتس) الصغير ـــــ هي حالة لا تُشرف الأحزاب الإسرائيلية، وتُظهر عبث التمييز بين حزب صهيوني يميني متطرف أو ديني متطرف وحزب يدعي الاشتراكية الديمقراطية أو أنه يُمثل خط وسطي أو يسار وسط.

مجتمع يفتقد للتعددية والحوار حول قضايا مصيرية بين أحزابه، وكل معارض يوصم بالخيانة القومية، حتى لو كان رئيساً للحكومة مثل (رابين)، هو مجتمع مندفع في منحدر بدون فرامل.

نبيل عودة

[email protected]