رحلوا المناضلين بصمت

بقلم: عباس الجمعة

مناضلين رحلوا في سفر النضال الوطني الفلسطيني، كانوا في مدرسة الكفاح رواد في الثورة ، التحموا بالفقراء من هذا الشعب وكانوا زاهدين في الحياة،لم تتسلل إليهم أمراض من بذخ وترف ومحسوبيات واستعراضات، هم المناضلون حسن نمر فرحات، "أبو نمر" والشيخ محمد نمر يوسف وموسى احمد اليوسف ومحمد رشيد الموسى " ابو عرب " واحمد مصطفى، هؤلاء من عمالقة فلسطينيي المخيمات ناضلوا وقاتلوا في فصائل الثورة الفلسطينية وهم يحملون هموم شعبهم وتفاصيل قضيتهم الوطنية في ساحات النضال لا يميزون بين العمل التنظيمي والسياسي والعسكري و بين فعالية وطنية او قومية او اممية لهذه الجهة او تلك ،كانت المخيمات تختصر احلامهم واوجاعهم يشاركون في كافة الفعاليات الوطنية دون استعراض ،لم يستشهدوا على تخوم الضفة والقدس وغزة ولكنهم استشهدوا اثر ازمات وامراض فتكت بهم ، لانهم رواد في العمل الوطني مؤمنون بالوحدة الوطنية ،انهم سنديانة عمالقة للثورة، ومن الذين قادوا عمليات بطولية ضد الاحتلال وتصدوا للعدوان والاجتياحات الصهيونية للبنان منذ السبعينات والاجتياحات عام 1987 و1982 ، حيث اكدوا للعالم بأن ثورتنا ستمارس كل أشكال النضال حتى يستيقظ العالم وضميره إلى مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة، لن يكون هناك سلام بالمطلق في المنطقة دون اقرار حقوق الشعب الفلسطيني.

رحل هؤلاء المناضلون في شهر رمضان لينضموا إلى قائمة العظماء وعمالقة الثورة أبو عمار وابو العباس والحكيم وأبو جهاد وابو اياد وابو الهول وابو علي مصطفى وطلعت يعقوب والشقاقي واحمد ياسين وسمير غوشة وابو احمد حلب وسعيد اليوسف وغيرهم، هؤلاء القادة رحلت أجسادهم ولكن بقيت أفعالهم وأعمالهم وسيرهم وتاريخهم النضالي والثوري.

من هنا نقول لقد رحلوا هؤلاء المناضلون في تلك اللحظة الخطيرة التي تعيشه القضية الفلسطينية، حيث تزداد فيها معاناة شعبنا جراء استمرار الاحتلال في جرائمه وسياساته ومخططاته وسيطرته على مجمل مفاصل الحياة في ظل الانهيار والتخاذل العربي، الا ان الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة أثبت من جديد انه قادر على الإبداع و الابتكار، من خلال ما يقدمه من أشكال جديدة في النضال الفلسطيني لمواجهة عنصرية و همجية المحتل وصفقة القرن، مؤكدا لن يقبل بأي محاولات يمكن تمريرها لتصفية القضية الفلسطينية.

أن المسيرات الشعبية و المقاومة الشعبية ستتواصل، لا سيما أنها حق كفلته الأعراف و المواثيق الدولية للشعب الفلسطيني، للمطالبة بحقه في تقرير المصير و عودته الى أراضيه المحتلة، و من خلالها سيتم اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وان المسيرات الشعبية والمقاومة قبرت صفقة القرن و المشاريع المشبوهة التي تسعى لتصفية القضية، و تصفية حق العودة.

نعم المناضلون حسن نمر فرحات" أبو نمر" والشيخ محمد نمر يوسف وموسى احمد اليوسف ومحمد رشيد الموسى " ابو عرب " واحمد مصطفى يتطلعون اليوم للجميع بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وترجمة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثالثة والعشرون ومواصلة الكفاح والنضال والتمسك بحق العودة والقدس عاصمة لدولة فلسطين.

ختاما رحلوا المناضلون الخمسة أجساداً وبقيت ذكرهم معاني ودروس وتجارب في سفر نضالنا الوطني وتاريخ الثورة الفلسطينية، فهم من فصائل مختلفة ولكن سيرتهم ستبقى النبراس الذي تهتدي به أجيال شعبنا المتعاقبة،لانهم كانوا مناضلون في زمن كانت فيه التضحية والانتماء هي عناوين المرحلة،زمن كان يدفع فيه ثمن الانتماء دماً وتضحيات، زمن كله مغارم وليس فيه مغانم وهمية،ومن يحتاج إلى رجال ومناضلين من طراز خاص،رحلوا عن الحياة بصمت الذي حملهم إلى عليين وهم يتطلعون إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الإنقسام البغيض وانتزاع الحقوق الفلسطينية العادلة اي حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

بقلم/ عباس الجمعة