غزة..... وفشل التلاعب بها!!!

بقلم: وفيق زنداح

الوقائع السياسية ...ومجريات الاحداث..... وما يجري من تسريبات هنا وهناك يدلل على ان هناك شي ما يجري التلاعب به ...... من خلال مخطط مدروس ومدبر لاستنزاف طاقاتنا المتبقية لدينا ..... وتفتيت وحدتنا وما تبقي منها ....وتفريغ المخزون الذي لدينا ....وعلى كافة المستويات والصعد .
ما يؤخذ من غزة بالمعني الانساني وعبر مسيرة النضال ....وما تم تقديمه على مذبح الحرية ....أقل بكثير مما يقدم لها ..... فالدماء التي تسيل والارواح التي تسقط والجرحي الفاقدين لأطرافهم .....أكبر وأعظم من كل حديث ....ومن كل موقف ومن كل دعم مالي واغاثي وانساني .
غزة عندما أخذت على عاتقها مهام النضال الوطني منذ خمسينيات القرن الماضي...... لم تنتظر مساعدات من أحد ولا تسعي لاغاثتها ...... بل اختزلت مساعيها الوطنية لأجل الحقوق الوطنية ..... وعودة اهلنا الذين تم تهجيرهم من خلال قوة الارهاب العنصري الصهيوني ....والذين تجمع معظمهم داخل القطاع .
النضال والتضحية والفداء بأغلي ما نملك من أرواح شبابنا وفتياتنا لا يعوضه شيء..... بأقل من الحرية والسيادة والدولة المستقلة بعاصمتها القدس
لكن سيبقي السؤال لماذا يتم الان التلاعب بغزة وأهلها ؟!! .
باختصار شديد .....وبكلمات مقتضبة ومختصرة...... ودون تمهيد فالانقسام الاسود افضل ....واقع ومناخ لتمرير صفقة القرن .
هذه هي الحقيقة..... ومهما اجتهد المجتهدين ....ومهما حاول فلاسفة السياسة والناطقين أن يبرروا لأنفسهم أن الانقسام ضرورة ....وأن المصالحة بعيدة المنال .....وأنها اصبحت شبه مستحيلة ...... هذا يعني وبصريح العبارة..... أن غزة يدبر لها مخطط كبير لانتزاعها من الوطن ..... وعزلها وشعبها في اتون مستقبل مجهول ..... لا يعرف مداه .... ولا نتائجه المخيفة .
الانقسام الاسود ....تاريخ أسود ....ويحتاج الي ارادة سياسية وطنية ..... والي روح المسئولية التاريخية .... والي اقرار نهائي بخطيئة ما ارتكب..... وعدم العودة اليه .....وأنه جريمة وطنية بحق القضية والشعب .... وأن الاستمرار بالأمر الواقع يعتبر أكثر الجرائم وأبشعها والتي لها ما بعدها .....اذا ما تبقي لنا شيء يمكن أن نتحدث عنه .....ما بعد الكوارث والازمات المتفاقمة التي وصل اليها شعبنا داخل القطاع ..... والتي يصعب حصرها بمقال في ظل معدل بطالة عالية ..... وفقر وصل الي أعلي مستوياته..... والي سلوكيات وانحرافات وادمان وانتحار وأمراض نفسية وتفكك اجتماعي ووطني..... وصل الي حد الخطر الشديد .... والذي نخجل من الحديث عنه ....بل نحاول قدر استطاعه كل منا ان نخفف من حدته ومخاطره ....وأخطاره المحدقة .
لا يعقل أن نؤخذ قصرا لمربعات الجوع والفقر والمرض..... لأجل تحقيق مكاسب سياسية فصائلية .
لا يجوز الارتهان والوقوف طويلا لحل كافة المعضلات والاشكاليات والعلاقات .....وتحقيق المكاسب والوقوف على ابواب الانقسام ....وكأنها النهاية الحتمية .....والملاذ الاخير .
كل ما يقال ....وما يجري الحديث عنه من مبادرات ومشروعات وحتى تصريحات من هنا وهناك لا تسمن ولا تغني من جوع ..... ما بعد 12عام جعلوا من غزة كرة تتقاذفها الارجل ....وجعلوا منها موضوعا على السنة المتحدثين .....وعلى طاولة المساعدين والمغيثين والمنقذين ومن يمتلكون أعلي درجات الانسانية بكلامهم وتصريحاتهم..... والذين يشكلون السبب والنتيجة..... على ما نحن عليه من احتلال وضياع للحقوق ....وتسهيل لعدو مجرم باستمرار اجرامه واغتصابه واستيطانه .
كلام بالهواء ...وباتجاه واحد ...ومشروعات اغاثة فارغة ....وضخ للأموال..... لا نعرف الي اين سيتم ضخها ....ومشاريع وهمية يكثر الحديث حولها .....حول جزيرة في البحر ....ومدن صناعية.... ومطار وميناء ....الحقيقة انهم يضحكون علينا..... ويستغلون ظروفنا وأحوالنا ويتلاعبون بنا ....واخذوا يقسمون بيننا حتى تقسيم المقسم ...... حتى في محور المقاومة .....ما بين المتعاطين بالسياسة .....وكأن هناك فصل ما بين السياسة والمقاومة .....باعتبار ان النضال له اشكاله العديدة ووسائله المتعددة .
السياسة قائمة ..... والمقاومة مطلوبة ...والحقوق ثابتة ....والوحدة وانهاء الانقسام يجب أن يتحقق بصورة ملزمة .....وان نخرج من هذه المسرحية الهزلية ....وهذا الكبرياء الزائف والمقزز ....والذي لا طائل منه .... في ظل المستفيد الوحيد والأوحد .....هذا الكيان الغاصب الذي ينهب الارض ....ويهودها..... ويجعل من الاستيطان والمستوطنين وكأنهم جزء من هذه الدولة المغتصبة ....وما يصرح به أحد المتطرفين في الحكومة الارهابية العنصرية...... أن الضفة الغربية ستكون جزء من دولة الكيان .
وما المانع في ظل احوالنا وانقسامنا ....واستمرار التلاعب بنا ؟؟!!....والجميع فينا خاسر .....وليس منا من رابح ....وليس منا من هو امن في ظل العدوان والتهديد والحصار..... واستمرار فرض العقوبات الاسرائيلية ....كما العقوبات والمناكفات فيما بيننا..... والتي تهبط العزائم..... وتقتل النفس الانسانية والوطنية ....وتزيد من الجرح وتجعل كل منا بحالة يأس واحباط .
أن يصل الحال بغزة هاشم ....غزة العزة والكرامة .....أن تستجدي طعامها ....وأن تستجدي رواتبها ومخصصاتها .....وأن يقذف بفتات الموائد عليها ..... لكسر ارادة شعب الجبارين .....وكسر تاريخ نضال طويل ....لا يمكن القبول به ....ويجب الخلاص منه بكافة الطرق وبأي اسلوب ونتيجة .
هل هكذا سننهي تاريخنا ونضالنا وتضحيات شعبنا ؟؟!! ..... مجرم من لا يعمل بكل قوته لانهاء الانقسام الاسود ..... ومجرم من لا يعمل على ممارسة أقصي الضغوط لارجاع الاطراف الي ناصية الصواب ..... مجرم من يحاول ان يعزز الانقسام .....وأن يتلاعب بالالفاظ.... ومن خلال التصريحات ....وأمام الكاميرات لاقناع الرأي العام ان ما وصلنا اليه نتيجة طبيعية ..... بل نتيجة حتمية...... والخلاص شبه مستحيل.... ان لم يكن المستحيل كله .
المجرمون كثر .... والمستفيدون كثر..... ويزداد عددهم ولا رحمة بقلوبهم ....ولا ضمير يوقفهم عند حدهم ...مصالحهم طاغية ...... على كل صرخات الأطفال الجائعة ......واهات وانين المحرومين والمتألمين ..... من المرضي الذين لا يجدون علاجهم وشفائهم ..... في وطنهم .
مشهد مخزي وعار علينا جميعا .....وليس فينا من يمكن أن يخرج عن صورة هذا العار...... لان الجميع وقد شارك بطريقة أو بأخري في ايصالنا الي هذا الحد المخزي ..... وطنيا وتاريخيا وانسانيا ....والذي جعل القتلة والمأجورين يتباكون علينا بكاء التماسيح ....ويعقدون الاجتماعات في واشنطن وتل ابيب لايجاد الحلول لنا .....ومعالجة اوضاعنا و ازماتنا من خلال ما يدعون ...وما يكذبون وما يضللون به الرأي العام...... وما يحاولون من خلاله التغطية على جرائمهم وقتلهم لأبنائنا ...... ومحاصرتهم لقطاعنا الحبيب وهم قوة الاحتلال ..... والمسئول الاول عن كل ما يجري طالما استمر الاحتلال ولا زال قائما ..... بالبر والجو والبحر .
ما يجري ضدنا لا يقابل من قبلنا بما يجب علينا فعله .....لذا أقول كفي بالله عليكم .....فلقد أوصلتم شعبكم لمرحلة التسول ....وأنتم بغياب عن مسئولياتكم ......وكل منكم يحمل الاخر المسئولية ....وكل شاطر بشطارته ....وبألة اعلامه ....وبعدد الناطقين والمتحدثين لخداع الرأي العام وتضليه .
أقول لكم الرأي العام يعرف الحقيقة تماما ....والصورة والمشهد امام اعينه بالكامل ,.....ويعرف المخطئ..... كما يعرف الصائب بمواقفه ..... كما يعرف المجرم والقاتل .....شعبنا وقد تعدي مرحلة المراهقة السياسية .....ودخل لمرحلة الاحتراف السياسي ....والذي يصعب على اللاعبين التلاعب به .....ويجعل منهم أقزام أمام وعيه وقدرته على معرفة الحقيقة ....وكشف الاكاذيب .
المسألة واحدة ....والقضية واحدة .... والمخرج واحد ووحيد ....فاما انهاء الانقسام الاسود...... واما فالقادم سيكون خسارة للجميع ....ونحن لا نقبل بخسارتنا .....ولا بخسارة أحد منا ..... والتي لا يمكن أن تعوض بمبادرات المساعدة والاغاثة الانسانية...... والسلام الاقتصادي والذي سيشطب القضية الوطنية من أساسها..... وسيجعلنا مجرد أقلية ..... ساعية لطعامها ......وليس شعب يتطلع لحريته ودولته.....
فعلينا الاختيار !!!
الكاتب : وفيق زنداح