الذكرى السنوية لرحيل الشهيد البطل نشأت محمد طلب يحيى

بقلم: سامي إبراهيم فودة

قال تعالى:"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا"...
كم أنتم عظماء أيها الشهداء في زمن التخاذل والغدر والخيانة فلقد ترجلتم عن صهوة جوادكم لترحلوا عن عالمنا وأنتم شامخين الهامات ومرفوعين الرأس أمام حقد الطغيان وجبروت القتلة المأجورين,فكم هي عصية كلماتي على إيفائكم وإعطاء حقكم أيها الشهيد نشأت فهذا قدر الله أيها العظماء أن ترحلوا سريعاً تجاه الفردوس إلى جوار ربكم مع العليين والصديقين...
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الشمال والذي ارتقى شهيداً بفعل الانقلاب الأسود,على يد الغدر والإثم والخيانة أنه الشهيد البطل / نشأت محمد طلب يحيى ابن كتائب شهداء الأقصى- مجموعات الشهيد أيمن جودة...
نشأت محمد طلب يحيى "أبو محمد"
تاريخ الميلاد/26/12/1975م
البلدة الأصلية /قرية برير
مكان السكن /معسكر جباليا شارع السكة
المؤهل العلمي/ثانوية عامة
الحالة الاجتماعية /متزوج يعيل أربع بنات ولد وهم/ محمد- نغم – نشوى- رواند - نورهان
العائلة/ تتكون من الأم والأب الذين هم في ذمة الله"وله ستة الأخوة وأربع بنات ويأتي الشهيد ترتيبه الأخير في الأولاد
المهنة/ شرطي في الدوريات الخارجية في غزة
التحق بجهاز الشرطة 1994م دورة الكرامة
تاريخ الاستشهاد / - 13/6/2007م الموافق يوم الثلاثاء
مكان الاستشهاد/ جبل الكاشف بالقرب من الإدارة المدنية
أدوات جريمة القتل/ سلاح كلاشنكوف "تم إطلاق نار عليه من نقطة الصفر قرابة أربع وثلاثين طلق ناري في الأرجل
عمل في صقور الفتح مع المناضل جاد الله السبع والمناضل رائد أبو الحصين,
التحق مع بداية الانتفاضة لصفوف كتائب شهداء الأقصى التابعة للأخ الشهيد أيمن جودة وكان معه الأخ رياض الشنباري والأخ طلال يحيى مسئولاً عنهم حتى تم عملية استشهاده
مناقب الشهيد/ تميز شهيدنا البطل نشأت بعلاقته الطيبة مع والديه فكان ابناً بارا مطيعاً لهما وكان على علاقة حميمة مع إخوته وأخواته وأقاربه وجيرانه من القريب والبعيد منهم ومن عاشرة وآنسه عن قرب كان ملتزماً في المسجد منذ صغره ومواظب على أداة الصلاة في ميعادها وكان يصوم شهر رمضان وهو في سن الطفولة وعمره لم يتعدي الحادية عشر..
كيفية اغتيال الشهيد نشأت يحيى/
لقد تمكنت مجموعات مسلحة تابعة لحركة حماس من الوصول إلى جبل الكاشف وتمشيط المكان ومداهمة منزل يعود لعائلة أبو الجديان حيث تم العثور على مجموعة من عناصر الأمن الوطني والاستخبارات وبمعرفة المجموعات المسلحة جري تهريب من أرادوا تهريبهم وإعدام من أرادوا إعدامهم بدم بارد في المكان وجرى إلقاء القبض على الشهيد نشأت محمد طلب يحيى وإعدامه على الاسم حيث قاموا بإطلاق النار على رجليه ورغم الإصابة حاول الزحف لمسافة 50 متر وضمد جرحه من خلال بلوزته السوداء,ولم يكتفوا بإصابته بل قاموا بإطلاق الرصاص مرة أخرى على رجليه بالقرب من منطقة الحوض وهو مخضب بدمائه الطاهرة وتم أخذه وهو مصاب وضعوه في مخزن بالقرب من دوار الجرن إلا أن الناس والإسعاف أخذوا وهو ومن معه من المصابين إلى مستشفى الشهيد /كمال عدوان وتم وضع له جرعة دم البلازما وأصبحت تنزل وقد وضع له وحدات الدم الدكتور "محمد ظاهر" وهو قريب له...
وقد تم تهريبه من مستشفى الشهيد /كمال عدوان باسم الجبهة الشعبية عن طريق سائق الإسعاف أبو سعدة مع أبو شمس جابر وهو زوج ابنه عمته خوفاً من الإجهاز عليه مرة أخرى وفي الطريق تم توقيف الإسعاف بالقرب من دوار الغفري لمدة 20 دقيقة حتى نفذت وحدات الدم وتم نقله لدار الشفاء وتم وضع جثمانه فوق عشرات الجثث التي كانت موجودة بسيارة الإسعاف ولم يتم إجراء إسعافهم,والغالبية منهم ليس شهداء بل كانوا مصابين وعلى قيد الحياة مخضبين بدمائهم..
حيث قام احد الأصدقاء بإبلاغ أهل الشهيد بإن الشهيد مصاب وفي اليوم الثاني من صباح يوم الأربعاء 13/6/ جاء خبر نبأ استشهاد الشهيد نشأت وقد توجهت الوالدة وزوجته إلى دار الشفاء مع سيارة البلدية قريب له جابر ظاهر بإحضاره من دار الشفاء ولم يتمكنوا الإخوة المطاردين" زهير وناهض وطلال وعدنان ونائل" من الذهاب إلى مستشفى الشفاء لرؤيته بسبب مطاردتهم من قبل أجهزة حماس وكانوا مطلوبين للقتل وتم إحضار جثمان الشهيد وجرى التدخل من بعض الأقارب للشهيد بالتوسط للإخوة المطاردين بحضور جنازة الشهيد وأعطوا مهلة ثلاثة أيام فقط للمشاركة بالجنازة وقد تم الصلاة عليه في جامع المقبرة الشرقية ووارى الثرى في مقبرة الشهداء عن عمر يناهز 32عاما...
المجد كل المجد لشهيدنا البطل نشأت يحيى ابن كتائب شهداء الأقصى
المجد والخلود والوفاء لشهدائنا الأبرار..
والحرية لأسرانا البواسل ...
والشفاء العاجل لجرحانا الأوفياء..


بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة