من يقرأ الصحف السعودية أو “المسعدنة” بالريال، يفترض أن ما يقرأه عن المعارك والهجمات العسكرية التي تشارك فيها جيوش مملكة الصمت والذهب مع أساطيل دولة الامارات العربية المتحدة على مدينة الحديدة اليمنية التي يزيد عدد سكانها عن سكان هذه “الدولة” وبعض المملكة، يفترض او يخيل اليه أن الحديث انما يجري عن تحرير فلسطين، وان الحرب التي تخاض هي مع العدو الاسرائيلي.
حتى هذه اللحظة لم يعرف المواطن العربي اسباب هذه الحرب الوحشية التي يشنها بدو النفط والغاز، بجيوش المرتزقة التي يمولونها ويسلحونها بالدبابات والمدفعية الثقيلة ثم يساندونها بالطيران الحربي، وماذا فعل اليمنيون ليستحقوا مثل هذا العقاب المدمر؟
كذلك فان هذا المواطن يفاجأ بالقوات العسكرية الجبارة لدولة الامارات والتي تضم اضافة إلى جيش البر اسطولاً بحرياً واسطولاً جوياً، مما مكنها من احتلال جزرة سوقطره، ثم “الجلاء” عنها بضغط سعودي، اذ يجب أن تسجل الانتصارات جميعاً باسم مملكة الصمت والذهب..
للوهلة الأولى يفترض القارئ او السامع أن الحرب، هنا، هي ضد العدو الاسرائيلي، او ضد مشروع الاحتلال الاميركي، او ضد “داعش” ومن معها من المنظمات الارهابية، ثم يكتشف انها الحرب ضد اليمن بشعبها الفقير واطفالها الذين تضربهم الكوليرا وحضارتها العريقة التي تستفز البدو البلا تاريخ، وان كان الله قد منّ عليهم بالدين الحنيف فاستثمروه في الحج والعمرة، وبنوا من حصيلته المساجد الفخمة ولا مصلين، الا متى حضر المصورون لتخليد ايمان “حامي الحرمين الشريفين”.. من المؤمنين!
هذه حرب لن تنتهي ولو دمر البدو معالم العمران في بلاد الحضارة الأولى، عربياً..
وليس حكام المملكة الذين نسَّبوا المملكة إلى عائلتهم، او اصحاب السمو في الصحراء التي جعلها النفط دولة، هم اهل الارض والتاريخ والعراقة والحضارة والعلم كما شعب الفتح العربي ـ الاسلامي.
انتصار السعوديين والإماراتيين سيكون اشبه بانتصارات هولاكو وتيمورلنك: تدمير الحضارة العربية ـ الاسلامية، والعودة بهذه الامة إلى نقطة الصفر..
طلال سلمان