مقالي تحليل ورؤيا شخصية من خلال متابعتي الدقيقة وقلقي على الأوضاع وحرصي أن لا ننزلق إلى ما يخطط في الغرف المظلمة ...
الحراك .. وما أدراك ما الحراك
ما نشاهده هو ضرب في المجهول خاصة أن الحراك كان عنوان التظاهرات في الأردن والذي أوصل البلد إلى بر الأمان بفضل الوعي وامتثال التجربة في الجوار والخوف الشديد من الدخول في ربيع عبري مؤكد
ولولا التوحد الشعبي الأردني والوعي الرسمي الذي كان صمام الأمان الذي حال دون نفاذ السم بالدسم وجعل الناس كلهم صفا واحدا في عدم حرف الحراك عن أهدافه مما جعل المدسوسين ينكشفون فحال دون إشعال نار الفتنة المخطط لها سلفا ، فانتهت الأمور لصالح الوطن بحل وسط أرضى الجميع .. فهنيئا للأردن
الحراك الفلسطيني
أما عندنا فكأني بمن يوجهون الحراك يريدونه إنتفاضة ضد السلطة في الضفة ويقابلة إنتفاضة ضد السلطة في غزة ( وما في حدا أحسن من حدا )
واليكن بحر من الدم لا قدر الله وهو أمر معد له من قبل الأعداء ولكن ما شاء الله فعل ، وعلى شعبنا ان يكون أكثر وعياً فالعدو الرئيسي هو الإحتلال
لم يكن هذا هو حلم أو طموح الفلسطينين على الاطلاق فالشعب الفلسطيني مغلوب على أمره وما عاد قادرا حتى على قول شيء والتمثيل الرسمي يقول
منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد..نقطة أول السطر.
ليس هناك شعب في العالم يرضى على نفسه الذل والمهانة خاصة من ذوي القربى
فما تعرض له شعبنا ناهيك عن الإحتلال من قبل عدو مجرم. فإن أقسى أنواع الظلم الذي يقع على الشعوب هو ما يقع جراء تحكم السلطات المحلية المكونة من أبناء نفس الشعب وقد حصل هذا في البلدان المجاورة وكانت النتائج وخيمة.
ولكن أن يحصل في فلسطين التي لاتزال تحت الإحتلال وشعبها لا يزال مطالبا بتكثيف جهوده للتحرر ، فهذا خارج سياق المنطق والعقل وطبيعة الأشياء .
إذا كان الفساد يستدعي لإنتفاضة الشعب الفلسطيني ضد السلطة , فالفساد لم يكن وليد اليوم أو قبل فترة وجيزة , بل هو منذ بداية عهد السلطة ففتح أخذت وبحكم غالبيتها معظم الوظائف ناهيك عن السيطرة الأمنية وكثير من الأمور
وأمور أخرى , لا داعي لذكرها وقد كان هناك حجة لأي فريق أن ينتفض ويطالب بحقوقه
وهنا أجد أن الكلام عن حراك ضد السلطة وفسادها فات موعده كثيرا
فمعظم القوى والتنظيمات بما فيها حماس والجبهة الشعبية سكتوا عن ذلك طيلة سنوات وانخرطت الجبهة في السلطة والمنظمة طيلة الفترات السابقة , ناهيك أن حماس إستلمت السلطة سلطة اوسلو الخيانية كما تقول الان
فقط عندما أصبح الأمر يمسهم ويمس تنظيماتهم أصبحنا نسمع منهم عن الفساد وغيره ..!
ويحاول البعض إستغلال العواطف تجاه غزة وشعبنا المظلوم هناك ,
ليحولوا الحراك إلى صدام وفتنة تأكل الأخضر واليابس
كنت أنا شخصيا أول من إنتفض على الفساد
علما أني كنت كادرا أصيلاً في فتح وكنت عضوا في السلطة ومنذ العام الأول ومعي الكثيرون من الفتحاويين صرخنا ضد الفساد, ولم أسكت ودفعت أثمانا باهظة من جهدي وعملي وتم فصلي , فلا يقل أحد أن الأمر كان لمصلحة خاصة , فلو كان لمصلحة خاصة لكنت اليوم في مقدمة فتح والسلطة والقيادة
فقط كان علي أن أسكت ..ولما كنت اليوم أقف على قارعة الطريق أستجدي لمساعدة المظلومين وعونهم وإحقاق الحق والعدل بين الناس ..!
ففي فلسطين كان قدر شعبنا مع حالتين من الحكم والسلطة والتسلط
فالسلطة التي تأسست بعد أوسلو والتي لها ما لها وعليها ما عليها وقد اخذت كل شيء فحركة فتح بعد المؤتمر السابع تحولت الى عائلة فتح الضيقة والمجلس الوطني نفس الشيء والشعب ما عاد سائلا ،فالضغوط عليه هائلة امام المؤامرات على القضية برمتها وموقف الرئيس تجاه ترانب وصفقته يرون فيه موقفا مشرفا ، وراضيين وعلى قولة ... سايرة والرب راعيها..
وإلى حد ما مسلكة ولولا الراتب الذي توزع على مساحة الوطن لما بقي سلطة ولا ما يحزنون ..!
فالرئيس يقولها علنا .... نحن سلطة تحت الإحتلال ,نحن تحت البسطار الإسرائيلي
هنا لا نجد تفسيرا للسلطة إلا أنها الصراف فقط ومن لديه تفسيرا آخر.. فاليتفضل
وسلطة حماس التي أفرزت حاله من التسلط الأعمى في غزة وأهلنا هناك ذاقوا المر والعلقم جراء تسلطها ورؤيتها الضيقة في السيطرة والمحاباة لأعضائها على حساب غيرهم
(لا عدل )
هذا ليس موضوعنا ولست بصدد شرح الحالتين فلكل حالة منهما سلبية وإيجابية
بدون أدنى شك أن المشاعر الوطنية لدى شعبنا لم تتبدل او تخفت ولكن الظروف وطول الوقت الذي مر دون حراك جماهيري منذ الانتفاضة الاخيرة جعل الامر كالصدأ الذي يطال الماكنات أو الالات جراء عدم إستخدامها فلا تستجيب عند الاستعمال مرة واحدة بل تتعثر وتتحشرج وربما لو كانت سيارة يصيبها الكشنيت فتخرب وتحتاج للكثير من الجهد لإصلاحها من خلال الصيانة وإزالة الصدأ عنها وتبديل قطع غيار وتزييتها وتليينها ثم اعادة تشغيلها.
وهكذا وضعنا اليوم الجماهير كانت نائمة وفي سبات عميق
وجائت المشاعر الجياشة حول مسألة في غاية الأهمية والخطورة ألا وهي أرزاق الناس وحياتهم والحصار المفروض على غزة ..!
فقضية قطع رواتب إخواننا في قطاع غزة وقبلها الظروف القاسية التي يعيشونها نتيجة الظلم والقهر الذي يمارس عليهم من خلال حكم الحزب الواحد الذي لا يريهم إلا ما يرى , مع الإنقسام البغيض والحصار المجحف وو الخ
كل ذلك مجتمعا كان من الضرورة بمكان أن يقف أبناء الضفة مساندين لاخوانهم في غزة وهو واجب وطني مقدس وقد تأخروا والسبب كما قلت (السبات العميق ).
فكان الحراك الذي تأخر كثيرا والذي كان يجب أن يكون حراكا شعبيا قبل ذلك في مواجهة صفقة ترامب التي من المفترض أن تشعل الوطن من شماله إلى جنوبه..
وأعود للقول (السبات) وما عاد لدى الناس ميكانيكية الحركة ( الصدأ)
وكنا قد دعونا إلى عصيان مدني ضد الإحتلال .
وعندما دعوت شخصيا قبل سنوات كنت أدرك أن الأمور تتسارع ويجب أن لا نتفاجأ بوضع داخلي يغير اتجاه البوصلة وينقلب الأمر من مواجهة العدو إلى مواجه الإخ للأخيه لا قدر الله
منذ فترة نلاحظ هذا التباين والخلاف الذي ظهر وبقوة عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي بين أفراد مجتمعنا الفلسطيني حتى داخل التنظيم الواحد وأعني فتح
تجد خلافات على أشدها بين القيادات سواء بالتصريح المباشر أو بالتلميح .
فمثلا نجد من يقول لنعلن غزة إقليم متمرد ويجب أن يتم معاقبتها ولا مصالحة مع حماس
وغيره يقول لا يجوز معاقبة أهلنا في غزة والمصالحة مطلب وطني
والرئيس نفسة قال مقوله ( لا تقولوا أن هناك فريقين )
وهناك من قول ...لا مقاومة والسلام السلام ..
وغيره يقول المقاومة ضرورة ملحة ووو الخ ..تناقض ما بعده تناقض
لا تريدون إنتفاضة ..ولا مصالحة .. ولا مقاومة ..والسلام أصبح من طرف واحد وإسرائيل تقول لا دولة فلسطينية
إلى أين نحن ذاهبون والمصالحة أصبحت مستحيلة والعداء يتطور بين حماس وفتح ..!؟
هل الحل الصراع الداخلي والفائز هو من يتولى الأمر
لنفترض أن فريقا فاز وكما قال الزهار نحن قادمون يا ضفة ..وكأن الضفة عقيمة وسدت كل الطرق في سبيلها للنهوض والتحرر ولم يبقى سوى الزهار لينقذها ويحررها
سوآل..ما الذي سيتحقق يا زهار..
( هل ستسمح لكم إسرائيل بإقامة دولة إسلامية ).!
طز في هكذا دولة ستكون برضى إسرائيل وأمريكا .
وأقولها بكل صراحة وهي وجهة نظر بأن شعبنا لو كان بيده الأمر لا يريد حكم فتح ولا حماس فبالتجربة ثبت ان كل حزب بما لديهم فرحون ، وسيأخذ كل حزب البلد لمصلحة حزبه وفصيله .
حماس تعتقد أنها من خلال القسام الذين هم صفوة المقاومة ونحن نحترم جهادهم
في مواجهة العدو وقد أثبتوا شجاعتهم وقدرتهم ولكن حماس في إدارة الدولة والحكم فاشلون وبامتياز...
ولا يقولوا لنا أنهم مميزون بالشرع والدين والتقوى
أما فتح فبتاريخها وما لها من رصيد شعبي وعلى الرغم أنه تزعزع كثيرا ربما تكون مقبولة في الحكم نوعا ما والسبب انها ليست دموية ، ولكن المزاج الشعبي
(وأضع هذا الأمر هنا للإستفتاء الشعبي )
هل شعبنا ما زال قابلا لإستمرار في تسلم فتح إدارة شؤون الدولة إن صار هناك دولة ..!
أعتقد ولربما أكون مخطئاً أن شعبنا الفلسطيني في داخله وقرارة نفسه لا يريد حماس ولا فتح مع احترامنا للجيع
ورغم هذا وذاك فليكن ....
صندوق الإقتراع هو الحكم والفصل .!
ما الحل إذا أمام واقعنا المرير ..!
لربما الظروف مهيئة للصراع الداخلي الذي ينتظره الأعداء بفارغ الصبر أللهم إلا إذا تدارك الجميع ووقفوا وقفة واحدة في وجه التيار الجارف الذي نتج عن مخطط كامل متكامل يراد منه أن نصل إلى إخوة أعداء وبحرٍمن الدماء
والمخطط يقتضي بادخال الضفة الغربية في حرب أهلية ينتج عنها جبهات متناحرة وسفك دماء وهروب ونزوح وهجرة وتفرغ البلد من معظم أهلها
وفي غزة حرب إسرائلية تدمر البلد وتهجر أهله إلى حيث شاء
وبعد ذلك قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من القوى الفلسطينية
يا حظك يا إسرائيل
هذا طبعا... إذا لم يصحو الجميع من غفلتهم ويتقوا الله في الشعب وفي القضية والقدس
ودون ذلك فسيتحول ما نتج من خلال الجمعية العامة لأمم المتحدة لأرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من ظلم وقهر العدو الإسرائيلي ...
لا بل ستكون لحماية الشعب الفلسطيني من سلطاته ولربما من الفرق التي ستتشكل وستتنازع إذا عمت الفوضى كما في سوريا لا قدر الله
وأعتقد أن الخطة تقتضي بعد ذلك بمؤتمر دولي يجمع الجميع ويقر حلا كاملا شاملا للقضية الفلسطينية وكيف سيكون الحل يا ناس ..!
فبدل أن نجلس ونضع يدنا على رأسنا ونقول حلها يا حلال.!
الحل بيدنا نحن الفلسطينين ... ولا حل سواه ولن يقدر حينها لا ترامب ولا العالم أن يفرض علينا حلا مجحفا ..
والحل الوحيد والأوحد هو ...أن نعود للوحدة الوطنية ,, وهل هذا مستحيل ...!
ألسنا إخوة في الوطن أليس هناك قاسم مشترك واحد رغم عشرة خلافات ..!؟
فالنتفق على قاسم مشترك واحد من أجل فلسطين ودون ذلك ستضيع فلسطين
فلا حماس ستقدر على شطب فتح ولا فتح ستشطب حماس أللهم إلا إذا سلمنا بفصل غزة عن الضفة .. فخذي غزة يا حماس
والضفة خذيها يا فتح وبعدها نصبح لقمتان سائغتان لترامب ونتنياهو ..
تفضلوا الى الإنتخابات وليقل الشعب كلمته ..
فلا فتح ولا حماس الان منتخبتان فنتائج الإنتخبات الماضية أكل عليها الدهر وشرب ..ولاأحد يعتبرالوضع شرعي وقانوناً ..!
أعتقد أن على الجيمع أن يتوجهون لرفع شعار واحد
فلسطين تجمعنا.. ويجب ان نتوحد رغم كل التناقضات
وإلا فانتظروا الزلزااااااال الزلزااااال الزلزااااال
يا رب ألطف بشعبنا وبقضيتنا ...ووعدك حق وسننتصر في نهاية الأمر رغم انف ترامب وتنياهو وكل الخونة في العالم
أللهم آمين
منذر ارشيد