لنطلق صرخة بوجه الانقسام

بقلم: عباس الجمعة

الشعب الفلسطيني الذي يمارس نضاله في وجه الاحتلال، ومحاولات الاقتلاع، ويقاتل ليحافظ على إرثه الإنساني والحضاري في وطنه، أرض الآباء والأجداد. تاريخيًا حاول العدو الصهيوني طمس هذا الوجود، ولكنه لم ينجح في ذلك ولا زالت المعركة قائمة، لأن هذا الشعب العظيم لن يستسلم، لا في الحاضر، ولا في المستقبل، فهو شعب مكافح، يقاتل أبشع احتلال في التاريخ الحديث والمعاصر، فلا يجوز لمن ارادوا الانقلاب واستمروا في الانقسام ان يعاقبوا شعبا اراد التعبير عن وقفته في ساحة السرايا مطالبا بأنهاء الانقسام .

ان ما قامت به ما يسمى بالقوى الامنية التابعة لحركة حماس من تصدي لجماهير الشعب الفلسطيني، في محاولة لاسكات صوت الحقيقة، من خلال استعمال هراوات بالية ، وجملة من الأكاذيب والأصوات المغرضة المتنافرة مع أدبيات شعبنا وإرثه وأعرافه النضالية.

إن الاعتداء على المشاركين في ساحة السرايا بغزة وتخريب المنصة، وتمزيق الشعارات التي تطالب بالوحدة وإسقاط الانقسام تتنافى مع قيم الحرية والديمقراطية، لذلك نطالب جميع الفصائل الفلسطينية بتعزيز الوحدة الحقيقية التي هي أقرب الطرق للخلاص من الوضع الراهن للشعب الفلسطيني والتصدي الى التحرك الأميركي - الإسرائيلي المدعوم من البعض في العالم لما يسمى كذبا إنقاذ غزة ، وهو في الحقيقة فصل غزة، وتمرير "صفقة القرن" التي يقف أمامها الرئيس محمود عباس وحركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ببسالة وشجاعة في التصدي لها .

ان صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مسيرات العودة ، حيث سطر فيها أرقى ملاحم التضحية والعطاء والإبداع ، اكد فيها على الوحدة الوطنية والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ورفض المحاولات المحمومة لسرقة كفاحه ونضاله ، رغم القمع الذي مارسته سلطة الامر الواقع بقطاع غزة الذي يندى له الجبين .

ان صون الحريات وحماية الجماهير، وتوفير المناخات الديمقراطية وتسخير كل الطاقات في مواجهة سيطرة سلطة الامر الواقع على قطاع غزة وتأثيرات ذلك على أوضاع الجماهير في ظل ما تتعرض له القضية من تهديدات خارجية وداخلية وفي ضوء محاولات تمرير صفقة القرن ، مما يستدعي اعطاء الأولويات الفلسطينية لحماية الجماهير وتمكينها من التعبير عن رأيها في كافة القضايا السياسية والوطنية والاجتماعية وتجريم الاعتقال على خلفية الرأي أو الانتماء السياسي، ووقف كافة أشكال التعدي على الحريات العامة والخاصة والالتزام بروح القانون الأساسي الذي يضمن حرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر، كما تتطلب توحيد طاقات شعبنا خدمة لمعركة العودة والتحرير والاستقلال.

امام كل ذلك نقول نحن نوجه ارقى التحيات إلى جماهير شعبنا الذي قدمت قوافل الشهداء في مسيرات العودة، وأن دمائهم لن تذهب هدراً وستزيدنا إصراراً على استمرار النضال حتى تحقيق كامل حقوقنا وعلى رأسها حق العودة.

أن إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال بوجه جرائم الاحتلال الصهيوني وتهديداته، تؤكد عظمة هذا الشعب وقدرته على استثمار كل الطاقات واجتراح وسائل إبداعية جديدة لمواجهة الاحتلال رغم الحصار والعدوان والصمت الدولي، حيث اثبت الشباب الفلسطيني من خلال ألاساليب النضالية وإلابداعية البسيطة ان يواجه قوات الاحتلال خلف الرمال وفي مواقعه العسكرية.

وفي ظل هذه الاوضاع نقول كان على من استعمل ضرب حرية الرأي ان يقف امام ما يطالب به الشعب الفلسطيني العظيم المتجذر بارتباطه بنبض الأرض وتمسك بالتاريخ والجغرافية ودافع بكل إخلاص وثبات ان يرفع بدل الهروات شعار الوحدة الوطنية وينضم لصفوف الشعب وحتى نتمكن جميعا من مواجهة كل التحديات ، ونشحذ العزائم والهمم لمواصلة النضال باعتبار ذلك أبلغ رد شعبي جامع على محاولات الإدارة الأمريكية ومن ورائها بعض الأنظمة العربية الرجعية تمرير صفقة القرن والتي تستهدف بالدرجة الأساسية حقوق وثوابت شعبنا.

لذلك نقول ان على حركة حماس إن تنهي حالة الاستفراد بقطاع غزة وتعمل من اجل تمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بواجبها اتجاه تمكين المواطن من حقوقه المدنية والحياتية والوظيفية، وضرورة العودة عن خطيئة الإجراءات ، و ليس عيباً من حركة حماس أن تقف في محطات مفصلية لتقييم تجربتها أين أخطأت وأين أصابت فهذه شيمة الكبار، فهذا يرفع من شأنها وقدرتها بين أبناء شعبنا، حتى نعلي راية الوطن خفاقة ولنجسد الوحدة الوطنية قولاً وفعلاً.. ولنمضي على درب القادة الشهداء الرئيس الرمز ياسر عرفات وابو العباس والحكيم والشيخ الجليل احمد ياسين وفتحي الشقاقي وابو علي مصطفى وطلعت يعقوب وسمير غوشة وفتحي الشقاقي وعمر القاسم وابو احمد حلب وسليمان النجاب ونواصل مسيرة النضال ضد الاحتلال حتى تحقيق اهداف شعبنا في العودة والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الأبدية الموحدة.

ختاما : لا بد من القول يبدو أن البعض يصر على الانقضاض على كل ما هو أصيل ونقي في هذا الشعب، وواجبنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني الأبي المناضل المقاوم الصامد ان ندافع عن الشرعية الفلسطينية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية ومشروعها الوطني، فمن المحظور أن نستسلم لواقع ان تبقى غزة رهينة ، لان ما يهمنا هو وحدة فلسطين قضية وارضا وشعبنا ، وحدة الضفة وغزة والقدس واللاجئين وحدة الوطن الفلسطيني .

بقلم/ عباس الجمعة