الشيخ احمد الخالد بقي شامخاً متواضعاً قوياً يدافع عن فلسطين

بقلم: عباس الجمعة

يرحل الشيخ احمد اسماعيل الخالد هذا العالم الذي شكل نموذجا حيث اتصف بالحكمة والرصانة بين ابناء شعبه ، فلا يُمكن ان ننسى هذا العالم الشامخ الذي كان له مثل هذا التأثير على كافة المستويات السياسية والاجتماعية على حدا سواء.

لقد آمن الشيخ احمد بوحدة الشعب الفلسطيني وشكل في تحركاته وعلى منابر الجوامع  وخاصة مسجد الفاروق صفحة مشرقة وهو يدافع عن المسلمين والشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة  ، حيث حمل في  القضية الفلسطينية في قلبه وعقله.

عرفته عن قرب ، كان  دائماً مع الحوار الأخوي البناء، والتنسيق مع القوى الفلسطينية وتعاونه مع الجميع حيث اشاع الشيخ أحمد الخالد رغم انتمائه السياسي لحركة حماس وعضويته في رابطة علماء فلسطين وتوليه امانة سر لجنة المتابعة الاهلية في مخيم الرشيدية ، الموقف الذي يريح روحه الطاهرة في جنات الخلد، حيث افتقده اهله واصدقائه وابناء مخيمه الرشيدية وكل الشعب الفلسطيني ، كما يفتقده الفقراء وهو حبيبهم، ويفتقده الصادقون وهو رائدهم ولسوف نجده دائماً بيننا بابتسامته الدائمة كلما وحدنا صفوفنا، وتعاونا فيما نتفق عليه، وصبرنا وتحاورنا وعذرنا فيما نختلف فيه، سوف نحس به وبروحه الراضية حينما يندحر الاحتلال عن ارض فلسطين، وسوف نسمعه يهتف بنا أن نواصل الصمود والوحدة والتعاون والنضال حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

رحل وكان وحدويا بحق وفي عمقه كان داعية للوحدة، لا من اجل أن يعترف الآخر بإسلامه، بل كان يؤلمه أن يرى المسلمين متفرقين، ولكن أفكاره ستبقى نبراسا لكل ابناء شعبه.

في ظل هذه الظروف يجب ان نعطي الراحل الشيخ احمد حقه ولو حللنا بالعمق هذه الروح التأسيسية المتواصلة لدى الشيخ انه كان مزيج من إيمان راسخ بالأمة، ومن فكر علمي يغوص في قلب حركة التاريخ ،ويسبر قوانينها، ويسترشد بهديها، ومن ذوبان للذات في مسار الأمة، وللشخص في أعماق المجتمع، فالعمر المهم بالنسبة لأمثال الشيخ ليس عمر الإنسان ذاته، بل هو عمر أمته في حراكها نحو الحرية والوحدة والتقدم.

من هنا اقول ان الشيخ احمد الخالد  سيبقى قيمة دينية ووطنية وعربية ما شاء الله حيث سيذكره ابناء الشعب الفلسطيني واللبناني بكل فخر واعتزاز باقواله وافعاله وسلوكه وقوته وتواضعه سيذكرونه بهذه الصفات وغيرها، حيث عاش كبيراً ورحل كبيراً، وندعو الله سبحانه وتعالى ان يحشره مع الانبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً .

ختاما : لا بد من القول لقد كان الشيخ احمد الخالد نموذجا نادرا،وقامة عالية من قامات العلم والفكر المستنير،والرأي الحكيم ،وسندا وظهيرا للمقاومة وأهلها، مؤمنا بالوحدة الوطنية ومواجه المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية،حيث رحل ولبى نداء ربه، وعاد إليه راضيا مرضيا.

 

بقلم / عباس الجمعة

كانب سياسي