زيارة العاهل الأردني لواشنطن المفاجئة واجتماعه المقرر الاثنين القادم مع الرئيس الأمريكي ترمب

بقلم: علي ابوحبله

زيارة العاهل الأردني لواشنطن المفاجئة واجتماعه المقرر الاثنين القادم مع الرئيس الأمريكي ترمب هل تضع النقاط على الحروف بشان الإخراج النهائي لصفقة القرن وتغير السياسات والتحالفات وفق تغير المستجدات



من المقرر أن يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يوم الاثنين القادم في زيارة مفاجئه .
اللقاء بين العاهل الأردني والرئيس الأمريكي ترمب يأتي بعد الاحتجاجات التي شهدها الأردن احتجاجا على السياسات ألاقتصاديه وارتفاع الأسعار ومستوى المعيشة والبطالة المستشرية في صفوف الأردنيين مما أدى إلى استقالة حكومة الملقي وتشكيل حكومه جديده برئاسة عمر الرزاز ,
وأدى تدهور الأوضاع في الأردن دعوة الملك السعودي سلمان إلى الدعوة لمؤتمر قمه مصغر ضم السعودية والإمارات والكويت اسفر عن تقديم رزمة مساعدات للاردن تقدر بمبلغ 2.5 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأردني
وما أن هدأت الأوضاع في الأردن حتى تقاطرت الوفود بمستوى عالٍ إلى الأردن، حيث الاستقرار ضمان مهم لأمن إسرائيل، لكن ما يُعرض وما يطلب في الوقت نفسه غير معلوم بعد،
في الأثناء استقبل الأردن الرباعي نتنياهو وكوشنر وغرينبلات ثم ميركل بعد سلسلة رسائل عميقة ملغزة تقول بان المملكة لا تزال في المحور الأمريكي ولا تخطط للمغادرة ومستعدة للتفاصيل. وبين تلك الرسالة إختيار رمز «إصلاحي» مقبول للغرب وعمل مع مؤسساته رئيساً للوزراء هو الدكتور عمر الرزاز.
وأهمها عدم الاستعجال في إنجاز مصالحة مع النظام السوري وتهميش مع تقليص العلاقة مع تركيا اردوغان والتردد في عودة السفير القطري ثم الرسالة الاهم والتي تقول بأن العلاقات مع إيران ليست في طريقها لأي انفتاح عندما تقرر سحب السفير عبدالله ابو رمان رسمياً للمركز وعدم تعيين بديل.
هنا وعند التعمق في بعض التفاصيل لا بد من الإشارة إلى أن تحول عمان لمنصة استقبال لنخبة من قادة العالم المتحركين ليس صدفة فكل المؤشرات بما فيها ردود فعل النخب الأردنية الوطنية توحي بأن تفصيلات عملية سلام جديدة بدأت تتوالد.
يمكن بطبيعة الحال استنتاج أو إدراك بعض الحيثيات المثيرة من خلال محاولات فهم بعض المشاهد التي اثارت الكثير من النقاش والدلالات خلف ستارة «الإستراتيجية الأردنية الوقائية».
الاشارة اللافتة أكثر تتمثل في إجتماعات السفير الأمريكي فريدمان وهو من الصقور المتشدد لصالح إسرائيل اجتمع بالفريقين الإسرائيلي والأمريكي في تل ابيب وواشنطن على هامش التوقف في عمان.
الزج بفريدمان في عمق الصورة يوحي ضمنياً بأن الهندسة الأمريكية لملف السلام والقضية الفلسطينية بدأت تحضر وبقوة على الطاولة الأردنية فالأخير موصوف بأنه أكثر خطورة من كوشنر وحلقة قريبة جداً من الرئيس ترامب واحد حراس مشروعه «الإسرائيلي».
وفد أمني رفيع رافق نتنياهو في زيارته الأخيرة الخاطفة لعمان بدون رموز سياسية حيث اصطحب معه رئيس جهاز الموساد ورئيس طاقمه الاستشاري ومستشاره العسكري ولم يرافقه أي طقم سياسي او دبلوماسي فغابت عن المجريات مؤسسة الحكومة الأردنية الوليدة.
يوصف الموساد تحديداً بأنه أكثر أجهزة إسرائيل «مصداقية» عند المؤسسات الأردنية وعندما كان الناطق الرسمي الأردني المخضرم محمد مومني يتحدث عن «اتصال وتواصل» مع العمق الإسرائيلي كان المقصود دوماً المؤسستين الأمنية والعسكرية حيث الثقة منعدمة تماماً بنتنياهو وطاقمه.
تؤشر هذه الحيثية على ان المؤسستين الأمنية والعسكرية ضغطتا على نتنياهو مرتين مؤخراً بخصوص الملف الأردني فقد منعتاه من استغلال الظروف الاقتصادية والشعبية الأخيرة للمملكة وتدخلتا لاحقاً لإجباره وحسب مصدر مطلع جداً على «التفاهم» مع الأردن الرسمي وقطع مرحلة الابتزاز السياسي وكسر الجمود.
ذلك حصل بالتأكيد بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية التي أبلغت الأردنيين بعدم وجود المزيد من المساعدات المالية وبأن المطلوب منهم العمل على أساس مشاريع تنموية ذات بعد إقليمي وتحت عناوين إقليمية متسعة، الأمر الذي يبرر تشكيل وزارة جديدة في عمان بسياق تنموي اقتصادي كما يبرر اصطحاب ميركل معها لوفد مهم من طبقة رجال الاعمـال.
والأهم يبرر لاحقاً وفي خطوة تناغمية ترك حكومة الرزاز وحيدة في مضمار العمل المحلي والتخفيف عنها عبر طاقم «إداري» بحت بدون خلفية سياسية في القصر الملكي للتخلص من ظاهرة «حكومات ظل» يشتكي منها السفراء الاجانب قبل الشارع الأردني.
تلك في كل حال قصة أخرى والأهم أن نتنياهو ورفاقه بحثا مع الأردن بصورة أساسية ملف الجنوب السوري حيث المعركة الأهم قريباً. لكن عمان أرادت عدم تسليط الضوء على أجندة الجنوب السوري وخلافاً لما اصدره مكتب نتنياهو عن زيارته لعمان صدر خبر عمان الرسمي مانحاً الأولوية لما سمي بالتزام إسرائيل ببقاء الوضع كما هو في مقدسات القدس مع إسناد دور الوصاية الأردني.
عمان لا تريد وضع تفاهماتها مع إسرائيل بخصوص الجنوب السوري تحت الأضواء الساطعة لكن وجود السفير ديفيد فريدمان أنتج إنطباعاً بأن كواليس ما يسمى بصفقة القرن تقترب إلى حد كبير وسط تجدد مخاوف الأردنيين من حلول إقليمية على انقاض أزمتهم المالية والاقتصادية.

اللافت للنظر ان النخبة القريبة من دوائر القرار العميق في الأردن احتفلت بزيارة نتنياهو على اساس تقدير بانه «أخضع» للتفاهم وبصورة تعيد إنتاج «شراكة قديمة» مع تل أبيب

وتقلص من نفوذ معسكر الاتصالات بين اليمين الحاكم في تل أبيب والأمير السعودي محمد بن سلمان على حساب الدور الأردني. على نحو أو آخر تحب مستويات فاعلة في عمان النظر لزيارة نتنياهو باعتبارها عودة للدور الأردني وتجميداً لسيناريو العلاقة المباشرة بين تل أبيب والرياض وابو ظبي لصالح «ضخ» الروح المسلوبة في التواصل بين عمان وتل أبيب وبغطاء أمريكي أولاً وإسرائيلي عميق ثانياً.

هناك تقييم من قبل محللين سياسيين بأن زيارة نتنياهو عودة لـ «لاعادة الدور الأردني وإبعاد للشبح الأكثر خطوة المتمثل في «مؤامرة» مفترضة من اليمين الإسرائيلي تغامر في استقرار الأردن وتركب موجة وضعه المرتبك.
برزت بسرعة في أوصال القنوات الرسمية الأردنية هذه القناعات بعدما حضر نتنياهو برفقة رموز المؤسسة الأمنية بأجندة «احتوائية» للخلاف مع الأردن. وهنا حصريا يبدأ دور»القشاش الألماني».
هذه التحركات هي ضمن حلقه مترابطه امريكا واوروبيا واقليميا وهي بلا شك ستتضح بأجندة وخفايا ما حملته زيارة المستشارة ميركل عند المحطة الأردنية الأربعاء بصفتها «ضامنة» لأي ترتيبات لاحقة على الصعيد الفلسطيني واللبناني تحديداً ويمكن القول بأن المكتوب الألماني يمكن قراءته من العنوان حيث وفد مرافق تشريعي باسم سلطة البرلمان الالماني وآخر من طبقة رجال الأعمال في إيحاء بأن ضمانات «البزنس» المسيس متاحة ايضاً.
في ظل التطورات والتحركات الدراماتكيه التي شهدها الأردن بزيارة الوفود المختلفه ضمن هدف ومسعى واحد وهو محاولات تمرير لصفقة القرن وعبر البوابه الاردنيه بدأ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زيارة عمل مفاجئة للولايات المتحدة، يلتقي خلالها الرئيس دونالد ترامب للبحث في قضايا الإرهاب وإيران والأزمة السورية وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. بموازاة ذلك، واصل كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير ومبعوث عملية السلام جيسون غرينبلات، جولته في المنطقة بزيارة للقاهرة حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي شدد على «تسوية القضية الفلسطينية طبقاً للمرجعيات الدولية».

وأفاد البيت الأبيض في بيان أمس، بأن ترامب سيستقبل عبدالله الإثنين المقبل، مضيفاً أن «الزعيمين سيناقشان القضايا التي تهم الجانبين، بما في ذلك الإرهاب، والتهديد الذي تمثله إيران، والأزمة في سورية، والعمل نحو سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

ووفق بيان للديوان الملكي الأردني، غادر الملك عبدالله الثاني عمان أمس «في زيارة عمل لواشنطن... يُجري خلالها محادثات مع ترامب... تركز على علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة»، مضيفاً أن الملك سيلتقي «عدداً من أركان الإدارة الأميركية» وأعضاء في الكونغرس.

وكانت جهود إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين محور لقاءات عدة في عمان الأسبوع الجاري، إذ أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي ومدير دائرة المخابرات عدنان الجندي أول من أمس محادثات مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس المخابرات ماجد فرج. كما استقبل الملك عبدالله الثاني كوشنير وغرينبلات وبحث معهما جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وجاء اللقاء بعد أقل من 24 ساعة من استقبال العاهل الأردني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وفي القاهرة، استقبل السيسي أمس كوشنير وغرينبلات والوفد المرافق لهما في حضور وزير الخارجية سامح شكري والقائم بأعمال رئيس الاستخبارات العامة عباس كامل. وأكد الرئيس المصري للوفد الأميركي دعم مصر التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية طبقاً للمرجعيات الدولية، تكون فيها القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، إن كوشنير استعرض جهود الإدارة الأميركية واتصالاتها الحالية للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن تحسين الوضع الإنساني في غزة. في المقابل، أكد السيسي دعم مصر الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، وذلك طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. كما استعرض الجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وإجراءات تخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع، ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، فضلاً عن الاتصالات المستمرة التي تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وشدد على أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية سيوفر واقعاً جديداً يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن لدول المنطقة.
من تطورات الأحداث وتقاطر الوفود الزائرة للأردن وبالأخص تلك التي جرت بين وزير الخارجية أيمن ألصفدي ومدير دائرة المخابرات عدنان الجندي أول من أمس مع الفريق الفلسطيني الذي ضم صائب عريقات ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج ضمن تنسيق أردني فلسطيني حيث جرى تقييم للمحادثات التي اجرتها الوفود الزائره للاردن حول مجمل التقييم للعمليه السلميه
يبدوا أن الأردن عاد ليتصدر الواجهة بعد محاولات لتهميشه من قبل السعودية والضغط على أمريكا لتجاوز الأردن في أي حلول مستقبليه .
عاد الأردن ليتصدر نقطة الارتكاز في الحلول المقترحة لصفقة القرن والتخوف من معركة جنوب سوريا درعا وانعكاساتها على المنطقة والتحذير الأمريكي لسوريا من خوض معركة الجنوب والتخوف من نتائجها على غرار ما حصل في غوطة دمشق
ووفق التحليل لا يمكن فصل مستجدات وتطورات الاحداث عن الزياره المفاجئه للملك عبد الثاني ضمن عملية مراجعه وتقييم للسياسات الامريكيه بعد فشل المراهنه الامريكي على ولي العهد السعودي الامير سلمان الذي مني بهزيمه في اليمن وفي فشل ذريع في سوريا واخفاق في لبنان مما عدته الاداره الامريكيه خساره متحققه لسياستها في المنطقه
والسؤال ماذا يحمل الملك الاردني بجعبته بشان الحلول المقترحه للمنطقه وهل يتبنى الموقف الفلسطيني لرؤيا حل الدولتين ضمن التنسيق الاردني الفلسطيني والمصالح المشتركه التي تجمع الفلسطينيين والأردنيين , وهل بات في مقدور الاردن من تغيير جوهري في مضمون صفقة القرن وقضية القدس ,
بانتظار نتائج اللقاء الذي يجمع الملك الاردني بالرئيس ترمب ,فالمنطقة باتت على فوهة بركان وحبلى في المفاجات وتغيير المواقف والسياسات

المحامي علي ابوحبله