انتخابات السلطات المحلية وتراجع الأحزاب أمام “ قوة العائلة “ ..!!

بقلم: شاكر فريد حسن

لا يختلف اثنان بأن قوة الأحزاب السياسية والوطنية داخل مجتمعنا العربي الفلسطيني في البلاد، تراجعت أمام " قوة العائلة " والنزعة الحمائلية والعشائرية في انتخابات السلطات المحلية، وهذا مؤشر سلبي وخطير من شأنه أن ينعكس على مستقبل مجتمعنا والحياة السياسية والعمل السياسي والوطني والأهلي لجماهيرنا العربية الفلسطينية، لا سيما أن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة أبرزت نجاح وسيطرة القوائم والتحالفات العائلية، في حين أن نسبة الأحزاب والتنظيمات السياسية لم تتعد نسبة قليلة جدًا.

ومن المؤسف أن تزايد أعداد الجامعيين والأكاديميين داخل مجتمعنا، لم يضعف شوكة العائلية والتعصب العائلي، بل ساهم في زيادة الارتباط بالعائلة والحمولة والعشيرة بوجهه السلبي البغيض، وهذا يتجلى بمشاركة الأكاديميين في " برايمرز " العائلة..!

هنالك عوامل عديدة أدت الى تراجع وانحسار قوة الأحزاب السياسية وفشل مرشحيها، منها أسباب ذاتية وموضوعية، منها من له صلة مباشرة بالأحزاب نفسها، وبالمناخ السياسي العام، ومنها ما له علاقة بالعائلة أو الحمولة.

وفي الحقيقة، أنه منذ عقدين ونصف نشهد حالة من التراجع في التثقيف السياسي والتنشئة السياسية، وانحسار النشاط والعمل السياسي والحزبي، فضلًا عن أخطاء الحركات والأحزاب السياسية أثناء قيادتها المجالس البلدية والمحلية، وهذا بدوره انعكس سلبًا على جميع المرافق ذات الشأن السياسي المجتمعي. وفي الوقت نفسه فان الحمولة لم تغب يومًا عن الانتخابات المحلية، بل تعززت أكثر، وباتت تتبوأ مكانة كبيرة في ظل حالة التفسخ والتفكك المجتمعي، وشعور " الفرد " ابن العائلة بالحاجة الى " عائلته " و " عشيرته " لحمايته والدفاع عنه، خاصة بعد تفاقم العنف وفشل المؤسسة الحزبية بحمايته والدفاع عنه.

والأن ونحن نقف أمام أبواب انتخابات السلطات المحلية التي ستجري في نهاية شهر تشرين أول القادم، يتبادر الى الذهن السؤال: هل ستعود الأحزاب لتولي وادارة السلطات المحلية؟!!

باعتقادي المتواضع أن الأحزاب لن تنجح ولن تعود الى تولي وقيادة السلطات المحلية في الانتخابات المقبلة، بعد تراجع دورها وادائها السياسي المجتمعي، وفي ظل الحالة السياسية المأزومة الراهنة، وابتعاد الناس عن العمل والنشاط السياسي وتراجع الثقافة السياسية، عدا عن انتشار مظاهر العنف ومشاهد التفكك والتفسخ المجتمعي، وبروز دور العائلة بقوة على حساب هذه الأحزاب، التي اخفقت وفشلت في خدمة المواطن وتقديم الحلول للمشاكل والقضايا اليومية، وفي ظل ارتفاع وازدياد مظاهر الشخصنة والبحث عن الذات والمصلحة الشخصية.

ولذلك فالصورة واضحة من الآن من خلال الحملات الانتخابية والتوجهات العائلية والحمائلية للمرشحين. وعليه فإن المشهد الانتخابي لن يتغير كثيرًا عن المشهد في الانتخابات السابقة، والنجاح والفوز سيكون حليف المرشحين العائليين والحمائليين وبعض المرشحين التوافقيين من اصحاب النفوذ والأثرياء ...!

بقلم/ شاكر فريد حسن