مصر الدور والمكانة ...وثبات المواقف .

بقلم: وفيق زنداح

قناعتي الثابتة والراسخة عبر ذاكرة تاريخية وطنية قومية ..... لموروث تاريخي تم تناقله عبر أجيال عديدة ....وعلى مدار تاريخ طويل..... يؤكد المؤكد ....ويثبت المثبت بالسياسة المصرية من منطلق الدور والمكانة والعقيدة الراسخة ...... للمهام الوطنية والقومية .
مصر العربية الشقيقة تحافظ بكل قوة وثبات على مواقفها الوطنية القومية..... ولا تقبل المساس أو مجرد الانقاص لهذا الدور التاريخي ....كما لا تقبل بالمساس بركائز سياستها الخارجية ....وبالتأكيد لا تقبل بالمساس بأي حقوق عربية ..... كما التمسك والثبات وعدم القبول بالمساس بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني ..... هكذا كانت وستبقي مصر تؤكد مواقفها من خلال حضورها ودورها ومكانتها الاقليمية والدولية ..... وعبر كافة المنابر والمؤسسات والمؤتمرات واللقاءات ....وليس أخرها لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الوفد الامريكي الذي يترأسه كوشنير وغرينبلات الذين وصلوا للمنطقة من أجل تسهيل عملية تنفيذ صفقة القرن ....وما يمكن أن يجري عليها من تعديلات قبل اعلانها ....وما يمكن أن تتوفر من عوامل المساعدة والاغاثة الانسانية للقطاع ....وتكاتف جهود دول المنطقة من أجل عدم اشتعال المواجهة .... وتخفيف حده التوتر ....وانهاء حالة غزة المأساوية ....وما حدث عليها من متغيرات كارثية .... بحكم انقسام أسود لا زال يتربع بصدارة المشهد بكل ازماته المتفاقمة .....ونتائجه المدمرة ....والتي يتم استغلالها واستثمارها أمريكيا واسرائيليا .
مصر وعبر الرئيس السيسي كانت واضحة وثابتة على مواقفها الوطنية والقومية .....وانفتاحها الدائم على العالم بأسره ..... وعدم اغلاق الأبواب بوجه أحد ....بل التشجيع الدائم لكافة المبادرات والمحاولات لاحداث اختراق سياسي ...... يعيد للقضية الوطنية الفلسطينية مكانتها ....وضرورة ايجاد الحلول لها ..... والتي لا تخرج عن اطار تحقيق الثوابت الوطنية الفلسطينية المتعارف عليها ..... والمتفق على حدودها ....بحسب قرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية ...... وقرارات الشرعية الدولية ..... والتي تؤكد على مفهوم حل الدولتين والقائم بالأساس على قيام دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية .
هذه الرؤية السياسية المصرية الفلسطينية العربية والمؤكدة والثابتة بالسياسة الخارجية المصرية ....كما بالسياسة والمواقف الوطنية الفلسطينية والعربية ..... تم تأكيدها عبر لقاء الرئيس السيسي دون اغلاق لكافة الجهود التي يمكن أن توصل الي هذه الاهداف الوطنية الثابتة..... وحتى تتمكن دول المنطقة من تعزيز الأمن والتنمية ..... وعدم السماح بجر المنطقة الي اتون مواجهات داخلية وخارجية تربك الحالة العربية واستقرارها وأمنها القومي بأكثر مما هي عليه .
سياسة مصرية ثابتة وواضحة ......بالعلن كما بالخفاء ....ولا جديد ولن يكون هناك جديدا .... او متغيرا .... بثوابت تلك السياسة الخارجية ..... بحكم الدور والمكانة التاريخية والزعامة التقليدية ..... والايمان العميق والمتجذر بالدور المصري العروبي القومي .....والذي يؤكد عليه فخامة الرئيس السيسي ووزير خارجيته سامح شكري وما يتم تأكيده وبصورة دائمة ..... عبر المنابر الدولية والعربية .
لقاء الرئيس السيسي مع كوشنير وغرينبلات كان واضحا وصريحا وثابتا .... ولا يقبل التأويل والتشكيك من قبل المتصيدين والمتربصين بل موقفا مؤكدا وثابتا على الحق الفلسطيني والحقوق العربية ..... وعدم امكانية السماح بانقاصها .....في ظل سياسة حكيمة ....وفق المرونة الملتزمة ..... بالثوابت والقرارات العربية والشرعية الدولية .... والذي يعطي ويوفر المناخ وثبات الموقف للقيادة الفلسطينية ..... وحقها الوطني المشروع في استقلالية قرارها وعدم تجاوز الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني .
مصر الداعمة عبر كافة مراحل التاريخ ....تعزز من عوامل القوة للموقف العربي حتى يبقي فاعلا ومساعدا وداعما للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية .....وهذا ما تأكد من خلال العديد من العواصم ..... وعبر العديد من المنابر والتحركات السياسية ..... واللقاءات الثنائية .
الوفد الامريكي ....وقد استمع لحقيقة المواقف المصرية ..... سيؤكد نتائج الفشل الامريكي لما يسمي بصفقة القرن ..... وعدم القبول بها .... وعدم الموافقة على تجاوزها للثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية .
مفهوم السلام العادل والشامل اذا ما كان في أولوية السياسة الخارجية الامريكية ....سوف يجد الصدى والتفاعل المطلوب ......كما سيجد الأبواب المفتوحة ....لكن أمريكا قد استبقت هذه الحقيقة المطلوبة بقرارها بنقل السفارة الامريكية للقدس ..... واظهار انحيازها وعدائها للحقوق الوطنية الفلسطينية وهذا ما يتأكد بدعم دولة الكيان .... عبر المنابر الدولية وعبر الدعم الاقتصادي والتسليحي ....حتى يكون الكيان بحالة تفوق دائم ..... ودون اعطاء ادني اهمية للمواقف العربية والدولية .
محاولة امريكا لصياغة مثل هذه الصفقة والترويج لها ....وتغليفها بمشروع اغاثة انسانية...... في ظل ممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية لن يكتب لها النجاح ولن تمر عبر عاصمة العروبة قاهرة المعز .
لا سلام بالمنطقة الا اذا تم استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ....والا فان الصراع ونتائجه الكارثية ستبقي ابوابه مشرعه ومفتوحة على كافة الاحتمالات والنتائج.... وهذا ما تحذر منه مصر على الدوام ....وما تستند عليه في سياستها الخارجية من أن اى تسوية وعملية سلام للصراع يجب أن يحقق الامن للجميع ..... كما الحقوق للجميع .....والا فان السياسة الامريكية تسير بعكس الواقع ..... كما تسير بحالة تناقض تاريخي وقانوني وسياسي . ...كما عادتها عبر التاريخ .
الكاتب : وفيق زنداح