حتى لا يفسر ويقال ان ألبعض يستغل رحيل المحامية الشيوعية نصيرة المناضلين ويتحدث عن تجربته وشخصيته ..لكن التاريخ ليس ملك الفرد بمفرده بل هو ملك للاجيال القادمة التي لم تعش مراحل النضال المختلفة ..ولكن الأمانة توجب سرد ما جرى ويجرى من وقائع ..ويوجب التعبير عنه بصدق وشجاعة دون تزوير او تلاعب......
سافرت الى بيروت عن طريق عمان لتقديم امتحاناتي في جامعة بيروت العربية عام 1978 وبعد انتهاء الامتحان عدت الى غزة معتقلا من الجسر الاردني الى سجن غزة المركزي مرورا بسجن الرملة ..وامضيت 45 يوما في زنازين الاحتلال بغزة ولازمتني شنطي وهدايا زوجتي وابنائي محتجزة في السجن ... وبعد عامين اي عام 1980 عدت الى بيروت في السنة الثانية ..لكنني تجولت في لبنان وفي مخيمات اللاجئين فيها ...ولم أتقدم للامتحان في الجامعة في كلية التجارة ..ومصادفة التقيت برفيقي الصحفي طلعت ابو زعنونة ابن الجبهة الوطنية المتحدة الذي عرفته سابقا في غزة وهو ابن حي الشجاعية وأنا كذلك ...حيث كان يعمل في الصحيفة اليومية لجبهة التحرير الفلسطينية التي اسمها (القاعدة) وليست كأسم المجموعات الارهابية والمليشيات التي لا تعرف الرب ....وفي احدى مطالعاتي للصحيفة مصادفة فوجئت في اخر صفحة بمقالة للمحامية الشيوعية المدافعة بشراسة عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وانا احدهم .. وياريتني استطيع أن احصل على هذا العدد الذي افتخر به واعتز .. والغريب الذي لم اعرف سر هذا المقال حينما ذكرت المحامية فليتسا لانغر انها تعتز بشخصيتين في هذا المقال الشخصية الاولى الرفيق سليمان النجاب ..والشخصية الثانية طلعت الصفدي مما اثار استغرابي الشديد وعدم معرفتي لماذا أختارتني من بين المئات من المناضلين التي تعرف صلابتهم وانتمائهم الوطني والتقدمي ...!!! وخصوصا ان فليتسيا تعرف اكثر مني قيادات وهامات مناضلة عالية ترافعت عنهم وهم ابطال حقيقيون تعرضوا للتعذيب ولم يستسلموا وحكمت عليهم المحاكم الاسرائيلية بسنوات طويلة أضعاف أضعاف ما تم حكمي حيث اعتقلت على الجبهة الوطنية الفلسطينية في شهر يونيه 1974 وحكمت ثلاث سنوات وكانت ترافع عني المحامية فليتسيا وعن الرفاق الذين رحلوا عنا الرفيق فضل عبد الرؤف البورنو والرفيق سعيد غانم ناجي بنفس التهمة ورفاق اخرين ... ولا يمكن نسيان موقف الرفيقة فليتسيا ونحن متواجدون مع العديد من المعتقلين حينما صرخت بوجه الشرطة العسكرية وموجهة حديثها للمعتقلين الموجودين في زنزانة المحكمة عندما قالت "اشد على اياديكم والمستقبل لكم والدولة الفلسطينية قادمة والاحتلال زائل .. ومضيفة ان اليوم افضل من الامس والغد سيكون أفضل من اليوم " لك كل التحية فقد كانت دائما تمنحنا القوة والعزيمة بالاضافة لقناعاتنا الفكرية وحبنا لوطننا وشعبنا وأننا لسنا وحدنا في معركة التحرر....هذا وقد نشرت صورنا وتحدثت عن العديد من رفاق حزبنا في كتابها "اولئك أخواني "هذه الشخصية العالمية هي رمز للانسانية والشيوعية التي لا زلنا نحلم باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وبناء المجتمع الاشتراكي الخالي من استغلال الانسان لاخيه الانسان .. لك المجد والخلود يا رفيقتنا فليتسيا فاسمك سيبقى علامة فارقة في التاريخ كمدافعة عن حق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني وكمنقذة للمئات من مناضلي شعبنا من سجون الاحتلال الاسرائيلي...
طلعت الصفدي