الصفقة بداخلها ....أسباب هدمها!!

بقلم: وفيق زنداح

يكثر الحديث عبر التصريحات للناطقين والسياسيين ....وحتى كتاب الرأي حول ما يسمي بصفقة القرن.... والتي لم يتم الاعلان عنها بصورة رسمية ....لكنها تسريبات اعلامية وتصريحات تدلل بصورة قاطعة ..... وبمقدمات أمريكية ....أنها طبخة عفنة رائحتها كريهة ....وكل من يأكل منها سيصاب بالتسمم القاتل ....لأن أهدافها خبيثة .... وما يسرب منها فيه من الضبابية والتضليل والتناقض التام مع الحقوق الوطنية .... وقرارات الشرعية الدولية .
بكل الاحوال ومهما كان المتحدثين ....فإنها صفقة البضاعة الفاسدة التي لن تجد من يتقدم بشرائها ..... والوهم من امكانية الاستفادة منها ..... سياسيا واقتصاديا لأي طرف كان ....ولأي أسباب يمكن تسويقها ... وتبريرها .... والمترس ورائها .
صفقة عارية ..... قال الرئيس الامريكي ترامب أنها لا تحتاج الي موافقة أو معارضة أحد .... وكأنها صفقة يجري تنفيذها خطوة خطوة ...وعبر الفضاء ....وما يولده الواقع من افرازات ونتائج..... نتيجة حرب محتملة ....أو نتيجة سياسة خارجة عن المألوف تصب في طريق زيادة الازمات والكوارث الانسانية ....والازمات الاقتصادية .
صفقة سماسرة العصر ...ورجال الاعمال الذين خلطوا السياسة لتحقيق مأرب اقتصادية ....وجعلوا كل شي قابل للشراء والبيع . .... خلطوا البزنس بالسياسة ....كما أدخلوا الارباح في الاوطان ...وباعوا الاوهام ....ويسيرون بخطوات المزيد من التضليل والخداع ونشر الاكاذيب من خلال تسريبات هنا وهناك .
كل شي لديهم قابل للبيع والشراء وتناسوا أن قضية فلسطين قضية وجود ..... وحقوق مسلوبة ...وتاريخ ظالم ....وقرار أسود أنتج هذا الكيان .... وجعلوا منه امرا واقعا ..... الا أنه ليس أمرا ملزما للتعاون معه على أرضية الواقع ..... وانكار الوجود ...والحقوق التاريخية .... ونسيان تاريخ مضي .... وواقع قائم من الجرائم والمجازر التي ترتكب على مرمي ومسمع العالم بأسره .
من يمتلك لا يفرط .... ومن يستطيع الشراء ....لن يجد من يمتلك البيع ..... ستسقط الصفقة العارية والعاهرة في وحل من قاموا على كتابتها ومن عملوا على تداولها .....ومن أوجدوا الواقع الذي يسهل تنفيذها ..... ستسقط الصفقة بعد أن سقط ما يسمي بالربيع الامريكي الصهيوني ...... والذي كان قد أكد ان ارادة الشعوب لن تبيع اوطانها ..... وانها بالإمكان أن تخطئ .... لكن من المستحيل أن تستمر على أخطائها ..... ووهم من خططوا وعملوا على التنفيذ من امكانية أن يجدوا ما يمكن بيعه للشيطان الامريكي الصهيوني .
ليس هناك انفصال بين ما يسمي بثورات الربيع الفاشلة وما يسمي بالانقسام الاسود الفاشل ....وبالتأكيد كل ما يسمي ويسرب عن صفقة محتملة لسياسة فاشلة تتعاطي مع قضايا الاوطان ..... عبر سياسة القطعة والحاجة ..... وادارة الظهر لكافة القوانين والقرارات الدولية وحتي الحقوق التاريخية .
قضايا متشابكة ....لواقع مختل .... ولمرحلة تاريخية .... نشهد فيها من المخرجات الامريكية الصهيونية ....ما يؤكد على أطماع توسعية ..... في واقع يفتح شهية الطامعين نتيجة الضعف والتفكك والانهيار .
الأهم ....أن الجميع يتحدث عن صفقة القرن هذه الصفقة المشبوهة والتأمرية ..... والتي لا مجال لها الا السقوط .... ولا بد أن يعترف الجميع بعدم امكانية تنفيذها لأنها حتى لو تم تنفيذ بعض أجزائها ......فانها تحمل بطياتها عوامل تفجيرها ..... وهدمها من أساسها .
الا ان هذا السقوط المدوي والمحتمل ....والمؤكد ..... يحتاج الي المزيد من اليات العمل ..... والي واقع أفضل .... حتى نتمكن من الافشال الحقيقي...وليس الافشال الاعلامي والدعائي ..... وعدم امكانية تنفيذ أي بند من البنود ....أو أي هدف من الاهداف .....حتى وان امتلأت السماء بشعارات الانسانية والاغاثة ...والرفاهية ..... لاننا لا يمكن أن ناكل ما هو مسمم ..... ولا يمكن أن نمرر ما هو سالب للمزيد من حقوقنا ....لزيادة حصة المعتدين ..... والمحتلين ..... ودفع الاثمان من جيوب غيرهم .
كل ما يطرح .... حول مشروعات هنا وهناك .... لها دلالة واضحة على محاولة الالتفاف على المشروع الوطني الفلسطيني .... وانهائه واسقاط القيادة والشرعية الوطنية الفلسطينية .... وادخالنا بحالة خلاف حاد ..... ليضاف الي حالة الانقسام الأسود .
مؤامرة واضحة عناوينها بارزة ....ومدلولاتها مؤكدة لما يسعون لتحقيقه .
أصبح واضحا وضوح الشمس ......من خلال ما يجري من تصريحات ولقاءات .....ولأجل هذا وغيره من الامور التي تقال والتي لا يمكن أن تقال لشطب تاريخنا .....وحقوقنا ... ومشروعنا الوطني ....من خلال جهل سياسي ...وعدم قراءة سياسية ..... وتاريخية ..... يدلل على خطايا محتملة لا تغتفر .... وجريمة نكراء .....تصل الي حد الخيانة والتنكر لتاريخ نضال طويل....وتضحيات جسام سقط عشرات الالاف من أجل قضية وطن وحرية ..... ودولة مستقلة .... وعاصمتها القدس .
صحيح أننا بأضعف أحوالنا لكن الصحيح أيضا ان مقاومة الضعفاء لا حدود لها ....ولا قوة يمكن ان توقفها .
مقاومة الضعفاء لها سر وجاذبية خاصة..... بنتائجها ومضمونها والياتها ..... قد تتأخر النتائج .....لكن الاهداف لا تضيع ......والتضحيات لا تذهب هدرا .... النتائج يمكن أن نحققها وان نوقف المخطط المدبر ضدنا ..... بوحدتنا أولا .....وبأبناء امتنا العربية ثانيا ....وبأحرار العالم ثالثا .... ومن خلال أليات واضحة ....واعلام متيقظ ....ورأي عام متفتح وأكثر قوة وتماسك ووعي ....من خلال واقع داخلي أكثر ترابط وتماسك .....ومن خلال نظام سياسي أكثر وحدة وشموخ ورسوخ ....ومن خلال واقع عربي أكثر حرصا وتأكيدا ..... على عروبة القضية وقدسيتها .
كل من يريد أن يكتب عنه التاريخ بأحرف من نور ......وأن لا يكتب عليه ..... يجب أن يكون فاعلا في اسقاط هذه الصفقة المشبوهه ....ووقف هذا المخطط التأمري ...... وأن يعمل الجميع علي انهاء الانقسام الذي يشكل أرضية خصبة لتمرير صفقة العار .....وان لا تبقي غزة واغاثتها ..... عنوان مثل هذه الصفقة المشبوهة.... لأن غزة جزء من قضية ....والقضية قضية وطن وشعب .,..... حرية ودولة ..... وأن نخرج من اطار غزة والواقع المجهول.... الي المستقبل المعدوم ....غزة جزء من الوطن وأهلها جزء من الشعب..... والشعب بأكمله صاحب القضية .
غزة .... وعبر تاريخها .... كانت وستبقي عامل فعل ونضال ..... وقوة اضافية ....وليس عامل ضعف وتفكك وانهيار .
أبواب غزة مغلقة في وجه المتآمرين ..... ومن يسمون انفسهم بالمغيثين .....لكن أبواب غزة مفتوحة ومشرعه ..... من خلال بوابتنا وشرعيتنا الوطنية .
غزة لها عنوان ...... وشعبنا له قيادته ..... وغزة لها وضعها ..... وصفتها ..... على خارطة الوطن..... ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ..... ونقولها لكل من يحاول الاغاثة الانسانية .....والبكاء على أحوالنا ....وظروفنا القاسية..... أن غزة لا تقبل الا بحريتها ...... واستقلاليتها ...... في اطار وطنها ومشروعها الوطني التحرري ..... ودولتها الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس .
الكاتب : وفيق زنداح