(حق تقرير المصير: حق أي شعب في أن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظلهِ والسيادة التي يريد الانتماء إليها ، باعتبار أن السيادة ركن أساسي من أركان تقرير المصير. وإذا كان مبدأ تقرير المصير قد أستُهل في عام 1526م، لكنهُ لم يجد تطبيقهُ الفعلي ألا في بيان الاستقلال الأمريكي المُعلن في 4/تموز/1776م.)
وقعت الثورة الامريكية في نهاية القرن الثامن عشر وكان لها تأثير كبير على مجرى العلاقات الدولية والقانون الدولي فيما بعد ، فالثورة الأمريكية (1775-1783)التي انتهت بانتصار الثوار الأمريكيين على المستعمرين البريطانيين وانفصالهم عن بريطانيا ، قد أوجدت عدة مبادئ جديدة في مضمار القانون الدولي ،أهمها:
1. حق الشعوب المستعمرة بالنضال ضد الدولة التي تستعمرها والانفصال عنها ، وقد اعترفت جميع الدول بهذا الحق بعد جلوس ممثلي الثوار الأمريكيين إلي جانب الدول الأوروبية الأخرى في مؤتمر فرساي سنة 1783م .
2. الاعتراف بالمحاربين ، وبهذا لم تعد الدول هي الشخصيات الوحيدة المعترف بها في مضمار القانون الدولي بل أصبح المحاربون شخصاً من أشخاص القانون الدولي أيضا.
3. حق التدخل الذي تمارسه دولة معينة الى جانب دولة أخرى أو سلطات دولة أخرى ، حيث تدخلت فرنسا إلي جانب الثوار الأمريكيين ، وكان تدخلها أحد الأسباب الرئيسية في نجاح الثورة الأمريكية < دور لافاييت مالاميرال ده مجايس في معركة يورك تاون عام 1781>، وقد اعترفت الدول الأوروبية بشرعية هذا التدخل في مؤتمر فرساي 1783م.
بقلم : د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي