امام مأساة الشعب الفلسطيني التي لا زالت قائمة لا تجد لها حلاً، بل ازدادت تفاقماً رغم التضحيات الجسيمة وطنياً وقومياً ورغم كل مشاريع الحلول والقرارات الدولية المكدسة في أروقة الأمم المتحدة ومؤسساتها، نرى امام ما يحاك اليوم من مؤامرة امريكيةة وصهيونية واستعمارية ورجعية ان نتساءل ، هل هناك شيئ مبيت وخاصة في ظل الحديث عن حلول اقتصادية وانسانية لقطاع غزة ، أسئلة تاريخية كبرى مقلقة وعميقة، جادة وشاملة وعلى مختلف المستويات .
إن صمود الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله وقواه بمواجهة صفقة القرن ، وإبراز العامل الوطني الفلسطيني والتأكيد على الشخصية الفلسطينية أمر هام خاصة في مواجهة المشاريع المعادية التي تستهدف القضية الفلسطينية ، تستدعي منا العمل على تعزيز وتطوير كفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة ما تسعى اليه بعض القوى الامبريالية تحت ما يسمى السلام المزعوم والتي هو ليس فقط استهداف القضية الفلسطينية بل إضعاف العرب .
إن كافة الوقائع والمعطيات السياسية تشير ان الادارة الامريكية ما زالت تسعى لتمرير صفقة القرن بالتنسيق الكامل مع كيان الاحتلال بهدف فرض استسلاماً شاملاً كاملاً من الفلسطينيين والعرب والعمل على خلق حقائق جغرافية - سياسية على الأرض من خلال توسيع الاستيطان واستمرار السيطرة على الأرض وبالتالي فإن السؤال المطروح ،هل تتمكن اللقاءات الفلسطينية والاتصالات التي تجري من انهاء الانقسام وتطبيق اتفاقات القاخرة وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة هذه المخاطر ، ودعم الحراك الشعبي ، والتعاطي مع وضع غزة في السياق الوطني والسياسي العام وليس فقط الانساني .
في ظل هذه الاوضاع نرى ان بعض العرب المراهنون على الحل السياسي في دائرة رد الفعل ينتظرون ما يقدمه الآخرون، وهم يستمرون في أوهامهم ومراهناتهم في تعليق الآمال على ما يجري داخل ايران ، لكن يجب على هؤلاء العرب ان يدركوا الحقيقة فان المشروع الامريكي الصهيوني يستهدف الجميع ، لهذا السبب عليهم أن لا يبرروا الاستسلام والرضوخ تحت حجة أن ليس أمامنا من بديل، فنحن نقول ان هناك خيارات وبدائل واقعية ومساحات واسعة للصمود والمقاومة.
ان الشعب الفلسطيني الذي خاض ثورته وانتفاضاته التي اتسمت بالشمولية والعمق والامتداد ومثلت نقطة تحول في النضال الفلسطيني، واحدثت تفاعلات على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية ، ومثلت رافعة نهوض وطنية وقومية في مواجهة كيان الاحتلال ، اليوم تستعيد هذه المواجهة من خلال مسيرات العودة والمقاومة الشعبية وتوجه تسويق صفقة القرن وسياسة تقويض وتمزيق مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجروا منها عام 1948 وتوجه رسالة واضحة للعالم بأن صفقة القرن ستسقط امام ارادة الشعب الفلسطيني ، وان حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه حق لا يخضع للاستفتاء ولا يخضع لأية مساومة أو مقايضة.
أن موضوع اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة يمثل جوهر ولب القضية الفلسطينية، وان القدس عاصمة لدولة فلسطين ، هذا الموقف التي تحمله مسيرات العودة والمقاومة الشعبية حيث خلقت معطيات جديدة وتفتح الآفاق لتحولات كبيرة ولكن ينبغي التعامل معها على أساس ضرورة بلورة رؤية وبرنامج ملموس لتحقيق هدفها في العودة والحرية والاستقلال ودحر الاحتلال وإرغام إسرائيل على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وفق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194.
ختاما : نرى ضرورة قيام برنامج وطنى يجسد القواسم المشتركة التى تحافظ على مصالح شعبنا وحقوقه الوطنية فى كافة أماكن تواجده، وضرورة التحرك على مختلف المستويات والمحافل العربية والإقليمية والدولية ، والمطالبة بعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات برعاية الأمم المتحدة، هدفه وضع آليات ملزمة لتنفيذ قراراتها ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطينى.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي