القطيع يعشق الفوضى و لن ينتج إلا غباء، فعار علينا ما حدث اليوم في انتخابات الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين ..
باسم الوطن والوطنية يباع الإنسان في سوق النخاسة ، يخرج كاتم الصوت ليمارس عربدته
فاليوم كنا أمام جريمة أخلاقية ، بلطجة قذرة ، تحدد الحجم الطبيعي لأدعياء الثقافة وترسم الصورة الحقيقية للمرحلة القادمة
فقد وثقت اليوم صورتكم القبيحة وتشابككم بالأيادي وقد رأيت الجمهور الخارجي الذي تم حشوه بالقاعة والمعد سلفا ليصوت للفراغ .
رغم ذلك وحفاظا على صورتنا المزدوجة للأجيال ، لن أنشر قباحتنا للمواطن المغلوب على أمره وللعالم الذي يعتقد أننا صفوة الشعب .. سأحتفظ بالتصوير للتاريخ .
الحمد لله أنني استدركت وشخصت الحالة المرضية جيدا لذا رفضت أن أكون شاهد زور واحتفظت بصوتي
فأعتذر لنفسي لأنني أغلقت بصري وبصيرتي وتخيلت للحظة أننا قابلين للتغير،
كما أعتذر للمواطن الفلسطيني الذي نغرقه دوما بصراعاتنا المرضية
فما دمنا لا نؤمن بالديمقراطية وبحرية التعبير والنقاش ، فلماذا ترهقوننا بالانتخابات
فنصبوا ما شئتم واتركونا من المسرحية الهزيلة ،لا نريد اتحاد عصابات ، نريد كتاب ينشرون ثقافة المحبة ويعلموا الناس معنى الحرية
فأيها الكاتب المهزوم واصل صمتك لترتاح وتريح ،فأنت القاتل والمقتول ...
أتعتقد عزيزي الكاتب المتخفي بالمفردات الجميلة ،أنك ستكون معول البناء وأنت لا ترى إلا نفسك ولا تنتصر إلا لذاتك ؟!
آه .. آه
أنت موشوم بختم القطيع حتى لو تقلدت أرفع المناصب و صعدت على مليون كرسي ، ستسقط في غياهب الظلمات، لقد اخترت القاع بإرادتك ، فمارس غباؤك وتذكر المثل القائل
" أكلت يوم أكل الثور الأبيض " فأصعد تسلق للهاوية ،أركب خيوط العنكبوت، فلن تكونوا إلا " كمثل الحمار يحمل أسفارا"
فيا أيها الخراف ، لا تتلوا علينا بعد اليوم انكساراتكم ، فالصورة المشوهة للمستقبل أصبحت واضحة ، كابوسا مفزعا ، يجر آخر حلم لنا بالنجاة إلى وحل الفئوية والتعصب الأعمى
فأعلن براءتي من كل ما حدث ومن أدعياء الشعارات الرنانة التي سلبت كرامتنا ،فما زلت أشتاق لزملائي الكتاب المبدعين الذين أصبحوا صورة في ألبوم
أشتاق أن نحب بعضنا بعضا ونبني مؤسستنا العظيمة .
مصطفى النبيه