السعودية وبيع فلسطين وتنفيذ الأجندات الأمريكية

بقلم: غازي حسين

وصلت الأنظمة العربية وبشكل خاص مملكة آل سعود وبقية دول الخليج إلى مرحلة الاستسلام والموافقة على الاستراتيجيتين الأمريكية والصهيونية ورفع الرايات البيضاء أمام العدو الإسرائيلي والموافقة على تهويد كل القدس وشطب حق عودة اللاجئين الى ديارهم، والهرولة في تطبيع العلاقات والتحالف معه ضد حركة المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومواجهة إيران ومحور المقاومة لضمان الحماية الأمريكية لأنظمتهم، ورضى الصهيونية العالمية وإسرائيل عليهم حفاظاً على كراسيهم على حساب حقوق شعوبهم وحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وحقوق الأمة العربية والاسلامية بما فيهاحق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وممتلكاتهم تطبيقاً للقانون الدولي والقرارات الدولية واسوة بالتعامل الدولي .

وقّع الأمير فيصل عام 1916 معاهدة مع حاييم وايزمان زعيم المنظمة الصهيونية العالمية في العقبة، تضمّنت موافقته على الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وأعطى موافقته في مؤتمر الصلح في فرساي عام 1918 على فصل جنوب سورية (أي فلسطين) عن سورية الأم وإعطائها للمستعمرين اليهود لإقامة إسرائيل فيها تحقيقاً لوعد بلفور الاستعماري وغير القانوني.

واعترفت تركيا وشاه إيران وهما دولتان إسلاميتان بإسرائيل فوراً، وأقامتا أقوى العلاقات معها، إلى أن انفجرت الثورة الإسلامية بسبب علاقات الشاه مع إسرائيل وأمريكا عام 1979 وقطعت العلاقات مع العدو الإسرائيلي واعترفت بفلسطين وبمنظمة التحرير الفلسطينية ودعمت المقاومة لتحريرالقدس وبقية فلسطين.

ويقف الإسلام الوهابي التكفيري والجماعات التكفيرية الأخرى والممالك والإمارات التي أقامتها بريطانيا وتحميها أمريكا والأنظمة التي وقّعت اتفاقات الإذعان في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربه موقف العداء من حركات المقاومة المسلحة وتحرير فلسطين بما فيها القدس مدينة الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى المبارك.ووافقوا على قرار ترمب لتهويد كل القدس الغربية المحتلة وتحوّلت المؤسسات الدينية بما فيها الأزهر الشريف إبّان عهد السادات وفي المملكة السعودية ومعظم الدول العربية في خدمة المؤسسة السياسية المهترئة والمرتبطة بالإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وإسرائيل، وباعوا فلسطين للصهيونية العالمية لقاء تأسيس عروشهم وحمايتها من شعوبهم.

بدأ عصر جماعة الإخوان المسلمون بتولّي محمد مرسي الرئاسة في القاهرة بدعم من قطر وبتفاهمات عقدتها الجماعة مع إدارة أوباما مقابل المساعدات الأمريكية والمحافظة على اتفاقيتي الإذعان في كامب ديفيد ومعاهدة

الصلح المصرية الإسرائيلية وعلاقات عادية مع العدو الإسرائيلي عدو الله والأنبياء والرسل والوطن والمواطن والعروبة والإسلام والإنسانية جمعاء.

إن ربط السعودية وجامعة تشرشل التي تهيمن عليها السعودية والأنظمة التي وقّعت اتفاقات الإذعان المقاومة الفلسطينية المسلحة وحزب الله بالإرهاب خضوع وركوع واستسلام وبيع فلسطين العلني للعدو الإسرائيلي وتطور خطير وكارثي يلحق هذه الأنظمة والجامعة العربية بالاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية المعاديتين لمصالح وحقوق جميع الشعوب العربية والإسلامية وبقية الشعوب في العالم، ومقدمة لتصفية قضية فلسطين وبيعها وإنهاء الصراع العربي الصهيوني لصالح إسرائيل وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

تقود السعودية التي تؤمن بالمذهب الوهّابي التكفيري التحالف العربي الإسلامي، وجيّرته إلى الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته اليهودية لتهويد القدس ولعقد صفقة القرن بتنازل دول الخليج عن عروبة فلسطين وحقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة التي اقرتها مؤتمرات القمم العربية والاسلامية والامم المتحدة، وعلى رأسها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وإشعال الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية وبتبرير العداء لإيران ومواجهتها بالتحالف الجديد مع العدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المجنونة بالعداء للعرب والمسلمين وبحب إسرائيل.

وتسحب معها المملكة بأموال النفط الهائلة والمسمومة معظم الدول الاسلامية في آتون الفتن والحروب الطائفية التي تقود إلى خسارة وتدمير جميع المشتركين فيها، وبعبارة أوضح بيع فلسطين العربية لليهود وتدميراليمن وسورية والعراق وليبيا و دور العرب والإسلام الصحيح المقاوم، ويربح منها فقط العدوالإسرائيلي مقابل حماية امريكا لعروشهم المهترئة.

دعمت المملكة السعودية في الثمانينيات من القرن العشرين الحرب العراقية على إيران وساهمت في تمويلها وأضعفت البلدين وقضية فلسطين وأوصلتها إلى أردأ مراحلها، وخدمت الحرب المصالح والمخططات والاستراتيجيات الأمريكية والصهيونية في الخليج وبقية الوطن العربي والعالم.

وأدت السياسات والممارسات الخاطئة التي سلكتها المملكة بالتعاون مع الطاغية المخلوع مبارك والتابعة تبعية كاملة إلى الإمبريالية الأمريكية إلى تدمير سورية والعراق وليبيا والصومال وباكستان وأفغانستان، وتأزيم الأوضاع الداخلية في لبنان عن طريق تمويل جماعتي الحريري والمجرم المدان جعجع، وتعطيل انتخاب رئيس للبنان لأكثر من سنتين، وحاولت تنصيب رئيسا موالياً لها ومعادياً للمقاومة وحزب الله ولكنها فشلت .

وساهمت للإطاحة بالنظام الليبي عن طريق استدعاء الجامعة العربية لحلف الناتو لتدميرها وتفتيتها والقضاء على ثرواتها النفطية الهائلة، ووقفت المملكة وراء اغتيال القائد الباكستاني الكبيرعلي بوتو حيث أوعزت لقائد الجيش

الباكستاني ضياء الحق تنفيذ هذه الجريمة النكراء خدمة للاستراتيجية الأمريكية المعادية لمصالح الشعب الباكستاني، وموّلت وتموّل العمليات القذرة التي تقودها المخابرات المركزية في بلدان أمريكا اللاتينية وبقية بلدان العالم على حد قول مدير المخابرات المركزية الأسبق فارنون والترز.

وكان الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية يقود ويدرّب ويموّل ويرسل التكفيريين من خلال غرفة عمليات موك في الأردن لإضعاف الجيش العربي السوري وتمزيق سورية شعباً وأرضاً، وتدمير منجزاتها وإلحاقها في الفلك الأمريكي، ويتصف موقف المملكة السعودية بالصلف والعنجهية والجاهلية والتدخل في الشؤون الداخلية وتصدير الإرهاب التكفيري وبيع فلسطين للمستعمرين اليهود بالموافقة تهويد القدس وعلى صفقة القرن، وتنفيذ الأجندات الأمريكية المعادية للشعبين السوري والفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ولجميع الشعوب على كوكب الأرض مما الحق افدح الخطار بقضية فلسطين ووضعها على حافة التصفية وتهويد القدس العربية المحتلة.

بقلم/ د. غازي حسين