الزيارة التي قام بها رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو، للعاصمة الروسية للقاء الرئيس الروسي فشلت إذ انها لم تحقق الأهداف التي سعى الى تحقيقها من خلال هذه الزيارة، وأولها هو اخراج ايران من سورية، وكذلك ابعاد مجاهدي حزب الله عنها. وكان الرد الروسي واضحاً وشفافاً بأن هذا الأمر منوط بالقيادة السورية التي تقرر بقاء او عدم بقاء المستشارين والعسكريين في سورية. ومما يؤكد هذا الفشل في تحقيق هذه الأهداف عدة أمور وفي مقدمتها ان مستشار الزعيم الروحي لايران، علي لاريجاني، زار موسكو، وقال في تصريح له بعد لقاء مطول مع الرئيس بوتين: " ان التواجد الايراني في سورية هو شرعي، وان ايران لن تنسحب منها او من العراق الا اذا طلبت الحكومتان الشرعيتان ذلك.
ورغم ايحاء نتنياهو بأنه على علاقة جيدة مع الرئيس بوتين لأنه التقى به تسع مرات منذ أيلول 2015، الا ان الرئيس بوتين لم يقبل أي طلب لنتنياهو، بل كان جاداً وواضحاً في الرد على طلباته، وأهمها أن ارض الجولان السوري محتلة، ولا يمكن ان تبقى بيد اسرائيل لأن عليها عاجلاً أم آجلاً الانسحاب من هذه المنطقة حسب قراري مجلس الأمن 242 و 338. ورفض بوتين التدخل في مواقع تموضع المستشارين الايرانيين في سورية حيث طلب نتنياهو بأن يتواجد هؤلاء الايرانيون على مسافة أكثر من 80 كيلومترا عن حدود الجولان.
وما حققه نتنياهو في هذه الزيارة أيضاً هو ابقاء التنسيق الأمني الروسي الاسرائيلي لتجنب أي صدام في الجو بين طائرات حربية روسية واسرائيلية، وكذلك ابقاء العلاقة الشخصية بينه وبين بوتين قوية دون تنازل بوتين عن مواقفه الواضحة والصلبة.
ومما يؤكد فشل هذه الزيارة ان نتنياهو يسعى الى زرع شكوك حول العلاقة بين روسيا وايران من خلال تسريب اخبار غير صحيحة بأن الروس يتعاملون بجدية مع المطلب الاسرائيلي بابعاد ايران عن سورية، ولكن زيارة لاريجاني لموسكو، والاتصالات الروسية الايرانية الثنائية قوية ومتينة مما يعني ان ايران حليف لروسيا، التي لن تستغني عن علاقتها وتحالفها القوي معها.
أما الامر الثاني الذي حققه نتنياهو من هذه الزيارة هو القيام بعمل دعائي لخدمة شخصيته وشعبيته في اسرائيل من خلال اصطحابه لفتيين معه ومع زوجته عند زيارة موسكو، وكذلك حضور الزوجين نتنياهو مباراة كرة القدم بين كرواتيا وانكلترا مساء الاربعاء الموافق 11 تموز الجاري مع هذين الفتيين المصابين بمرض عضال الا وهو السرطان، وهذا الحضور لكرة القدم غطته وسائل الاعلام الاسرائيلية ، وكان بمثابة دعاية لـ "انسانية" نتنياهو تجاه الشبان والأطفال المرضى، علماً ان نتنياهو في وضع صعب لأنه يتعرض لجلسات تحقيق حول 4 ملفات فساد!
قد يستطيع نتنياهو خداع وسائل الاعلام، وخاصة الاسرائيلية، لفترة من خلال الادعاء بأن زيارته لموسكو كانت مثمرة وجيدة، ولكن ما هي الا فترة قصيرة حتى تتكشف الحقيقة بأن هذه الزيارة فشلت في تحقيق أهدافها الاساسية، ولم تكن سوى زيارة "دعائية" وليس أكثر من ذلك!
بقلم/ جاك يوسف خزمو